انتخـاب الدكتور أباي أحمـد رئيسـا للوزراء: هـل يخـرج إثيوبيا من حالـة اللاوحـدة واللاانفصـال؟
عبد الله الفاتح
آخر تحديث: 8/04/2018
لقراءة التقرير أو تنزيله بصيغة بي دي اف انقر هنا
التقرير الأسبوعي
الرقم 26
إطـلالة عامـة على مشكلـة الحكـم في إثيـوبيا:
لقـد كانـت الجغـرافيا الإثيـوبية ببعـدها الطبيـعي والبشـري تمثـل أهـم عـوامل الفعـل والأداء السيـاسي، وظلـت إثيـوبيا تعـاني حـالة من عـدم الانسجـام والتوافـق طـوال تاريخهـا الحـديث.
وممـا يجمـع عليـه المراقبـون، أن مشكلـة الحكـم في إثيـوبيا تعـد مشكلـة مركبـة بدرجـة عاليـة يصعـب تحـديدها وتوصيفهـا إلا من خـلال القـرينة العامـة التي تتعـامل مـع الأعـراض والظـواهر أكثـر من تعاملهـا مـع الأسبـاب والبواعـث.
فقـد شهـدت إثيـوبيا في مسيـرتها المعاصـرة كحـال معظـم دول القـرن الإفريـقي صـوراً عـديدة من حـركات الرفـض والتمـرد والخـروج عـن سلطـان الدولـة المركـزية وذلك تحـت شعـار البحـث عـن العـدالة والحـرية ورفـع الظلـم، وتحـت هـذه الشعـارات تمـر أمـواج كثيـرة من الطمـوح والمـرامي والأهـداف.
بيـد أن مجمـل المنظـومة السيـاسية الإثيـوبية تمـر اليـوم بمرحلـة صعبـة ودقيقـة في تاريخهـا، وتعانـي من خلل استـراتيجي واضطـرابات سيـاسية وانقسـامات داخليـة في غايـة الخطـورة، تؤثـر على عـوامل الاستقـرار وتسـاعد في إزكـاء الصـراعات السيـاسية والاجتمـاعية التي تعيشـها البـلاد( ).
ومـع أن طبيعـة الاحتجاجـات الشعبيـة التي تقـودها حـركة شبـاب الأورومـو، تبـدو نوعـاً ما مختلفـة عن حـركات التمـرد السـابقة من حـيث الوسـائل والآليـات، إلا أن جميـع حـركات الرفـض والتمـرد السابقـة والحاليـة، تكـاد تكـون متشـابهة إلى حـد التطـابق من حيـث الأسبـاب والدوافـع، كمـا أن حركـة الاحتجـاجات السيـاسية الراهنـة لم تخـل هـي الأخـرى من بعـض المظاهـر السلبيـة، فقـد مثلـث وسطـاً صالحـاً لكـل صاحـب طمـوح محلـي وأقليمـي ودولـي، ليفعـل مـا يريـد في هـذه البـلاد، ممـا قـد يجعـل تطـور الأحـداث ومآلاتها المستقبليـة أمـراً مرتبـط ارتباطـاً وثيقـاً بالاستـراتيجيـات الدوليـة وحسـابات القـوى الكبـرى وفي هـذه الحالـة تصبـح المصـالح الدوليـة مقـدمة على المصـالح الوطنيـة( ).
انتخـاب الدكتـور أحمـد رئيـساً للوزراء:
بعـد مخـاض عسيـر عاشهـا الجبهـة الديمقـراطية الثـورية للشعـب الإثيـوبي (EPRDF) الحاكـم في إثيـوبيا خـلال الأيـام والأسـابيـع الماضيـة، أعلنـت اللجنـة المركـزية رسميـاً، انتخـابها “الدكتـور أبـاي أحمـد” أمينـا عامـاً للحـزب، خلفـاً لرئيـس الوزراء السـابق هيـلا مريـام ديسـاليـن الذي أعلـن استقـالته فجـأة في الـ15 فبـراير الماضـي( ).
وفيمـا ذكـرت هئيـة الإذاعـة والتلفـزيون الإثيـوبي التي تـديرها الحكـومة، أن عمليـة الانتخـاب جـرت ـ بواسطـة اقتـراع سـري مبـاشر وذلك خـلال جلسـة عقـدتها اللجنـة المركـزية، يوم الثـلاثاء الـ27 مـارس الجـاري.
