سفير الصومال لدى كينيا: حظر السلاح عقبة أمام الحرب ضد حركة الشباب
الصومال الجديد
آخر تحديث: 5/02/2019
نيروبي- أجرت صحفية “دا إيست أفريكان” الكينية في عددها الصادر اليوم مقابلة مطولة مع سفير الصومال لدى كينيا محمود أحمد نور ترسن الذي أشار إلى أن بعثة الاتحاد الإفريقي والجيش الصومالي تعرضا لضغوط لإظهار نتائج في الحرب على حركة الشباب.
وأوضح ترسن أن الجيش الصومالي يحتاج إلى أسلحة وتدريب متقدمين، وأضاف أن الجنود لديهم نفس الأسلحة الموجودة لدى مقاتلي حركة الشباب، وألمح إلى صعوبة مكافحة الجماعات المتشددة، واستدل بالحرب التي تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية ضد طالبان في أفغانستان 17 عاما رغم تفوقها العسكري، مشيرا إلى أن حظر السلاح المفروض على الصومال أصبح عائقا أمام الحرب ضد حركة الشباب.
وتحدث السفير عن المشاكل القائمة بين الحكومة الفيدرالية والولايات الإقليمية، وأشار إلى أن الخلاف بين الجانبين لم يبدأ مع وصول الرئيس فرماجو إلى السلطة، وذكر أن المشكلة الرئيسية الآن هي أن الحكومة تحاول تطبيق القانون فيما يتعلق بأمور ليست من اختصاصات الولايات التي قال إنها تقاوم ذلك، وذكر أن من هذه الأمور السياسة الخارجية والجيش والحدود وإصدار تراخيص التنقيب عن النفط.
وأضاف أن الولايات التي كانت تتمتع بفوائد من تلك الأمور لسنوات عديدة تشعر بأن الحكومة تتدخل في شئونها، وأعرب السفير عن اعتقاده بأن الرئيس فرماجو سيحل الخلافات بطريقة ودية.
وفي صدد حديثه عن الانسحاب المرحلي لبعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال “أميصوم” قال إن موقفنا هو أنه يجب استبدال القوات الإفريقية المنسحبة بجنود صوماليين متدربين تدريبا جيدا لكنه أشار إلى إن التحدي يتمثل في أنه كان من المفترض أن يقوم المجتمع الدولي بتدريب وتجهيز حوالي 30 ألف من القوات الوطنية الصومالية الأمر الذي لم يحدث ما جعل القوات الصومالية غير قادرة على القيام بمسئوليتها.
ووصف ترسن كينيا بأنها من أهم الدول في السياسة الخارجية الصومالية، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، وأشار إلى أن الصومال يعتمد على قطاع التصنيع في كينيا ورأس المال البشري ونقل المهارات، وذكر أن الرئيسين الصومالي والكيني اتفقا على تدريب كينيا المعلمين الصوماليين والممرضات إلا أن الاتفاق لم يجد طريقا للتنفيذ متعهدا بمتابعته، وأوضح أن بلاده تتطلع إلى رؤية الحركة الحرة للسلع والأفراد بين البلدين بشرط التعامل مع الأمن أولا.
وأوضح السفير أنه يوجد اختلال الميزان التجاري لصالح كينيا. مشيرا إلى أن 12,000 كيني يعملون في مقديشو ، وأن ما يقرب من ثماني طائرات تحمل القات إلى الصومال كل يوم ، ما يدر ملايين الدولارات على كينيا، موضحا أن بلاده تسعى إلى سد هذه الفجوة عن طريق تصدير الأسماك والموز إلى كينيا.
وأشار إلى أن تسيير الخطوط الجوية الكينية رحلات مباشرة إلى الصومال أدت إلى تحسين الاتصال والتجارة بين البلدين، مؤكدا أن بلاده ترحب بشركات الطيران الدولية الأخرى لزيادة المنافسة مما سيؤدي إلى انخفاض أسعار تذاكر السفر، وطلب من شركات الطيران العالمية عدم الخوف من الإرهاب لأنه ظاهرة عالمية تحدث في أي مكان.
وكشف السفير ترسن عن اتصال جرى بين الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو ونظيره الكيني أهورو كينياتا بعد هجوم حركة الشباب الأخير على نيروبي وذكر أنهما ناقشا التعاون الأمني على طول الحدود وتبادل المعلومات الاستخبارية.
لكن ترسن حث الحكومة الكينية على العمل بشكل مباشر مع الحكومة الفيدرالية وليس مع الولايات الإقليمية التي أشار إلى أن لها دورا محوريا في ضمان الأمن إلا إنه قال إنها تعاني من صراعات بين القبائل القاطنة فيها ما يجعل من الصعب أن تتعامل مع كينيا في الجانب الأمني.
وفي تعليقه على التحدي الأمني الذي يواجه الحكومة الفيدرالية أشار إلى أن بلاده لا تحارب حركة الشباب فحسب بل تحارب أيضا تنظيم داعش مضيفا أن الصومال هي الدولة الإفريقية الوحيدة التي تحارب مجموعتين إرهابيتن داخل حدودها في الوقت الذي ما يزال حظر السلاح المفرض على البلاد قائما، وألمح إلى أن الأسلحة القادمة من اليمن هي مشكلة أخرى تواجه الحكومة الصومالية، وذكر أن من حق الصومال أن يدافع عن نفسه لكن أشار إلى أن حظر السلاح يعد عائقا أمام ذلك، وأكد أن بلاده تعلق الآمال على كينيا وحكومات المنطقة لبدء حملات في الساحة الدولية تهدف إلى رفع حظر السلاح عن الصومال ليكون الجيش الصومالي أكثر كفاءة وفعالية.
وفي النهاية أوضح أنه يأمل في إجراء انتخابات الصوت الواحد والشخص الواحد في الصومال في نهاية عام 2020 لكنه قال إننا سنتأكد عندما نصل إلى ذلك الموعد.