القمة الثلاثية في بحر دار .. التوقيت والرسائل
الصومال الجديد
آخر تحديث: 19/11/2018
احتضنت مدينة بحر دار حاضرة إقليم الأمهره بإثيـوبيا، في الفترة من 9 – 10 نوفمبر الجاري، أعمال القمة الثلاثية التي جمعت رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، والرئيس الإريتري أسياس أفورقي والرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجـو.
ولم يأت انعقاد القمة الثلاثية، بمحض صدفـة، ولكن جاء نتيجـة لمجهودات كبيرة بذلت من قبل الزعماء الثلاثة، خاصة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمـد صاحب القدح المعلى في هذا الأمر، والذي نجح – أيما نجاح – في نقل العلاقات الثنائية بين الدول الثلاثة إلى هذا المستوى من التنسيق والتعاون الإقليمي.
وقد تركزت أجنـدة المباحثات على سبل تنفيذ اتفاقيـة “السلام والتعاون المشترك” التي وقع عليها الزعماء الثلاثة بالعاصمة الإريترية أسمرة في سبتمبر الماضي، وعلى ضوئها تم الاتفاق على اجراء بعض التعديلات في بنود الاتفاقية بما يؤدي إلى تسريع تنفيذها وتحقيق أهدافها بشكل كامل.
كما بحث الزعماء – خلال القمة – التحولات الراهنـة التي تشهدها منطقة القرن الإفريقي، وسبل تحقيق التكامل الاقتصادي في المنطقة.
البيان الختامي
شدد البيان الختامي، على أهميـة احترام سيـادة واستقلال الصومال ووحدة أراضيه، وضرورة دعم الشعب الصومالي في بناء مؤسساته الوطنية، وأشاد أيضاً بالجهود التي تبذلها الحكومة الصومالية في إعادة الأمن والاستقرار للبلاد.
ومن جهـة أخرى، رحب البيـان بالمساعي الدبلوماسية الجاريـة لرفع الحصار المفروض على إريتريا (تم ذلك فعلا)، مشيراً إلى أن ذلك سيساعد على تعزيز السلام والتنميـة والتعاون في منطقة القرن الإفريقي.
إقامة مشروع الاتحاد الكونفدرالي
لقد أشار رئيس الوزراء الإثيوبي الدكتور أبي أحمد، إلى اعتمد التكامل الإقليمي، كحل للمشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في المنطقة، وجاء ذلك في كلمة له بمناسبة افتتاح مستشفى ” تيبيبي غيون” التخصصي في مدينة بحر دار بحضور الرئيسين الإريتري والصومالي، وأضاف قائلاً: إن الدول الثلاثة تسعى إلى إقامة مشروع التكامل الاقتصادي، لتشكيل اتحاد فيدرالي بينها، مشيراً إلى أن هذه الدول سيكون لها رئيس واحد بدلا من ثلاثـة، دون أن يحدد جدولاً زمنياً لإقامة الاتحاد المذكور.
وبحسب وكالـة الأنباء الإثيوبيـة (ENA) فإن خطة التعاون المشترك التي تم الاتفاق عليها قبل شهرين، تسير على الشكل المطلوب، وأن الزعماء اتفقوا على عقد جولة المباحثات القادمة في العاصمة الصوماليـة مقديشو.
ومن جانبه أكد الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، أن تاريخ القرن الإفريقي قد تغير، وأن الزعماء الثلاثـة بدأوا التحرك من أجل تعزيز التعاون المشترك في مجالات التنمية الاقتصادية ومكافحة الفقر في المنطقة.
وبحسب مصادر سياسية مطلعـة، فإن ثمة جهوداً حثيثـة تبذلها كل من إثيوبيا وإريتريا والصومال، لتنفيذ اتفاقية التكامل الاقتصادي والسياسي التي وقع عليها زعماء الدول الثلاثة في أسمرة.
وبالفعل دخلت الدول المذكورة في مشاورات متقـدمة بشأن إقامة الاتحاد الكونفدرالي بينها، ويتوقع أن يتم إعلان الخطة خلال أعمال القمة الثلاثية المزمع انعقادها بمقديشو في ديسمبر المقبل.
موقف حكومة جيبـوتي
لم تشارك جيبوتي في التحولات الكبيرة التي شهدتها المنطقة منذ وصول رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد إلى السلطة في أبريل من العام الحالي واعتبرها كثير من المراقبين الخاسر الأكبر في التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة وزاد تباطؤها عن مواكبتها عزلتها السياسية، إلا أن القيادة الجيبوتية بدأت تغيير موقفها فقد رحبت الحكومة الجيبوتية بقرار مجلس الأمن الدولي المتعلق برفع العقوبات عن إريتريا الأمر الذي فاجأ المراقبين حيث كانت تحتج على الجهود المبذولة لرفع العقوبات عن إريتريا دون إيجاد تسوية للنزاع الحدودي بينها وبين إريتريا.
والتقى الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد على هامش القمة الإفريقية في أديس أبابا وناقش معه تعزيز العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة والجهود المبذولة من أجل تحقيق التكامل الإقليمي وأشاد الزعيمان برفع العقوبات عن إريتريا، وتعهد رئيس الوزراء الإثيوبي ببذل مساعيه لتحسين العلاقات بين جيبوتي وإريتريا.
ويبدو أن وصول رئيس الوزراء الإثيوبي إلى السلطة أحدث ما يمكن وصفه بأنه زلزال سياسي داخل إثيوبيا ومحيطها الإقليمي وحظيت خطواته الإصلاحية بترحيب إقليمي ودولي كبيرين، ويعلق كثيرون آمالا عريضة على ما يجري في منطقة القرن الإفريقي لعلها تضع حدا لعقود من الصراعات والأزمات السياسية والأمنية التي أثرت سلبا على شعوب المنطقة.