مقديشو – انطلقت مظاهرات غاضبة صباح اليوم السبت في العاصمة الصومالية مقديشو على خلفية مقتل عناصر الشرطة شخصين مدنيين، أحدهما سائق عربة توك توك في تقاطع هولوداغ في مقديشو.

وأغلق المتظاهرون بعض الشوارع في مقديشو، وأشعلوا النيران في إطارات السيارت، كما رفعوا هتافات ضد الشرطة الصومالية، ودعا بعض المتظاهرين رئيس الجمهورية محمد عبد الله فرماجو إلى الاستقالة.

وبعد اشتداد المظاهرات وانتشارها في مديريات جديدة في مقديشو، حاولت الشرطة تفريق المتظاهرين باستخدام النيران الحية، مما أسفر عن مقتل وإصابة أشخاص آخرين. ويقول بعض سائقي عربات التوك توك الذين تحدثوا لوسائل الإعلام إن عدد القتلى على يد الشرطة بلغ صباح اليوم السبت إلى 6 أشخاص.

وهدد المتظاهرون باستمرار المظاهرات، مطالبين بتقديم الجناة من عناصر الشرطة إلى العدالة. وندد المتظاهرون استراتيجية الأمن الحكومية المتمثلة في إغلاق الطرق والشوارع، مما أثر سلبا على التنقلات وحركة المرور والتجارة.

ويقول الكاتب والباحث الصومالي أنور أحمد ميو متحدثا للصومال الجديد إن إغلاق الطرق والقتل المتعمد ضد سائقي عربات التوك توك يزيد من الاحتقان الشعبي. ودعا الحكومة الصومالية إلى اتخاذ إجراءات لمعالجة هذه القضية، مشيرا إلى احتمالية تحول المظاهرات الغاضبة إلى ثورة شعبية، حال تجاهل الحكومة الرد على مطالب الشعب.

وأضاف ميو أن سائقي عربات التوك توك نفسهم يتحملون جزءا من المسؤولية لكونهم شبابا غير ملتزمين بقوانين المرور إضافة إلى عدم انصياعهم لأوامر عناصر الأمن، لكنه أوضح أن الشرطة هي التي تتحمل المسؤولية الكبرى، مشيرا إلى أنها تتعامل مع المواطنين، وكأنها مليشيات غير منضطبة.

وعلى الرغم من أن سائقي عربات التوك توك يتعرضون للقتل بين الحين والآخر على يد الشرطة، إلا أن “الإفلات من العقباب” يعتبر أمرا يشجع على ارتكاب مزيد من جرائم القتل، حيث لم تتم حتى الآن محاكمة الجنود المتورطين في قتل سائقي عربات التوك توك. وفي هذا الصدد قال الكاتب والباحث أنور ميو إن عدم محاسبة الجناة وتقديمهم للعدالة هو جزء من الفساد المستشري في الحياة العامة في مؤسسات الدولة”.

وتبدأ هذه المظاهرات  الغاضبة نتيجة للضغوط الشديدة التي يتعرض لها سكان العاصمة مقديشو، المتمثلة في إغلاق الطرق والشوارع وقتل سائقي عربات التوك توك، فهل تتحول المظاهرات إلى ثورة شعبية؟