تحـدثت مصـادر من المنظمـة الديمقـراطيـة لشعـب الأرومـو (OPDO) بأن مرشحهـا الدكتـور أحمـد، حصـل على 108 صـوتاً فقـط، أي ما يعـادل تقـريباً 63 في المـائة من أصـوات أعضـاء اللجنـة المركـزية البـالغ عـددهـم 180 عضـواً، مما يعنـي أن انتخـابه لم يكـن محـل إجمـاع وتوافـق.
وطبقـاً للمصـادر ذاتـها، فإن “الدكتـور أحمـد” حصـل على جميـع أصـوات أعضـاء حـزبه “المنظمـة الديمقـراطيـة لشعـب الأورمـو (OPDO) الممثليـن باللجنـة المركـزية وعـددهـم 45 عضـواً، كمـا حصـل على أصـوات مماثلـة من أعضـاء الحـركـة الديمقـرطية الوطنيـة للأمهـرة (ANDM) عـلاوة على (18) صـوتاً من أصـوات أعضـاء الحـركة الديمقـراطية لشعـوب جنـوب إثيـوبيا (SEPDM).
في حيـن رفـض بقيـة أعضـاء (SEPDM) وجميـع أعضـاء الجبهـة الشعبيـة لتحـرير تغـراي (TPLF) البالـغ عـددهم 45 عضـواً، التصـويت لصـالحه، إلا أن ذلك لـم يمنـع من اكتمـال النصـاب القـانوني لانتخـابه أمنينـاً عامـاً للحـزب.
وبهـذا أصبـح الدكتـور أحمـد بشكـل تلقـائي رئيـساً للـوزراء، بعـد أدائـه اليميـن الدستـورية أمـام مجلـس نـواب الشعـب “البرلمـان الإثيـوبي”.
ردود الأفعـال الأوليـة:
تبـاينت ردود الفعـل الشعبيـة والسيـاسية، بيـن مرحـب بحـذر ومتـرقب لمـا سيـأتي بعد وصـول “الدكتـور أحمـد” إلى سـدة الحكـم في إثيـوبيا، من إصـلاحات قـد تخـرج البـلاد من مختلـف أزماتهـا السيـاسية والأمنيـة والاجمـاعية.
وفيمـا أعـرب نائـب رئيـس الوزراء ورئيـس حـزب الحـركة الديمقـراطية الوطنيـة للأمهـرة (ANDM) السيـد/ دمقـي مكنـن، عن استعـداده والتـزامه بدعـم الرئيـس المنتخـب لحـزب الجبهـة الديمقـراطية الثـورية للشعـوب الإثيـوبية (EPRDF) مضيفـاً بأن بعـض القضـايا التي حـددتها اللجنـة المركـزية، قـد بدأ تنفيـذها فعـلاً بما في ذلك إطـلاق سـراح السجنـاء وإعادة تأهيـل المواطنيـن المهجـرين( ).
كمـا رحبـت أوسـاط شعبيـة واسعـة في إقليـم أوروميـا بانتخـاب الدكتـور أحمـد، واعتبـرتها بـداية للإصـلاحات السيـاسية المنشـودة بالبـلاد( ).
ومن جانبهـا أعـربت حركـة شبـاب ثـورة الأورومـو، عن تفـاؤلهـا الحـذر بانتخـاب الدكتـور أحمـد، وقـالت في بيـان لهـا إن هـذه الخطـوة تثيـر قـدراً من التفـاؤل، ونأمـل أن تكـون بـداية لشـرارة التغييـر داخـل النظـام الحاكـم، مشيـرة في الوقـت ذاتـه إلى أن التغييـر من الداخـل، يتطلـب قيـادة قـوية وشجـاعة قـادرة على تنفيـذ إصـلاحات سيـاسية شـاملة وضـرب مكامـن الفسـاد الحكـومي والإعوجـاج في هـرم السلطـة، مؤكـدة أن الدكتـور أحمـد، لا يبـدو يمتـلك تلك القـوة ( ).
