قرار الحكومة الصومالية بإيقاف شركة إسعاف من الخدمة.. من يدفع الثمن؟
الصومال الجديد
آخر تحديث: 11/04/2019
مقديشو – تلقت إدارة شركة آمن لخدمات الإسعاف الخاصة أمرا من الشرطة الصومالية بوقف خدمتها، حسبما أكدته إدارة الشركة.
وقال الدكتور عبد القادر عبد الرحمن حاجي آدم مدير الشركة في مقابلة مع تلفزيون بي بي سي “أمرتنا الشرطة بوقف الخدمة شفويا. ومنعتنا من الوصول إلى مواقع التفجيرات”.
وأضاف الدكتور عبد القادر أن الشركة طلبت من الشرطة وثيقة مكتوبة بشأن الأمر، إلا أنها لم تستجب لطلب الشركة ؛ التي بدورها بدأت الانقياد للأمر.
وذكر المدير أن شركة آمن لخدمات الإسعاف عملت في إسعاف المجتمع طيلة 12 عاما، واكتسبت خلال خدمتها سمعة، مشيرا إلى أن الشركة لم تكن تتوقع إيقافها من الخدمة، بل كانت تتطلع إلى نيل جائزة تكريما لجهودها.
وأشار إلى أن الشركة طلبت من الحكومة الصومالية أكثر من مرة تسجيل سيارات الإسعاف التابعة لها، وتزويدها بلوائح سيارات خاصة، لتسهيل الخدمة لها وتفادي استخدام سيارات مشابهة لها لأغراض تخريبية.
من جانبها نفت نائبة قائد الشرطة الصومالية الجنرالة زكية حسين في منشور عبر حسابها على الفيسبوك إيقاف شركة آمن لخدمات الإسعاف الخاصة من العمل، لكنها أشارت إلى انعقاد اجتماع بين الشركة من جانب والشرطة وإدارة محافظة بنادر من جانب آخر لبحث إنشاء تعاون وتوحيد جهود خدمة الإسعاف.
وعلق على القضية كذلك مدير الإعلام في القصر الرئاسي عبد النور محمد أحمد؛ الذي نفى أيضا إيقاف الشركة من الخدمة. واكتفى بالقول: إن “الشرطة تريد التعاون”. وأشار إلى أن الشرطة مصممة على مراقبة حركة سيارات الإسعاف، لتفادي استخدامها لهجمات انتحاربية.
وبدأت شركة آمن لخدمات الإسعاف عملها في مقديشو عام 2007 تقريبا في وقت لم تكن فيه في العاصمة خدمة إسعاف سواء كانت حكومية أو خاصة. ولعبت منذ تلك الفترة دورا بارزا في إسعاف الجرحى في الحروب والانفجارات وكذلك المرضى لإيصالهم إلى المستشفيات. ويعتقد أن أي قرار تتخذه الحكومة الصومالية لإيقاف الشركة من الخدمة سيدفع المواطنون ثمنه.
ويأتي أمر إيقاف شركة آمن لخدمات الإسعاف من العمل في وقت أعلنت فيه الشرطة الصومالية كذلك منع الصحفيين من الوصول إلى الأماكن التي تحدث فيها الانفجارات، ما يؤثر سلبا على مهنة الصحفيين في تغطية الأحداث، وفسر بعض الصحفيين المنع بمحاولة إخفاء الحقائق من الشعب.
ويعتقد بعض المحللين أن إيقاف شركة آمن للإسعاف من الخدمة يأتي في إطار محاولة الحكومة الصومالية فرض تعتيم إعلامي على أرقام الخسائر البشرية جراء الأحداث الأمنية في مقديشو، حيث ترى أن عرض أرقام الخسائر يعكس فشلها في مجال الأمن، وهو الأمر الذي أدى إلى إيقاف شركة آمن للإسعاف من الخدمة، باعتبارها شركة خاصة ومصدرا طبيا تعتمد عليه الصحافة للوصول إلى الحقائق وتأكيد أرقام خسائر الأحداث الأمنية.