دلالات زيارة الوفد الارتيري الى أرض الصومال
الصومال الجديد
آخر تحديث: 21/03/2019
في زيارة هي الأولى من نوعها يقوم بها مسؤلون إريتريون الى إدارة أرض الصومال الإنفصالية وصل وفد إريتري برئاسة وزير الخارجية عثمان صالح والمستشار الرئاسي الإريتري يماني غبريب إلى هرغيسا عاصمة أرض الصومال يوم الاثنين.
كانت الأنباء المتعلقة بالزيارة محاطة بسرية تامة حتى أعلن عنها وزير الإعلام الإريتري يماني مسكل في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على تويتر حيث قال إن المسؤولين الإريتريين وصلوا اليوم الى هرغيسا في زيارة عمل وكجزء لا يتجزأ من الجهود المتضافرة المستمرة لتعزيز السلام الإقليمي.
واجتمع الوفد الإريتري مع رئيس أرض الصومال موسى بيحي عبدى ودارت بين الطرفين خلف الأبواب الموصدة مباحثات لم تتسرب تفاصيلها الى وسائل الإعلام المحلية والعالمية حتى هذه اللحظة، ويستعرض هذا التحليل الموجز هذه الزيارة والدلالات التي يمكن أن تحملها في طياتها.
الخروج عن العزلة ومحاولة لعب دور إقليمي
ربما تكون هذه الزيارة التي قام بها الوفد الإرتيري الى عاصمة أرض الصومال هرغيسا بمثابة الإعلان عن بدء مرحلة جديدة للسياسية الخارجية الإرتيرية بعد عقد من العزلة التي فرضت عليها من قبل المجتمع الدولي على خلفية اتهامها بدعم الجماعات المسلحة الصومالية التي كانت تحاول اسقاط الحكومة الفيدرالية في مقديشو، وأن اريتريا مستعدة للعب دور دبلوماسي إقليمي لحل الأزمات التي تشهدها منطقة القرن الأفريقي، ويؤيد هذه الإتجاه ما أشارت اليه بعض المصادر في السابق من محاولة إريتريا التوسط بين الصومال وأرض الصومال لإنهاء الجمود المستمر منذ قرابة ثلاثة عقود بين مقديشو وهرغيسا. وتاتي هذه المحاولات في وقت يستعد فيه كل من الحكومة الصومالية وإدارة أرض الصومال لعقد جولة جديدة من المباحثات في جمهورية غانا حسب ما أعلن مصدر رفيع في أرض الصومال للصحفين الأسبوع الماضي.لكن الحكومة الصومالية لم تعلق على تلك الأنباء حتى الآن.
هرغيسا بدل مقديشو
من المحتمل أن تكون زيارة الوفد الإريتري الى هرغيسا ضمن استراتيجية إقليمية تهدف الى اعادة تشكيل التحالفات السياسية في المنطقة واستعاضة هرغيسا التي باتت تتناغم مع سياسية التحالفات الجديدة في المنطقة بشكل أكثر ايجابية عن مقديشو، وقد كانت هناك حسب بعض المراقبين محاولات سابقة لإقناع الصومال باستئناف المفاوضات بينها وبين أرض الصومال بغرض اسراع وتيرة التعاون الإقليمي بين دول القرن الأفريقي بعد تحركات رئيس الوزراء الإثيوبي لإنهاء الأزمات السياسية في المنطقة حيث وقعت إريتريا وإثيوبيا اتفاق سلام لوقف الأعمال العدائية واستئناف العلاقات الدبلوماسية في يونيو الماضي وأعقب ذلك الاتفاق اتفاق سلام آخر بين الصومال وأسمرة . الا أن مقديشو ظلت تتمسك ببعض المواقف التي جعلتها غير منسجمة مع التحالفات الجديدة في المنطقة مما يجعل الاسعاضة عنها بهرغيسا أمر غير مستبعد.
فاعلية دبلوماسية أرض الصومال
مما تدل عليه هذه الزيارة عموما وبهذا التوقيت بالذات خصوصا تنامي فعالية دبلوماسة أرض الصومال التي استطاعت الى جانب المحافظة على مكتسباتها في العلاقة الخارجية مع دول الجوار الأفريقي أن تتفاعل بإيجابية منقطعة النظير مع المتغيرات الإقليمية والدولية في منطقة القرن الأفريقي والخليج العربي بل تعاملها مع تلك المتغيرات بتوازن عجيب أظهر نضج دبلوماسيتها مما أتاح لها فرصة المشاركة في الأحداث الجارية كلاعب اقليمي، كما حققت لنفسها مكانة مرموقة مع ما ينقصها من عدم الإعتراف بها ككيان مستقل.
ويوازيها عجز وضعف مستمر للسياسة الخارجية للحكومة الفدرالية التي لم تستطع حسب المراقبين الحفاظ على المكتسبات التي حققتها الخارجية الصومالية في مرحلة ما بعد انهيار الحكومة المركزية. فقد اتسمت دبلوماسيتها في المرحلة الراهنة بالارتجالية وعدم النضج إضافة الى اختيار دبلوماسين غير أكفاء للعمل في المناطق الحساسة والسفارات المهمة في العالم.
ويرى بعض النشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي والذين ينتمون الى مناطق أرض الصومال أنهم على أعتاب ميلاد جمهورية جديدة مكتملة الأركان تحظى باعتراف دولي وذلك بسسب خارجيتهم التي تعمل حسب وصفهم بمهنية واحترافية مما جعل حلم الإنفصال أقرب الى الحقيقية أكثر من أي مضى.