أهداف مليشيات الحوثي من تهديد أمن البحر الأحمر
الصومال الجديد
آخر تحديث: 30/07/2018
قامت مليشيات الحوثي المرتبطة بالنظام الايراني باستهداف ناقلتي نفط عملاقتين تابعتين للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري، تحمل كل منهما مليوني برميل من النفط الخام، في البحر الأحمر، صباح (الأربعاء) الخامس والعشرين من شهر يوليو /تموز الجاري أثناء عبورهما مضيق باب المندب.
ووفقا لوكالة الأنباء السعودية، أسفر الهجوم عن إصابة طفيفة في إحدى الناقلتين، ولم تقع أي إصابات أو انسكاب للنفط الخام في البحر.
فقد توالت الادانات على الاعتداء الحوثي على ناقلتي النفط السعودية، حيث أدان كل من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي الاعتداء، كما ندد به أيضا عدد من الدول العربية منها جمهورية مصر العربية والامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والجزائر.
الهجوم الأخير ليس هو الأول من نوعه فقد استهدفت مليشيات الحوثي بداية شهر نيسان /ابريل من العام الجاري ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر، وأكدت المملكة حينها على لسان وزير الطاقة خالد الفالح أن الهجوم لن يحدث أي تاثير على إمداد النفط والنشاط الاقتصادي.
ولكن هذه المرة وخلافا لتوقعات المحللين فان المملكة العربية السعودية أعلنت أنها ستعلّق جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب إلى أن تصبح الملاحة خلال مضيق باب المندب آمنة.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية، قال وزير الطاقة والثروة المعدنية إن هذا الإجراء سيكون بشكلٍ فوري ومؤقت، مؤكدًا أن تهديدات الميليشيات الحوثية الإرهابية على ناقلات النفط الخام تؤثر على حرية التجارة العالمية، وعلى الملاحة البحرية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر.
يبدو أن من الأهداف الكامنة وراء استهداف مليشيات الحوثي ناقلات النفط السعودية في هذا التوقيت بالذات محاولة إرسال رسائل مفادها أنهم قادرون على استهداف مصالح دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن خاصة المملكة التي تقود هذا التحالف، ثم إن هذا الاستهداف يأتي في وقت تلقت فيه المليشيات الحوثية المتمردة ضربة موجعة في معارك الحديدة الأخيرة.
ومن الأهداف الأخرى لهذا الهجوم محاولة لفت انتباه المجتمع الدولي الى قضية الحوثي ليقال إنهم قوة اقليمية بدأت تشكل تهديدا على الملاحة الدولية والتجارة العالمية في هذه المنطقة الحساسة من العالم، وعليه فلابد من التعامل معهم كقوة وطنية تسعى لفرض وجودها على الأرض.
وبما أن مليشيات الحوثي تتخبط في أوحال هزيمة داخلية فإنها تحاول إلى إرسال إشارات إيجابية لأنصارها في الداخل وحلفائها في الخارج، خاصة الى النظام الإيراني المهتم بزعزعة أمن واستقرار الدول العربية المشاطئة للخليج والبحر الأحمر، وذلك من خلال نشر المذهب الشيعي الاثنا عشري في الدول العربية السنية تارة وتزويد مليشيات الحوثي بصواريح بالستية تارة أخرى.
واخيرا يحاول النظام الإيراني الذي يمول مليشيات الحوثي في اليمن ضغط المليشيات الارهابية على عرقلة نظام الملاحة الدولية في البحر الأحمر من خلال إيعازهم باستهداف ناقلات النفط التي تمر عبر مضيق باب المندب المهم للتجارة الدولية. لذا يجب على الدول العربية التكاتف لتصدي العدوان الإيراني المتكرر وإجبار طهران على احترام قانون البحار الدولي والكف عن تزويد مليشيات الحوثي بالصواريخ.