الصومال: خطب رؤساء الولايات الإقليمية في مؤتمر غروي

الصومال الجديد

آخر تحديث: 22/10/2018

[supsystic-social-sharing id="1"]

غروي- افتتح أمس مؤتمر مجلس تعاون الولايات الإقليمية في غروي عاصمة ولاية بونتلاند شمال شرق الصومال بمشاركة رؤساء ولايات بونتلاند عبد الولي محمد علي غاس وغلمدغ أحمد دعالي حاف وجنوب غرب الصومال شريف حسن شيخ آدم وجوبالاند أحمد مدوبي.

ووجه رؤساء الولايات في كلماتهم في مناسبة الافتتاح انتقادات شديدة إلى الحكومة الفيدرالية وأشار غاس رئيس بونتلاند ورئيس المجلس أيضا إلى استغرابه فشل الحكومة في تأمين الطرق التي تربط مقديشو بمدينتي جوهر ومركا مركزي إقليمي شبيلي الوسطى وشبيلي السفلى المجاورين للعاصمة رغم أن لديها نحو 26 ألف جندي إضافة إلى الدعم الذي تحصل عليه من بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال (أميصم)

وأضاف غاس أن عودة الاستقرار الأمني إلى الصومال ما زالت بعيدة مؤكدا الحاجة إلى وضع استراتيجية جديدة لمواجهة التحديات الأمنية، ومشيرا إلى استراتجية أمنية وضعت في مؤتمر لندن إلا أن أحدا لا يعلم كيف يتم تطبيقها، وذكر أنه لم يتم إجراء أي تقدم في تنفيذ تلك الاستراتيجية التي مر على وضعها نحو عامين.

وفي صدد حديث عن الانتخابات المرتقبة في البلاد في عام 2020 أشار إلى أن الأمور لا تسير في الاتجاه الصحيح، وصرح بأن هناك أسئلة حول الانتخابات لم تتم الإجابة عنها، مؤكدا أن جهة واحدة لا يمكنها إدارة قضية الانتخابات وفق رغباتها وتطرق إلى قضية تقاسم ثروات البلاد والمساعدات التي يقدمها المانحون إلى الصومال، موضحا أن المهم التوصل إلى اتفاق بشأن هذه القضية بعد أن تبين عدم توزيع المساعدات الدولية وفقا للنظام الفيدرالي الذي تبنته البلاد.

وأشاد بأحمد دعالي حاف رئيس ولاية غلمدغ المحاورة لولايته وذكر أن الصراعات بين الولايتن في مدينة غالكعيو انتهت بعد انتخابه رئيسا لغلمدغ وأضاف أن ذلك حصل بسبب قيادته الرشيدة، وأشار إلى أن حاف نجح في انهاء الخلافات الداخلية في غلمدغ بعد توصله إلى اتفاق مع تنظيم أهل السنة والجماعة كما نجح في توحيد الجهود في محاربة حركة الشباب، داعيا إلى الكف عن وضع العراقيل أمام الولاية.

من جانبه أكد رئيس ولاية غلمدغ أحمد دعالي حاف أن ولايته ستبقى رغم محاولات الحكومة الصومالية تدميرها ودعا الولايات الإقليمية إلى تشكيل قوات خاصة للتعاون فيما بينها، وأشار إلى أن الصومال في حاجة إلى عقد مؤتمر وطني لإنقاذ البلاد التي قال إنها تسير نحو المجهول مبديا مخاوفه من استيلاء حركة الشباب على العاصمة مقديشو خلال الأشهر القادمة.

وحث حاف نواب مجلسي الشيوخ والشعب على تحمل مسئولياتهم، واتهم الحكومة بمعارضة تطبيق النظام الفيدرالي وانتقد أداءها الأمني وأشار إلى أن الحكومة ستكتوي بالنيران التي تقوم بإشعالها في ولاية غلمدغ.

اتهم رئيس ولاية جوبالاند أحمد محمد إسلام “مدوبي” من جهته الحكومة الفيدرالية بالمسئولة عن الفشل الذريع في تحقيق أمن البلاد، وكشف عن تهم لها بوجود مساومات بينها بين حركة الشباب مما أصبح عقبة على العمليات العسكرية الرامية إلى تحرير البلاد من مقاتلي الحركة، وذكر أن الحكومة فشلت حتى في تأمين شارع مكة المكرمة الرئيسي في مقديشو رغم أنها قطعت طرق العاصمة أمام الشعب.

