نتائج زيارة رئيس جيبوتي لتركيا
عبد الله الفاتح
آخر تحديث: 23/12/2017
جيبوتي – غـادر الرئيـس الجيبـوتي إسماعيـل عمـر جيلـه، للبـلاد، مسـاء يوم الإثنيـن، متوجهـاً إلى العاصمـة التـركية أنقـرة، بزيـارة رسميـة تستغـرق يوميـن، تلبيـة لدعـوة تلقـاها من نظيـره التـركي رجـب طيـب أوردغـان.
وـرافق الرئيـس في هـذه الزيـارة وفـد حكـومي رفيـع يضـم وزيـر الخارجيـة محمـود علي يوسـف ووزير الماليـة إليـاس موسى دواليـه ووزيـر الدفاع علي حـسن بهـدون وزير الصحـة جامـع علمي عكيـه ورئيـس سلطـة الموانـئ والمناطـق الحـرة السيـد/ أبو بكـر عمـر حـدي، ومسـؤولون أخـرون.
وقـد حظـيت الزيـارة ترحيبـاً كبيـراً من القيـادة التـركيـة حيـث استقبـل الرئيـس التـركي بعـد ظهـر يوم الثـلاثاء، بمراسيـم رسميـة للرئيـس الجيبـوتي والوفـد المرافق لـه عنـد البـوابة الرئيسيـة للمجمـع الرئاسـي بأنقـرة.
وعقـب انتهـاء المراسيـم، أجـرى الرئيـسان لقاءا ثنـائياً وعلى مستـوى الوفـود، بحثـا من خـلاله سبـل تعـزيز عـلاقات التعـاون المشتـركة وتوسيـعها في شتـى المجالات لا سيمـا الاقتصـادية والتجـارية والاستثمـارية والعسكـرية وغيـرها.
وأعـرب الرئيـس جيلـه خـلال مؤتمـر صحفـي مشتـرك مع نظيـره التـركي، عن حـرص جيبـوتي على تعـزيز العـلاقات مـع أنقـرة من أجـل توسيـع آفاق الشـراكـة الاستـراتيجية بيـن البـلدين.
كمـا أشـاد بموقف الرئيـس التـركي تجـاه قضيـة القـدس فضـلاً عن دعـوته لمنظمـة التعـاون الإسـلامي لعقـد قمـة طـارئة بشـأن القـدس، مؤكـداً دعـم بلاده الكـامل لنتائـج القمـة، كمـا تعهـد الرئيـس جيلـه دعـم جيبـوتي ترشـح تركيـا للمقعـد الدائـم في مجلـس الأمـن.
ومن جهـة أخـرى كان الرئيـس جيلـه قـد لتقـى يوم الثـلاثاء، برئيـس البرلمـان التـركي، وبحـث معـه العـديد من الموضـوعات ذات الاهتمـام المشتـرك، كما أطلـع عليـه الوضـع السيـاسي والتنموي والاجتمـاعي والاقتصـادي في جيبـوتي، كمـا أعـرب له عن رغبـة بلاده في تعـزيز التعـاون الثنـائي مع تركيـا.
ومن جهـة أخـرى منحـت جامعـة “يلـدريم بيـازيد” التركيـة، يـوم الأربعـاء، شهـادة الدكتـوراه الفخـرية للرئيـس جيلـة، وذلك بحضـور عدد كبيـر من الدبلـوماسيـن والأكاديمييـن.
وقـد أعـرب “جيلـه” عن امتنـانة وفخـره لنيـل هـذه الشهـادة من جامعـة تحمـل اسـم واحـد من أبرز الشخصيـات التاريخيـة في العهـد العثمـاني.
ولفـت إلى أن (520) طالبـاً جيبـوتي يدرسـون في الجامعات التركيـة المختلفـة، مؤكـدا أن التعـاون القائم بين الجامعـات التركيـة والجيبـوتيـة يتطـور بشـكل مستمـر.
ومن جـانبه أعـرب رئيـس الجامعـة السيـد/ متيـن دوغـان، عن اعتـزازه بزيـارة الرئيـس الجيبـوتي إلى الجامعـة، مشيـراً إلى أن “جيلـه” هـو سيـاسي قـوي يناضـل من أجل حريـة شعبـه ورخائـه.
نتـائج الزيـارة:
خـلال اجتمـاع “الطاولـة المستـديرة” الذي نظمـه يوم الثـلاثاء مجلـس العلاقـات الخارجيـة التابـع لرئاسـة الوزراء التركيـة في أنقـرة، بمشـاركة وزراء الحكـومتين ومسـؤولييـن كبـار، بحـث الجانبـان حـول سبـل تعـزيز التعـاون الاقتصـادي وتوسيـع آفاق الشـركة الجيبـوتية ـ التركيـة، إلى جانـب العـديد من الملفـات والقضـايا ذات الاهتمـام المشتـرك.
وقـد توج الاجتمـاع بالتوقيـع على حـزمة من الاتفافيـات ومـذكرات التفاهـم تشمـل مجالات الاقتصـاد والتجـارة والاستثمـار والسيـاحة والاسكـان والطـاقة والزراعـة والتعليـم والصحـة إضافـة إلى التعـاون الأمنـي والعسكـري وغيـرها.
هـذا وأشـار وزير الصحـة الدكتـور جامـع علمـي عكيـة في إفـادة خـاصة “للصـومال الجـديدة” إلى أن فـدا تركـيا سيـزور البـلاد قريبـاً من أجـل تسـريع إنشـاء منطقـة التجـارة الحـرة، وبنـاء “مستشفـى إقليمـي” وإنشـاء (10) آلاف وحـدة سكنيـة إضافـة إلى تنفيـذ مشـاريـع سيـاحية في مقـدمتهـا مشـروع “كورنيـش تجـورة” السيـاحي.
وأوضـح “عكيـة” أن اتفـاق التعـاون الذي أبرمـه مع نظيـره التـركي، سيتيـح لوزارة الصحـة الاستفـادة من الدعـم والخبـرة التـركية في تطـوير القطـاع الصحي بالبـلاد.
وتأتي الزيـارة بعـد أيام قليلـة من مشـاركة رئيـس الوزراء الجيبـوتي عبد القـادر كامـل محمـد، لأعمـال قمـة “منظمـة التعـاون الإسـلامي” بشـأن القـدس، التي استضـافت مدينـة اسطنبـول التركيـة في الأسبـوع المـاضي.
هـذا وتجـدر الإشـارة إلى أن جيبـوتي وتركيـا يرتبطـان بعـلاقات تاريخيـة، وقـد تم تنشيـط علاقات التعـاون بيـن البلـدين في 2003م، وذلك عبـر تفعيـل اللجنـة الوزاريـة المشتـركة التي أبرمـت من خـلالها أكثـر من “40” اتفاقيـة تعـاون تشمـل مختلـف المناحـي والأصعـدة، لا سيمـا في مجـالات الاقتصـاد والتجـارة والاستثمـار والصحـة والتعليـم الجامعـي والزراعـة وتنميـة المناطـق الريفيـة وغيـرها.
أما الاتفاقيـات الجـديدة التي أبرمـت يوم الثـلاثاء، فقـد ركزت على العـديد من المجالات منهـا الاقتصـاد والاستثمـار والصحـة والتبـادل التجـاري والتعـاون الأمنـي والعسكـري، علمـاً بأن هـذا التعـاون الكبيـر من شأنـه أن يغيـر مـوازين القـوة “الاقتصـادية” في البـلاد والمنطقـة خـلال المرحلـة القادمـة.