لم أحظ برؤيتها .. ومرت سنون !! (2)
محمد عبد القادر سعدال
آخر تحديث: 9/07/2016
بقلم: محمد عبد القادر سعدال / كاتب وصحفي صومال
سنوات مديدة تمضي ولم يدرك أحدنا حقيقة الآخر!، اقتربنا كثيرا في جوانب عديدة لاتحصى كما افترقنا بجوانب أخرى على الرغم من أن الابتعاد لم يغير حجم الحب والشوق الذي بيننا!.
اعتدت على قراءة رسائلها الغرامية التلميحية المتواصلة، تجدني وكأنها تهمس في أعماقي شيئا لذيذا كنت أنتظره دهورا؛ لترصع امنياتي معها بعبق الزهور وان افتقدت جملا كثيرة اعتدت عليها!. لازلت اقول في نفسي لم لا تفتتحين لك الحديث في رسائلها لأسأل مقصدها الحقيقي الي ان جاءت ساعة الرحيل فمضت وكانت إحدى رسالاتها الاخيرة تقول…. “ماذا عساي ان يكون وداعي الاخير، وماهي كلمتك الاخيرة التي ستقول لفتاة تحبك، سعيدة أمام نظراتك ولم تعطها أجمل ماتستحقين منك يا جميل المحيا!”. كأن لسان حالها يقول يا حبيبي انا ارحل الى صالات الغربة عاشقة بك، أفتقدك دائما، أفتكر فيك بين الحين والآخر، ومع ذلك سوف أتضرر ﻷن حبي ليس له توأم، حب بلا حبيب وفي، فقط هذا ما سيؤلمني أكثر!.
بدأت نبرات قلبي تقول: يا زهرة حياتي كيف لمثلي ان يعيش دونك وكيف لعيناي ان تستيقظ وتنام دون ان تراك… جميلتي، حبك جنني لدرجة أني أفطر، أتغذى، وأرقد؛ فقط بذكرياتي معك، أعدك بأن حبك لن يكون ذاك الذي انتهى بدون ثمرة يانعة وبساتين خضراء تطل علي عيال العاشقين!. يا غاليتي صمتي أمامك لم يكن الا لعدم حصول حروف تؤهلني بأن أشرح لك ماتحمل نبضات قلبي إليك، يبدو بأن حالي يؤول الى ماقاله الشاعر:
فإذا وقفت أمام حسنك صامتا ** فالصمت في حرم الجمال جمال.
كلماتنا في الحب تقتل حبنا *** ان الحروف تموت حين تقال.
لم اعرف من اين أتت لي تلك الأبيات التي اوردتها في مقالتي، كان صديق الطفولة يقول ان الحب يجعل العاشق شاعرا دون تكلف وعناء!. وصلت رسالتي قبل رحيلها لكن للاسف الشديد لم اكتب فيها ذاك العنوان الذي سوف نتواصل به فيما بعد كما هي لم تكتب أي عنوان في رسالتها الأولى، كان هذا تقصيرا منها!… استفسرت بأحد أقربائها عن رحلتها، قال: انها رحلة الى قارة اخري ولا يمكننا الوصول اليها مهما حاولنا، تباعدت نظراتنا ولقاءاتنا لكننا لم نزل معا نلتقى في عالم الذكريات لنستعيد دوما تلك الذكريات الجميلة التى تقاسمنا سويا هنا!…
يخطر على بالي نفس الأسلئة التي اوردت احلام مستغنامي في كتابها: “لا أحد يعلمنا كيف نحب .. كيف لا نشقى .. كيف ننسى .. كيف نتداوى من ادمان صوت من نحب .. كيف نكسر ساعة الحب .. كيف لا نسهر .. كيف لا ننتظر .. كيف نقاوم تحرش الأشياء بنا .. كيف نحبط مؤامرة الذكريات .. وصمت الهاتف , كيف لا نهدر أشهرا وأعواما من عمرنا في مطاردة وهم العواطف, كيف نتعاطف مع جلادنا من دون أن نعود الى جحيمه .. كيف ننجو من جحيمه دون أن نلقي بأنفسنا في تهلكة أول حب نقابله .. كيف نخرج من بعد كل حب أحياء .. أقوياء .. وربما سعداء , هل من يخبرنا ونحن نبكي من ظلم من أحببنا أننا يوما سنضحك مما اليوم يبكينا؟”. كل هذه اسلئة أصبحت مما لايجيب عنها الا الزمن!.