دعوات لإلغاء محاضرة داعية سلفي مثير للجدل في مقديشو
الصومال الجديد
آخر تحديث: 23/11/2019
تتعالى الأصوات المطالبة بإلغاء محاضرة للداعية السلفي المثير للجدل الشيخ محمد عبدي “أمل”، فقد أثار إعلان محاضرة يلقيها “أمل” في ملعب “المهندس عبد الرحمن يريسو” في مقديشو ردود أفعال غاضبة من كثير علماء الدين في مقديشو فقد اتهمه الشيخ عبد القادر صومو الناطق باسم المجمع العام لعلماء الصومال في مقطع فيديو نشره عبر حسابه على الفيسبوك بتكفير الصوفية الذين يمثلون شريحة كبيرة في الصومال، والمساهمة أيضا في نشر التطرف الديني والتسبب في قتل كثير من الناس من خلال تحريض المتشددين كما اتهمه بالإساءة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام في بعض محاضراته السابقة.
وكان مقررا أن تعقد محاضرة الشيخ أمل يوم أمس الجمعة إلا أنها أجلت إلى يوم غد الأحد بعد أن أعلنت وزيرة الرياضة والشباب النائبة خديجة محمد ديريه أن وزارتها لم تتلق طلبا بعقد محاضرة في ملعب المهندس يرسو لكرة القدم، معربة عن استغرابها للإعلان عن عقد محاضرة في الملعب دون إشعارها، وقد تفاعل النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي مع القضية وتداولوا مقاطع فيديو للشيخ أمل وهو يتهم المحتفلين بالمولد النبوي الشريف بالشرك والضلال ويكفر حكومات صومالية سابقة ويصفها بالردة.
وقد نزل المئات من سكان مقديشو يتقدمهم مشايخ الطرق الصوفية أمس إلى شوارع العاصمة وتجمهروا أمام ملعب “المهندس عبد الرحمن يريسو” معربين عن معارضتهم الشديدة لمحاضرة الشيخ أمل الذي وجهوا إليه اتهامات بتنقيص المصطفى عليه الصلاة والسلام، والمساهمة في نشر التطرف الديني، ودعوا الحكومة الصومالية إلى إلغائها.
من جهتها قامت الحكومة الصومالية بتشكيل لجنة تتألف من وزير الأوقاف ووزيرة الرياضة والشباب ومحافظ إقليم بنادر وعمدة مقديشو وقيادة الشرطة الصومالية لتنظيم محاضرة الشيخ المرتقب عقدها غدا في ملعب “المهندس عبد الرحمن يريسو”، لكن مصادر كشفت عن انقسام بين مسئولي الحكومة الفيدرالية إزاء تلك المحاضرة، وأشارت شبكة العاصمة الإخبارية إلى أن مسئولين من الرئاسة الصومالية ووزارة الأوقاف طالبوا بإلغاء المحاضرة إلا أن رئيس الوزراء حسن علي خيري أصر على عقدها وحذر المطالبون بإلغائها مما تنطوي عليه من مخاطر قد تؤثر على الأوضاع الأمنية في العاصمة مقديشو بعد توعد مشايخ الطرق الصوفية بالتصدي لتلك المحاضرة ودعوة أنصارهم غدا إلى التظاهر، الأمر الذي قد يفجر مواجهات بين الصوفية والتيار السلفي في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أزمات سياسية وأمنية وإنسانية.
وقد علق بعض السياسيين على الجدل الذي أحاط بمحاضرة الشيخ أمل، وأشار مهد محمد صلاد النائب في مجلس الشعب الصومالي إلى أن على الحكومة الصومالية أن تعيد النظر في التداعيات المحتملة لمحاضرة الشيخ أمل التي تصر على عقدها بالرغم من معارضة أهل السنة والجماعة لها، وأضاف أن دعم أجهزة الأمن الصومالية والإعلام الرسمي لتلك المحاضرة دليل واضح على انتشار التطرف في مؤسسات الحكومة الصومالية، وأضاف قائلا ” يجب على الشيخ أمل أن ينصح الإرهابيين الذين يفجرون أنفسهم استنادا إلى الفكر المتطرف الذي نشره هو وزملاؤه”، وانتقد من وصفهم بعلماء السلاطين الذين يقيمون في الفنادق على حساب الحكومة ويدافعون عن الشيخ أمل مشيرا إلى أن الشيخ صومو الذي دعا إلى إلغاء محاضرته يدافع عما يعتقده وأردف قائلا: “إذا كنتم لا تخافون الله فاستحيوا من الشعب”.
من جانبه أشار النائب في مجلس الشعب أحمد معلم فقي إلى أن فتاوى الشيخ أمل بعد وصول الرئيس الصومالي الأسبق شريف شيخ أحمد إلى السلطة عام 2009 كانت أشد من كل أنواع السلاح التي كان يستخدمها مقاتلو حركة الشباب والحزب الإسلامي، وأضاف أن فتاوه كانت وقودا للشباب الذين تم تضليلهم والذين كانوا يقتلون الشعب الصومالي وقوات الحكومة الصومالية، موضحا أن فتاواه وأمثاله من المشايخ المتواجدين في نيروبي كانت دروسا تستخدمها حركة الشباب في عمل غسيل مخ لمقاتليها، أما السنياتور إلياس علي حسن فقد قال إن الحكومة الفيدرالية الصومالية لم تترك أحدا، مشيرا إلى أنها كانت في مشاكل مع الولايات الإقليمية والبرلمان والأحزاب السياسية وها هي دخلت الآن في مشاكل مع علماء الدين.
وكان الشيخ أمل المقيم في العاصمة الكينية نيروبي وصل إلى الصومال لإيصال مساعدات تبرع بها المحسنون إلى المتضررين من الفيضانات التي اجتاحت مدينة “بلدوين” مركز إقليم هيران بوسط الصومال وبعد عودته إلى مقديشو أعلن الإعلام الرسمي عن محاضرة يلقيها في ملعب “المهندس يريسو” في مقديشو الأمر الذي أثار جدلا كبيرا في أوساط سكان العاصمة، وتواجه الشيخ وغيره من المشايخ السلفيين- الذين كانوا يدعمون في السابق المتشددين الإسلاميين الذين يشكلون حاليا التحدي الأكبر أمام أمن الصومال – عقبات كبيرة حيث يحاولون الآن التملص عن ماضيهم بل أن يكونوا في طليعة من يحاربون الإرهاب والتطرف دون تقديم أي اعتذار عما قاموا به عندما كانوا منظرين للمتطرفين الإسلاميين، والأغرب من ذلك أن الحكومات الصومالية أفسحت المجال أمام هؤلاء الشيوخ الذين يتزعمون هيئة علماء الصومال، دون إعطاء أي دور للمشايخ الذين يشتهرون بمحاربة التطرف.