وبين مدوبي أن الحكومة لم تنفذ جميع الاتفاقيات التي توصلت إليها مع الولايات الإقليمية فيما يتعلق بالانتخابات أو توزيع ثروات البلاد، متهما إياها بنشر دعايات كاذبة عن رؤساء الولايات وأنهم يسعون إلى التمديد لأنفسهم بعد انتهاء فتراتهم الرئاسية الأمر الذي وصفه بأنه محض افتراء، مؤكدا أن الانتخابات الرئاسية في جوبالاند سوق تعقد في موعدها المحدد، مشيرا إلى أن الحكومة تحارب النظام الفيدرالي وتحاول تفجير الأوضاع في الولايات.

وأعرب عن مخاوفه من فشل الجهود المبذولة في إجراء انتخابات الصوت الواحد والشخص الواحد في البلاد في عام 2020 إذا استمرت الحكومة الفيدرالية في السياسيات التي تنتهجها والتي تقود البلاد إلى الانهيار، معتبرا النظام الفيدرالي الوحيد الذي يمكن أن ينقذ الصومال، متحدثا عن الإنجازات التي تحققت في تطبيق ذلك النظام

وذكر أن قضايا وصفها بالمصيرية هي أساس الخلاف القائم بين الحكومة الفيدرالية والولايات الإقليمية وأضاف أن من تلك القضايا توزيع الثروات والانتخابات وإعادة صياغة الدستور، مشددا على ضرورة التوصل إلى اتفاق بشأن هذه القضايا، مؤكدا أن طرفا واحدا لا يستطيع تحديد مصير البلاد، وألمح إلى أن رؤساء الولايات يعتزمون الدعوة إلى مؤتمر وطني يشارك فيه السياسيون والمثقفون وعلماء الدين لمناقشة تطورات الأحداث في البلاد

أما رئيس ولاية جنوب غرب الصومال شريف حسن شيخ آدم فقد أبدى استنكار مجلس تعاون الولايات الإقليمية إثارة مشاكل في ولاية غلمدغ، وأوضح أن المجلس أنشئ للمساهمة في تطبيق النظام الفيدرالي وتحسين الأمن وتحقيق التنمية في البلاد.

ودعا شيخ آدم إلى إعادة النظر في الدستور الانتقالي الذي قال إنه مر بمراحل مختلفة وعرضه أيضا على الشعب الصومالي والعمل على حل الخلافات في البلاد وأوضح أن إعادة النظر في الدستور مهمة لعودة الاستقرار إلى الصومال.

وأشار إلى أن الحكومة الفيدرالية تبدو أنها غير مهتمة بالتحدي الأمني الذي تشكله حركة الشباب على البلاد، مضيفا أن قضية محاربة الحركة مدرجة في جدول أعمال مؤتمر مجلس تعاون الولايات الجاري في غروي وحث الحكومة والمجتمع الدولي الداعم لها على إعطاء اهتمام بهذه القضية، وقدم شكره إلى جنود بعثة الاتحاد الإفريقي الذين قدموا تضحيات من أجل الصومال، مشيرا إلى أن الوقت قد حان للاستفادة من الإنجازات التي حققتها البعثة وتشكيل قوات وطنية فاعلة وتمكين القوات الإفريقية من العودة إلى بلادهم.

وأشاد بالنظام الفيدرالي وذكر أنه قاد البلاد إلى التقدم، وأشار إلى أنهم يعترفون بمسئوليات قيادة الحكومة الفيدرالية في إدارة شئون البلاد لكنه أكد في الوقت نفسه أن عليهم أن يحترموا ما تفق الاتفاق عليه من تطبيق النظام الفيدرالي، مؤكدا ضرورة التوصل إلى اتفاق بشأن أسلوب الانتخابات الصومالية القادمة، وذكر أن قيادة الحكومة الصومالية والولايات الإقليمية اتفقوا على المبادئ الأساسية للانتخابات في مؤتمر مجلس الأمن الوطني الذي عقد في بيدوا إلا أنه أشار إلى أنه يجب الاتفاق على التفاصيل وطرح ما يتم الاتفاق عليه إلى البرلمان الصومالي للمصادقة عليه، وحذر من إعادة البلاد إلى الوراء ودعا إلى إتمام المصالحة والتكاتف في محاربة حركة الشباب

قضايا ساخنة

هل تستمر الدوحة في التأثير على الانتخابات الصومالية بالمال السياسي؟

المرشح البغدادي في حديث خاص للصومال الجديد

بعد أربع سنوات من الدور السلبي في الصومال: قطر تحاول تلميع صورتها

خطاب الرئيس دني .. مخاوف وأسرار

الاتفاقيات حول النفط الصومالي .. تقض مضاجع الخبراء في الصومال