مؤتمر المجلس الوطني الاستشاري: المحاور والقضايا الرئيسية
الصومال الجديد
آخر تحديث: 11/09/2022
انطلق في مدينة مقديشو مؤتمر تشاوري يجمع بين قادة الحكومة الفيدرالية ورؤساء الولايات الإقليمية الخمسة
وقد وصل إلى العاصمة مقديشو يوم السبت رؤساء الولايات الإقليمية مثل السيد أحمد مذوبي رئيس جوبالاند، السيد علي غودلاوي رئيس هيرشبيلي، السيد عبدالعزير لفتاغرين رئيس جنوب غرب الصومال، والسيد أحمد قور قور رئيس غلمذغ، لكن رئيس ولاية بونتلاند السيد سعيد دني رئيس يشارك في المؤتمر عبر تطبيق “زوم”.
ويناقش القادة في اجتماعهم ، عدّة قضايا رئيسية، أبرزها: الأوضاع الأمنية والإنسانية في البلاد، إذ يتزامن المؤتمر، مع حملة أمنية وعسكرية ضد حركة الشباب، يصاحبها انتفاضة شعبية ضد الحركة في بعض المحافظات وخاصة في محافظات هيران، غلغذود، ومحافظات جنوب غرب الصومال.
إلى جانب ذلك، سيبحث القادة في اجتماعهم، طريقة توزيع منحة الـ 100 مليون دولار المقدمة من البنك الدولي لدعم الميزانية الصومالية، والتي تسببت بخلخلة نظام التعاون بين وزارة المالية الفيدرالية ونظيراتها في الولايات الإقليمية التي أعلنت الشهر الماضي إيقاف تعاونها مع الحكومة الفيدرالية حتى تعود إلى تطبيق الاتفاقيات السابقة حول هذه القضية.
وعلى الرغم من اجتماع وزراء المالية في الولايات الإقليمية مع وزير المالية الفيدرالي بعد هذه المقاطعة بأيّام، إلا أن هذا الاجتماع لم يُسفر عن نتائج ملموسة لعدم مشاركة مخرجاته مع المجتمع.
بالإضافة إلى ذلك، يتنبأ محللون بإمكانية تطرق الاجتماع إلى بحث قضية التمديد الإداري لبعض رؤساء الولايات الإقليمية عن طريق عملية تصويت داخل برلمانات ولايات: جنوب غرب الصومال، هيرشبيلي، وجوبالاند.
ويبدو أن المؤتمر لن يخلو من بعض النقاشات السياسية الساخنة، وخاصة فيما يتعلق بتشكيلة الحكومة الجديدة، التي تم تشكيلها بعيدا عن اقتراحات رؤساء الولايات الإقليمية، وبالتالي بدت للبعض أنها لا تتجاوب مع مصالحها، بل إن من قادة الولايات الإقليمية من يرى عدم التعاون مع هذه الحكومة طالما تضم وجوها غير مرغوب فيها لدى إدارة الولاية التي يمثلونها في هذه الحكومة.
هذا، ويرى محللون أن المؤتمر قد يتوصل إلى اتفاق شامل وعام حول ضرورة تفعيل مجابهة حركة الشباب وتوفير الدعم للمتضررين من حالات الجفاف في البلاد، وتوثيق التعاون بين الحكومة الفيدرالية والولايات الإقليمية، وهو ما ألمح إليه السيد أحمد مذوبي رئيس جوبالاند في كلمته المقتضبة عقب وصوله أمس السبت إلى العاصمة مقديشو، عندما أفاد بأن نقاط الاختلاف بين المشاركين في المؤتمر محدودة جدّا، لكون النظام السياسي الجديد في البلاد في مرحلة النشأة والتكوين.
ومهما يكن من أمر، فإن التوصل إلى تفاهم حول كيفية تقاسم المنحة المالية من البنك الدولي قد يستغرق وقتا طويلا، بسبب المواقف المتطرفة منه لدى البعض، مما يتطلب مزيدا من الحوارات والنقاشات حتى يتم الوصول إلى حل وسطي يرضي جميع الأطراف ويضمن باستمرار التعاون بين الحكومة الفيدرالية والولايات الإقليمية والحفاظ على الإجماع الوطني.
يذكر أن هذا الاجتماع، يكون الأول من نوعه منذ فترة طويلة، وإن كان قد التقى الرئيس الصومالي الحالي برؤساء الولايات الإقليمية، قبل تعيينه رئيس الوزراء حمزة عبده برّي الّذي يشارك في المؤتمر الّذي انطلقت أعماله اليوم الأحد، إلا أن هذا اللقاء كان عبارة عن ترحيب الرئيس الجديد وتهنئته ولم يتطرق حينها بشكل حاسم إلى بحث القضايا العالقة.