هل نجحت زيارة خيري إلى بونت لاند؟
الصومال الجديد
آخر تحديث: 6/08/2018
بعد عام ونصف من تعيين السيد حسن علي خيري رئيسا للحكومة الصومالية وصل إلى مدينة غرووي – عاصمة إدارة بونتلاند – في التاسع والعشرين من شهر يوليو في زيارة استغرقت نحو أسبوع مع وفد وزاري رفيع وأعضاء من مجلس الشعب الفدرالي، وأعلن في بداية زيارته بأنه سيشارك في حفل ذكرى تأسيس إدارة بونتلاند – وذلك بعد مرور عشرين عاماً على تأسيسها، إلا أن ثمة ملفات أخرى كانت من ضمن أجندة زيارة رئيس الوزراء إلى الولاية.
وكان من أهم ذلك، مشاركة حفل تدشين مشروع بناء ميناء غرَعَدْ التجاري، إلا أنها ألغيت لأسباب وُصفت بأنها “سياسية”، مما أدى إلى استياء شعبي عارم، علاوة على إقامة الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء في غرووي.
بوادر سوء التفاهم
بدأت زيارة الرئيس الوزراء في يوميها الأول كما كان متوقعا؛ حيث حضر مناسبات اجتماعية عقدت في مدينة غرووي، وزار جميع مقرات الوزارات في المدينة، وفي يوم الثلاثاء كان من المتوقع أن يذهب رئيس الوزراء مع رئيس إدارة بونتلاند إلى مدينة غرَعَدْ الساحلية لوضع حجر الأساس لمشروع بناء ميناء تجاري في المدينة، وتذكر معلومات أن رئيس الوزراء خيري قد اعتذر من المشاركة في مناسبة وضع حجر الأساس لمشروع ميناء غرعد لأسباب سياسية، وذلك بعد تلقيه توجيهات مباشرة من قبل الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو.
وتجدر الإشارة إلى أنه لم يمر هذا الحدث مرور الكرام؛ حيث أثار ضجة شعبية عارمة في أوساط المجتمع لاسيما النخبة السياسية في المنطقة، الذين أصدروا بيانا ينددون فيه بغياب رئيس الحكومة في مناسبة وضع حجر أساس في ميناء غرَعَدْ، ووصفوا بأن رئيس عبد الولي محمد علي فشل في إقناع السيد خيري بالذهاب إلى غرَعَدْ، ونشر من جانبه وزير الداخلية السابق عبده فارح جحا تدوينة مثيرة في صفحته على الفيس بوك، والتي أشار فيها بأنه من العار على رئيس الحكومة أن لا يشارك في تدشين مشروع تنموي في غرَعَدْ، على اعتبار أن ذلك أقل شيء كان يترقب سكان الولاية من رئيس الحكومة، على حد قوله.
وقد سافر رئيس الوزراء صبيحة يوم الأربعاء الماضي إلى مدينة قرضو، بينما اتجه رئيس الولاية عبد الولي محمد علي إلى مدينة غرَعَدْ، وبعد عودة المسؤولَين إلى مقر الولاية في غرووي اندلعت شرارة الاختلاف، ووصلت إلى ذروتها، وبعد أن تفاقم سوء التفاهم بين المسؤولَين أُجل يوم الخميس الماضي الأول من شهر أغسطس الجاري حفل كان يُفترض إقامته لذكرى تأسيس إدارة بونتلاند ، وفي السياق ذاته قال بعض المراقبين إن انعقاد جلسة مجلس الوزراء الفدرالي قد ألغيت أيضا نتيجة تلك الخلافات بين الطرفين.
وبسبب وساطة زعماء العشائر في المنطقة الذين تدخلوا في القضية تم تجاوز القضايا الشائكة التي أدت إلى وقوع الاختلاف، وفي نفس يوم الخميس ظهر وزراء الحكومة الفيدرالية وإدارة بونتلاند في لقاء مزدوج بين الجانبين، وأكدوا أثناءه أن الخلاف الأخير قد تم تجاوزه.
ماذا بعد زيارة غروي؟
لم تكن العلاقة بين الحكومة الصومالية وإدارة ولاية بونتلاند على مر التاريخ علاقة خالية من التعقيدات والشوائب، بل كانت في مجملها علاقة تتسم بالندية وفك الارتباط، وفي الحكومة الحالية لم يحصل حتى الآن ما يعكر صفو علاقتهما، ولم يكونوا على توافق تام في بعض الملفات السياسية، وفي آخر لقاء جماهيري شارك فيه رئيس الوزراء حسن علي خيري ذكر أنه شهد ما لم يتوقعه في بونتلاند، مشيرا إلى أن الارتباط والتنسيق بين الحكومة الإقلميية وزعماء العشائر من الدروس المستفادة من زيارته إلى غرووي.
ويتسائل البعض بعد تفاهمات الطرفين وعودة الوفد الحكومي الفيدرالي إلى العاصمة الصومالية مقديشو، هل ثمة تغير جذري وملحوظ ينتظر في الأيام المقبلة أم أن الأجواء ستظل كما كانت سابقا متأرجحة بين الشد والجذب بسبب تقلبات المصالح السياسية، وخاصة في ظل اقتراب موعد انتخابات ولاية بونت لاند في العام المقبل؟