وفي السيـاق ذاتـه، قـال السيـد/ جـوهر محمـد رئيـس حركـة شبـاب الأورومـو، “يجـب الإشـادة بانتخـابه على أنـه انتصـار تكتيـكي” هـذا لم يستبعـد أن تكـون هـذه الخطـوة محـاولة من النظـام الحاكـم لإعـادة نفسـه من جـديدة، من أجـل مـزيد من الإذلال للشعـوب الإثيـوبيـة المطالـبة بالإصـلاحات، ولهـذا يتعيـن على القـوى الشعبيـة أن تكـون متيقظـة، وأن تتذـكر دائمـاً بأن هـدف نضـالها ضـد نظـام (TPLF/EPRDF) لم يكـن مجـرد تغييـر الوجـوه مـع استمـرار النهـج السيـاسي الاستبـدادي على حـاله().
وفي ردود فعـل ممـاثلة، تبـاينت الأراء الشعـبية والرسميـة في الإقليـم الصـومالي بإثيـوبيا، بيـن متفـائل ومتشـائم على انتخـاب الدكتـور أحمـد، حيـث أعـرب بعـض المواطنيـن، عن أملـهم بأن يـؤدي انتخـاب الدكتـور أحمـد إلى ملء الفـراغ الدستـوري وانهـاء حـالة الطـوارئ التي تعيـشها البـلاد().
كمـا اعتبـرها الأخـرون بأنها خطـوة جيـدة لتحقيـق الإصـلاحات السيـاسية وتعـزيز الحقـوق والحـريات الأسـاسية في البـلاد، بينمـا أبـدى البعـض مخـاوفه بأن ينعكـس انتخـاب الدكتـور أحمـد، سلبـاً على مستقبـل الأوضـاع الداخليـة بالإقليـم من جهـة، والنـزاع الحـدودي مـع إقليـم أوروميـا من جهـة ثانيـة وذلك في ظـل تأزم العـلاقات بيـن قيـادات الإقليميـن السيـاسية.
هـذا ولا زال يكتنـف الموقف الرسمـي كثيـر من الغمـوض والضبـابية حيـث لم يصـدر من حكـومة الإقليـم أي بيـان أو تعليـق حـول الموضـوع، مما يبعـث على كثيـر من التسـاؤلات حـول مستقبـل العـلاقات المتأزمـة بيـن قيـادة الإقليـم الصـومالي وإقليـم أوروميـا.
وعلى نقيـض موقف حكـومة الأفليـم “الغامـض” جـاء مواقـف القـوى السيـاسية المعارضـة حيـث أعـربت الجبهـة الوطنيـة لتحـرير أوغـادين (ONLF) المسلحـة، عـن أملـها في أن يكـون انتخـاب الدكتـور أحمـد، بـداية لإصـلاحات سيـاسية تمهـد التحـول الديمقـراطي المنشـود في البـلاد.
وفي تصـريح للصـومال الجـديدة” أوضـح أحـد قيـادات الجبهـة، أن القلـق لا يزال يسـاورهـم حـول جـدية النظـام الحاكـم، لتنفيـذ إصـلاحات شامـلة تحقـق تطلعـات الشعـوب المهمشـة، مضيفـاً “يجـب علينـا أن نراقـب لمـا ستـأتي هـذه الخطـوة لنـرى مـدى جـديتهـا ومصـداقيتهـا”( ).
ومن جـانبـه أعلـن حـزب “تحـالف الإقليـم الصـومالي من أجـل العـدالة” (SRAJ) المعارض، عن ترحيبـه الحـذر بانتخـاب الدكتـور أحمـد رئيسـاً جـديداً للوزراء.
وقـال الحـزب في بيـان أصـدره 31/3/2018م، إنه يـرحب بحـذر بانتخـاب الدكتـور أحمـد، على أمـل أن تكـون هـذه الخطـوة فرصـة لإجـراء إصـلاحات سيـاسية حقيقيـة تهـدف إلى معالجـة أزمـة التحـول الديمقـراطي وحالـة حقـوق الإنسـان المروعـة في البـلاد.
وفي هـذه المناسبـة، دعا الحـزب إلى الإفـراج الفـوري وغيـر المشـروط عن جميـع السجنـاء السيـاسيين، والوقف الفـوري للاعتقـالات التعسفيـة، وعمليـات الاحتجـاز غيـر القانـونية، والانتهـاكات المستمـرة ومصـادر الممتلكـات والعقـاب الجمـاعي للأبريـاء( ).
