القحط يحصد الأرواح من جديد في الصومال
الصومال الجديد
آخر تحديث: 4/04/2016
هرجيسا – موجة من القحط والجفاف ضربت مناطق شاسعة من القرن الإفريقي، واتت على الأخضر واليابس الأمر الذي أسفر عن نزوح كثير من سكان الأرياف إلى المدن، والقرى.
وتفيد الانباء الواردة من إقليم (أودل) في أرض الصومال أن ضحايا الجذب آحذة بالازدياد، يوما بعد يوم، وعلى الرغم من أنه لا توجد احصائيات رسمية للخسائر المادية والنفسية الناجمة من هذا الجفاف إلا أنها تقدر بالملايين من الأنعام والعشرات من أرواح البشر.
وكما يبدو فإن الجميع تأثر بهذا الجفاف غير أن أصحاب الأنعام وسكان البوادي تضرروا أكثر ، ولا يزال نداء الاستغاثة يأتي من جميع الاقاليم، واستجابة له قام سكان أرض الصومال بجمع معونات في محاولة لإنقاذ المتضررين جراء الجذب، وبدأ تسير قوافل إعاثة كوّنها سكان المدن الكبيرة مثل هرجيسا لإيصال المعونات والمساعدات الغدائية الى المناطق النائية .
ومن جانبها خصصت الحكومة الفيدرالية مليون دولار كمساعدات أولية لضحايا الجذب وذلك في إحدى جلسات مجلس الوزراء، ووصل أمس الأحد إلى مطار عجال الدولي وفد من جنوب الصومال يضم شيوخ القبائل ورجال الأعمال وبعض علماء الدين، حاملبن معهم تلك المساعدات، وتزامن ذلك مع بداية الأمطار الموسمية في فصل الربيع، حيث بدأت السماء تهطل في اقليم ساحل، وأودل.
ومن ضمن المساعدات التي تم توزيعها لغاية الآن مساعدات من دول الإمارات العربية المتحدة، ومن المملكة العربية السعودية إضافة إلى المساعدات المحلية التي تم جمعها من الشعب ومن حكومة أرض الصومال، وعلى الرغم من هذه الجهود الجبارة التي يبذلها الشعب إلا أن الأوضاع لازالت خارج السيطرة.
والقصص المؤلمة التي يرويها عمال الاغاثة في تلك المناطق تدمي القلوب، وتتفطر لها الأكباد، وتقشعر من أجلها الأبدان، ومن تلك القصص ما يروى من أن أسرة تتكون من أب وأم وأولادهما، أرادوا العودة من المناطق المنكوبة إلى الأراضي الإثيوبية حيث كانت بداية رحلتهم، وفي الطريق لم يستطيعوا مواصلة السير بسبب الجوع والعطش، وترك الاب الأم وأولادها في مكان لبحث ما يسد به الرمق، وبعد مسيرة طويلة التقى مع أناس وأخبر لهم القصة من أولها، وطفقوا البحث عن الأم وأولادها، ولكن لسوء الحظ لم يهتدوا إليها سبيلا، وبعد بحث استغرق وقتا طويلا تم العثور على الاسرة ولكن بعد أن فات الأوان، جراء الجوع والعطش ماتت الأم وأولادها الصغار.
ويذكر أن هذا القحط هو الأول من نوعه وأسوأ من تلك التي ضربت البلاد في السبعينيات القرن الماضي، حيث نقلت الحكومة السابقة المتضررين إلى الأقاليم الخصبة للحيلولة دون وقوع خسائر فادحة، ولهذا تمت السيطرة على الوضع في حينها
أما الآن فالأمر ليس بهذه السهولة، فاتنقال الفرد العادي من منطقة إلى أخرى أصبح أمرا صعبا بذاته بسبب الولايات القبلية، وجراء الثقة المتدنية بين الصوماليين .