نيروبي – قـام الرئـيس الجيبـوتي إسمـاعيل عمـر جيلـه بزيـارة رسميـة إلى كينيـا في مسـاء الثـلاثاء الـ8 مايـو الجـاري، تلبيـة لدعـوة تلقهـا من نظيـره الكينـي أهـورو كينيـاتا، ورافـق الرئيـس في هـذه الزيـارة وفـد رفيـع المستـوى ضـم عـددا من أعضـاء الحكـومة من بينهـم، وزيـر الخارجيـة والتعاون الدولي محمـود علي يوسـف، وزيـر الصحـة الدكتـور جامـع علمي عكيـة ووزيـر النقـل وغيـرهم.

و استهـل الرئيـس جيلـه والوفـد المرافق لـه، زيـارته للعاصمـة الكينيـة نيـروبي، بعقـد سلسلـة لقـاءات مـع ممثليـن من الجاليـة الجيبـوتية والصـومالية في كينيـا، فضـلاً عن المسؤوليـن السيـاسييـن الكينييـن من أصـول صـومالية.

من جهـة أخـرى أجـرى الرئيـس جيلـه مباحثـات ثنـائيـة مـع نظيـرة الكينـي أهـورو كينيـاتا، وقـد تركـزت المباحثـات على سبـل تعـزير العـلاقات الثنـائية وتوسيـع التعـاون المشتـرك في كافـة المجـالات والأصعـدة، كمـا تطـرقت المباحثـات إلى قضـايا أخـرى ذات الاهتمـام المشتـرك، وعلى رأسهـا تطـور الأحـداث في الصـومال ، ويـأتي التشـاور الجيبـوتي ـ الكينـي في هـذا الملـف على درجـة كبيـرة من الأهميـة بالنسبـة لكـلا البـلدين.

ولذا بحـث الجانبـان على مستـوى التعـاون والتنسيـق بينهمـا من أجـل الوصـول إلى رؤيـة سيـاسية شـاملة في مواجهـة التحـديات الراهنـة في الصـومال والقضـاء على المخاطـر الأمنيـة التي تهـدد عـوامل الاستقـرار في المنطقـة.

ووقـع الجانبـان الأربعـاء 9/5/2018 سلسـلة اتفاقيـان تعـاون شملـت مجـالات التعـاون الاقتصـادي والتبـادل التجـاري والسيـاحة والنقـل الجـوي وحمايـة وتشجيـع الاستثمـارات المتبـادلة كما وقعا على اتفاقيـات أخـرى في مجـالات الأمـن والتعـاون الدبلوماسـي، تضمنـت إعفـاء التأشيـرة عن حاملـي الجـوازات الدبلـوماسية والموظفيـن الحكـومييـن، إلى جانـب توقيـع مذكـرة تفاهـم شملـت قطـاعات الثـروة الحيـوانية والطاقـة الحـرارية والتدريب المهنـي وغيـرها.

وخـلال مؤتمـر صحفـي مشتـرك عقـده جيله مـع نظيـره الكينـي، عقـب مراسيـم توقيـع الاتفاقيـات، أعـرب عـن رغبـة بـلاده في تعـزيز شـراكتهـا مـع الحكـومة الكينيـة على كافـة المستـويات والأصعـدة، مشيـراً إلى أن البـلدين يعمـلان معـاً من أجـل إحـلال سـلام دائـم في الصـومال، والقضـاء على مخاطـر الإرهـاب والتطـرف التي تواجـه دول المنطقـة، وذكر أن ذلك استـدعى وجـود القوات الجيبوتية في الصـومال، لمسـاعدة الحكـومة الصـومالية على استعـادة الأمـن والاستقـرار في البـلاد، مضيفـاً أن ما يجـري في الصـومال ينعكـس سلبـاً على دول الجـوار وجيبـوتي وكينيـا على وجـه الخصـوص.

وهـذا ما أكـده الرئيـس أهـورو كينيـاتا، الذي أوضح أن البـلدين يبـذلان جهـودا حثيثـة من أجـل تحـويل التعـاون القائـم بينهمـا إلى شـراكة حقيقيـة أكثـر فائـدة، وأضـاف قـائلاً: لقـد تحـدثنا عن كيفيـة تعـزيز تعـاوننا بهـدف تحقيـق الأمـن والسـلام والرخـاء للشعبيـن الشقيقيـن، وذلك في ظـل التحـديات المشتـركة التي تواجـه البـلدين وفي مقـدمتها أعمـال العنـف والإهـاب والجـريمة المنظمـة التي تشهـدها المنطقـة.

وفيمـا تبـاينت القـراءات والتحليـلات السيـاسية والإعـلامية حـول دلالات وأهـداف الزيـارة وتوقيتهـا السيـاسي، ويـرى العـديد من المراقبيـن أنهـا تمثـل نقلـة نوعيـة في العـلاقات الثنـائية بيـن البـلدين وأن من المـرجع أن تتيـح الزيـارة فـرصـة سانحـة لتوسيـع التعـاون في مختلـف المجـالات والأصعـدة من أجـل بنـاء شـراكة اسـتراتيجية حقيقيـة في مواجهـة التحـديات والمخاطـر المشتـركة التي تواجـه البـلدين.