التحـديات التي تواجـه رئيـس الوزراء الجـديد:
لقـد ورث الدكتـور أبـاي أحمـد، إرثـاً ثقيـلاً من سلفـه رئيـس الوزراء السـابق السيـد/ هيـلا مريـام ديسـاليـن الذي قـدم استقـالته فجـأة تحـت وطـأة الاحتجـاجات الشعبيـة، في محالـة مـن أجـل إنقـاذ البـلاد من الانـزلاق في الفوضـى والحـرب الأهليـة، في ظـل تصـاعد موجـة الاضطـرابات السيـاسية الواسعـة التي تشهـدها البـلاد والتي أسفـرت عـن خسـائر كبيـرة في الأرواح والممتلكـات فضـلاً عن تشـريد الآلاف من المواطنيـن وشـل الحيـاة العامـة بجميـع منطقـة الأورومـو الشـاسعة، الأمـر الذي جعلـه يعتبـر بأن استقـالته “حيـوية لتنفيـذ إصـلاحات شـاملة وإيجـاد حـل دائـم للوضـع الراهـن، وفقـا لوكالـة الأنبـاء الإثيـوبية( ).
وبنـاء على المعطيـات أعـلاه، فإن مهمـة رئيـس الوزراء الجـديد ستكـون شـاقة، لأن إثيـوبيا تشهـد اليـوم أكثـر الأزمـات خطـورة في تاريخهـا الحـديث.
وبالرغـم من أن انتخـاب الدكتـور أحمـد، رئيسـاً للوزراء، مثـل نقطـة تحـول وسابقـة تاريخيـة لنظـام الحكـم في إثيـوبيا الذي ظـل حكـراً لعـرقيـة الأمهـرة التي حكمـت البـلاد بالنـار والحـديد لمـدة قـرن ونيـف من الزمـن، وعرقيـة التغـراي التي عـادت إلى الحكـم منـذ سقـوط النظـام العسكـري عام 1991م، وبقيـت تحكـم بشكـل مباشـر وغيـر مباشـر لمـدة عقـدين ونصـف من الزمـان( )، إلا أن الرئيـس المنتخـب ورث فعـلاً منظـومة سيـاسية مختلـة ومبنيـة على أسـس المحسـوبية والفسـاد والنهـب الممنهـج للثـروة من قبـل قيـادات جبهـة التغـراي (TPLF) التي تعـد العنصـر الأقـوى داخـل التحـالف الحـاكم( ).
وعليـه يمكـن القـول بأن هنـاك جملـة من التحـديات ستـواجه رئيـس الوزراء الجـديد على كافـة المستـويات والأصعـدة، خاصـة فيمـا يتعلـق بالأزمـات الداخليـة والصـراعات السيـاسية والعرقيـة التي تعيشهـا البـلاد.
ولعـل رئيـس الوزراء الجـديد يـدرك جيـداً حجـم الصعـوبات والتحـديات القائمـة، وكـذلك الفـرص التي تحملهـا ريـاح التغييـر التي مهـدت الطـريق أمـام صعـوده المفـاجئ والسـريع إلى قمـة هـرم السلطـة كزعيـم للحـزب الحـاكم وبالتالـي رئيـسا جـديداً للوزراء.
لهـذا يتعيـن عليـه تبنـي رؤيـة سيـاسية جـديدة تعلي أسـاليب الحـوار والمصـالحة، ومـن ثـمً اتخـاذ خـطط عمليـة عاجلـة تهـدف إلى تسـوية سلميـة للأزمـات والصـراعات الداخليـة الدائـرة في البـلاد، وإصـلاح المنظـومة السيـاسية والمؤسـسات الوطنيـة.
يمكـن تلخيـص التحديات أمام رئيس الوزراء الجديد فيما يلي:
تنفيـذ إصـلاحات حقيقيـة شـاملة وتحـول سيـاسي ديمقـراطي تشـارك فيـه جميـع القـوى السيـاسية والاجتماعيـة لتحـديد ملامـح إثيـوبيا الجـديدة، بعيـداً عن التهميـش السيـاسي والحرمـان الاجتمـاعي والاقتصـادي، للحيلـولة دون انـزلاق البـلاد إلى الفـوضى والحـرب الأهليـة.
