علاقة الشعب الصومالي بلغة القرآن
الصومال الجديد
آخر تحديث: 24/07/2015
بقلم الأستاذ بشير نور علي
علاقة الشعب الصومالي بلغة القرآن – العربية – علاقة عريقة تعود جذورها إلى مئات السنين، حيث كانت لغته الأولى كتابة ولغته الثانية فيما يتعلق بالخطابة والتواصل اللغوي.
الشعب الصومالي يرى العربية بأنها لغة حضارة ودين وثقافة، وعما قريب كانت لغة تجارة حيث كانت الرسائل بأنواعها تكتب باللغة العربية لاغير.
واللغة الصومالية من ضمن اللغات التي اقترضت كثيرا من الألفاظ العربية، ولولا الجهود المبذولة من قبل المستعمرين لكانت كتابة اللغة الصومالية أيضا كتابة عربية كما هو الحال في كثير من اللغات المكتوبة بالحرف العربي مثل الفارسية والأردية، ولم تجد محاولات المستشرقين أذناً صاغية لكتابة الفارسية بحروف لاتينية بدلاً من الأبجدية العربية.
ولكن ومع هذا المخطط الاستعماري الذي يهدف إلى عزل اللغة العربية عن الحياة الاجتماعية ، وحصرها في المظاهر الدينية أولا ثم القضاء عليها نهائيا -ومع هذا كله- لازالت العربية حية رغم أنف العدو تتمتع بالشعبية المطلوبة فهي تفرض نفسها بقوة لأسباب منها :
• أنها لغة القرآن الكريم والشعب الصومالي شعب مسلم 100%.
• أنها غنية بمفرداتها وقوعدها المرنة .
• سهولتها والمرونة الكاملة فيها وقدرة المتحدثين بها على التوليد والتخريج والإشتقاق.
• انها تستمد شرفها من الاختيار الإلهي.
• أنها تمثل قمة الفصاحة والاستقامة لا اعوجاج فيها.
وانطلاقا من هذه الاسباب وغيرها فإن العربية لغة أساسية لجميع الشعوب الاسلامية عموما والشعب الصومالي خصوصا؛ لأنها لغة عبادة ودعوة بقدر ماهي لغة خطابة لكثير ممن يجيدونها من أبناء شعبنا.
هناك كلمات صومالية من أصل عربي تكتب باللغة الصومالية، ويقدر بعض الباحثين نسبة هذه الكلمات في اللغة الصومالية بأنها تصل إلى أربعين بالمائة على الأقل إن صح التعبير.
ويوجد بالصومال عدد كبير يجيد العربية ويستخدمها في الخطابة ويعرف أشعارها ويؤلف الكتب بها في الفقه والحديث والتفسير وغير ذلك بل ويدعو إلى اتخاذ اللغة العربية لغة قومية للصومال باعتبارها لغة الدين الذي يدينون له بالولاء.
ومن الجميل أن نستعرض بعض النماذج للألفاظ التي أقرضتها العربية إلى اللغة الصومالية:
وهذا ليس على سبيل الحصر بل هو غيض من فيض وقد تحدث في بعض الكلمات عند نقلها من العربية بعض التغيرات البسيطة كحذف بعض الحروف أوتغييرها تغييرا طفيفا.
وفي الختام أود أن أنبهك أيها القاري الكريم بأن اللغة العربية لا تزال تتعرض لهجمات شرسة في بلادنا من قبل المروجين للغات الغربية بشتى الطرق والوسائل الممكنة لإزاحة العربية عن مكانها، وإخراجها عن حصص التعليم في المدارس والمعاهد، وجعل لغات أجنبية مكانها مثل الانجليزية والفرنسية.
والأمر الذي قد لا يعرفه البعض هو أن العربية تتعرض لكل هذه الهجمات الوحشية بسبب علاقتها الوطيدة مع القرآن، والاعتداء عليها هو اعتداء على الاسلام.