التوغل الشيعي في الصومال قنبلة موقوتة
م/عبد حسين
آخر تحديث: 24/01/2016
بقلم م/عبد حسين
مند الاطاحة بالحكومة المركزية في الصومال عام ١٩٩١م، وتفكك هياكل الدولة، دخل الصومال في مأزق مظلم بقي فيه اكثر من عقدين من الزمن٠ في تلك الفترة اصبح ملف الصومال غائبا عن اضواءالساحة الدولية والعربية، خاصة بعد رحيل القوات الامريكية من الصومال في ١٩٩٣م، والتي تركت وراءها فراغا امنيا ليصبح الصومال ارضا خصبة وملاذا أمنا للعصابات المجرمة والارهابية التي سفكت دماء الأبرياء من النساء والأطفال٠
ولكن هل توقف الأمر الي هذا الحد؟ كلا، لم يتوقف تدهور الوضع الى هذا الحد من فقدان النظام ونشب الفوضى وتهالك البنية التحتية في البلاد، بل ان الامر تطور الى اسوأ من ذلك والي غزو فكري ثقاقي مدعوم من بعض دول العالم وتحت راية هيئات دولية تدعي انها تريد مساعدة الصوماليين ليخرجوا من مأزقهم المرير٠ وعلى رأس هذه الدول إيران التي استغلت الوضع الهش في الصومال لنهب ثرواته، البرية والبحرية، ودس معتقدات دينية ومذهبية دخيلة على الشعب الصومالي السني المسلم٠
السؤال الملح هنا هو: ما الهدف وراء سعي ايران من نشر مذهبها الجعفري واغراء الضعفاء في الصومال بالأموال الباهظة؟
قبل الإجابة علي هذا السؤال أود تذكير القارئ العربي على ان ايران كانت ناشطة في منطقة القرن الأفريقي منذ فترة طويلة ولها علاقة وثيقة مع معظم الدول في المنطقة – اثيوبيا علي سبيل المثال ، والتي يصل نسبة السكان المسلمين فيها إلى اكثر من ٤٥% جميعهم من السنة، نجد ان ايران تمكنت من زرع بذور الفتنة المذهبية في وسط المسلمين في اثيوبيا مستخدمة كل الوسائل المتاحة لها،السياسية والاقتصادية، لنشر مذهبها وتصوير الرافضين له بانهم إرهابيون يجب إقصائهم والقبض عليهم٠ استطاعت ايران مؤخرا تخويف الأنظمة في المنطقة ،وطرقت ناقوس الخطر لها، مما حمل على بعض الحكومات تغيير هيكل مجالسها الاسلامية لتضم اعضاء شيعية موالية لايران٠
ولكن رغم الحروب الطويلة في الصومال وانقسام الصف العربي ، ظل الصوماليون متمسكين بعقيدتهم وهويتهم العربيه ، رافضين بيعها لايران ولا لغيرها من الطامعين٠
وهذا ما اكدته الحكومة الحالية في الصومال مشكورة، بالرغم من امكانياتها الضعيفة، إنهااستطاعت القبض علي عصابة مدعومة من إيران تنشر المذهب الشيعي في وسط العاصمة مقديشوا وبحوزتها منشورات باللغة الانجليزية والصومالية تدعوا الناس الى التشيع٠
“الاهداف الايرانية في المنطقة”
الهدف الاول
نشر الفتنة التي هي أشد من القتل، انها حرب من نوع آخر ، أسوء فتكا من الحروب المعتادة، يراد به خلق مذهب جديد يحول الصراع القبلي في الصومال الى صراع طائفي قد يقود في المستقبل الي تقاسم الحكم على اسسس طائفي مثلما حصل في العراق٠
الهدف الثاني
اثبات جذور فارسية في الصومال كاستراتيجية طويلة المدى تأمن نفوذهاالعسكري على المحيط الهندي والبحر الاحمر الاستراتيجي٠
الهدف الثالث
استخدام الصومال كقاعدة لتدريب عناصر إرهابية لزعزعةالاستقرار في المنطقة العربية،وخاصة الخليجية، وضرب مصالحها التجارية والاقتصادية٠
من هنا نتسائل مرة أخرى: “هل ستتمكن ايران من تحقيق اهدافها في المنطقة؟”
الاجابة على هذا السؤال يعتمد على ركيزتين
ا- مدى فعالية الموقف العربي وإدراكه للمخاطر الايرانية علي أساس أنها خطر لا يقتصر على الصومال فحسب بل سيتعدى حدوده ليضر بالمصالح العربية المشتركة على وجه عام٠
ب- مدى تعاون الصوماليين وحكومتهم الفدرالية مع اخوانهم في الوطني العربي لوقف التغلغل الايراني والحفاظ على سلامة المصالح العربية٠
اود ان اختم بمقولة بسيطة أطمئن فيها الجميع وهي ان ايران ليس لها مكان في قلوب الصوماليين وإنهم جميعا،حكومة وشعبا، لن يساوموا بعقيدهم وكرامتهم العربية، ومهما ضعف الموقف العربي فانهم اقوياء بايمانهم الذي لا تهزه العواصف الموسمية رغم حدتها، وإن على الحكومات العربية عليها ملأ الفراغ واخذ مسؤولياتها الأخوية ورعاية مصالحها المهددة في الصومال قبل فوات الأوان٠
Toosin@hotmail.com