إيجـاد آليـة فعالـة لتسـوية الخـلافات والانقسـامات المتصـاعدة بيـن قيـادة الإئتـلاف الحاكـم (EPRDF) ووضـع حـد لصـراع النفـوذ داخـل الحكـومة.
ضـرورة إصـلاح المنظـومة السيـاسية والمؤسـسات الوطنيـة وتوجيههـا نحـو تحقيـق تنميـة مستـدامة ومعالجـة عـدم المسـاواة الراسخـة في الفرص السياسية في البـلاد، من أجـل إعادة الثقـة لأجهـزة الدولـة المختلفـة، وإشعـار المواطـن بأن عـدالة الدولـة تسـع الجميـع دون تمييـز.
إنتـاج آليـة فاعـلة لمحـاربة المحسـوبية والفئـوية واستئصـال منظـومة الفسـاد داخـل النظـام الحـاكم، واستهـداف البيئـات الحاضنـة له ومحاسبـة جميـع من تثبـت إدانتهـم بالفسـاد واستغـلال السلطـة.
إطـلاق سـراح جميـع السجنـاء السيـاسييـن ووقـف كافـة الانتهـاكات التعسفيـة لحقـوق الإنسـان والحـريات الأسـاسية، لتهيئـة المنـاخ والظـروف المـلائمة لإجـراء حـوار وطنـي شـامل، بهـدف إعـادة الثقـة بيـن ألـوان الطيـف السيـاسي، وبنـاء مشـروع الدولـة الوطنيـة على أسـس سيـاسية سلميـة قائمـة على العـدل والقـانون ـ
لأن بقـاء المعارضـة دومـاً خـارج إطـار الحكـم يعنـي حـرمانها من ممارسـة حقـوقها السيـاسية ويـؤدي بهـا إلى انعـدام الثقـة واليـأس عن العمليـة السيـاسية واللجـوء إلى الوسـائل العسكـرية وتـدفعها إلى احضـان القـوى الدوليـة والإقليميـة ذات المصـالح في المنطقـة.
تحقيـق مصـالحة وطنيـة شـاملة وتشجيـع التقـارب بيـن الثقـافات المختلفـة، لإحـداث الانسـجام والتفـاهم بيـن مكـونات المجتمـع الإثيـوبي، وإعـادة اللحمـة الوطنيـة والعيـش المشترك بيـن مختلـف المكـونات العرقيـة والإثنيـة والدينيـة.
التوجـه نحـو بنـاء قـدرات الكـوادر الوطنيـة التعليميـة والتنمـوية والاستثمـار الفعـال فيهـا، واعتمـاد أجنـدة التنميـة المستـدامة، كحـل للمشـاكل السيـاسية والاقتصـادية والاجتمـاعية والأمنيـة.
تشجيـع التكـامل الاقتصـادي الإقليمـي والاستثمـارات المشتركـة وتحقيـق شـراكة اقتصـادية عادلـة مـع الدولة الشقيقـة والصـديقة إلى جانـب طمـأنة المستثمـرين الأجانـب.
العـوامل والمحـددات المؤثـرة في الإصـلاح والتغييـر المنشـود:
يجمـع الكثيـر من المحلليـن على أن نجـاح مهمـة رئيـس الوزراء الجـديد، يعتمـد على عـدة محـددات أسـاسية من بينهـا:
1. تنـازل قيـادة جبهـة (TPLF) لصالـح الوطـن واستقـراره وقبـولها حـلا توافقـيا نابـعا من الداخـل ويسـود فيه التسـامح السيـاسي والاجتمـاعي، بيـد أن حـلا كهـذا يبـدو مستحيـلاً في ظـل الظـروف الرهنـة( ).
2. الحصـول على تأييـد القـوة الشعبيـة والسيـاسية الفاعلـة في الأحـداث، وبشكـل خاص حـركة شبـاب الثـورة المتعطشـة للتغييـرات السياسيـة والاجتمـاعية والاقتصـادية، وهـذا ممكـن إذا طـرح الرئيـس الجـديدة رؤيـة سيـاسية إصـلاحية مقبـولة.
3. عـدم محـاولة القـوة الخفيـة “الصلبـة” الإصـلاحات السياسيـة المتمثلـة بالقـوات المسلحـة ورجـال الأمـن والمخـابرات، وأصحـاب المـال والثـروة، في إفشـال مهمـة رئيـس الوزراء الجـديد( ).