مقديشو – لعبت ولا تزال تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة دورا إنسانيا كبيرا في مساعدة الشعب الصومالي الشقيق والوقوف إلى جانبه في أحلك الظروف الإنسانية وسنوات العجاف. ويتجلى الدور الإنساني الإماراتي في الحملة الإغاثية التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي هذا الأسبوع تحت شعار “لأجلك يا صومال” وذلك من أجل إنقاذ ملايين الصوماليين من براثن الجوع والعطش.

رصد 100 مليو درهم

رصدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي 100 مليون درهم مبدئيا لتعزيز عملياتها الإغاثية والتنموية للأشقاء في الصومال، وذلك بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حفظه الله ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي و صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.

و أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان رئيس الهيئة اهتمام دولة الإمارات قيادة وشعبا بالظروف الإنسانية السائدة حاليا في الصومال، وقال سموه إن هذا الاهتمام يجسد المسؤولية الإنسانية التي تضطلع بها الدولة تجاه الشعوب الشقيقة و الصديقة التي تتعرض للمحن والنكبات الإنسانية، معربا سموه عن قلق القيادة الرشيدة إزاء الظروف التي يواجهها المتأثرون من نقص الغذاء في الصومال، وقال سموه إن معاناة الأشقاء في الصومال تتفاقم يوميا ما ينذر بكارثة حقيقية تهدد حياة الملايين، وشدد سموه على أن هذه الظروف تتطلب تضافر الجهود الإنسانية الإقليمية و الدولية للحد من معاناة المتضررين وتحسين أوضاعهم ولفت الانتباه لظروفهم الحرجة.

تحرك إغاثي سريع

أعلنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، عن بدء فعاليات حملة «لأجلك يا صومال» مؤكدة إرسال أولى دفعات المساعدات الى الصومال خلال اليومين المقبلين، والتي تشمل 50 ألف طرد غذائي. وقال الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي في مؤتمر صحفي إن الهيئة وضعت خطة متكاملة من عدة مراحل للحد من تداعيات المجاعة.

وأكملت استعداداتها لتنفيذ برامج إغاثية عاجلة تتضمن في مرحلتها الأولى والعاجلة توفير 50 ألف طرد غذائي، إلى جانب الدواء والمستلزمات الطبية والأمصال للتطعيم والوقاية من بعض الوبائيات، والكساء، إضافة إلى المشاريع التنموية في مجالات مهمة كالصحة والتعليم والإسكان وتوفير مصادر المياه في المناطق التي تعاني شحاً في هذا الجانب.

توجه وفد إماراتي للصومال

من المقرر أن يتوجه إماراتي لاحقا إلى الصومال لقيادة العمليات الإغاثية ميدانياً والإشراف على إيصال المساعدات للمتأثرين والتعرف على أوضاعهم والوقوف على احتياجات الساحة الصومالية من الاحتياجات الإنسانية الأخرى ودراسة المشاريع التنموية المقترحة والتنسيق مع الجهات الصومالية المختصة للبدء في تنفيذها.

خيرية محمد بن راشد

من جهتها رصدت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية مبلغ خمسة ملايين درهم – مبدئيا – لتنفيذ عدد من المشاريع الإغاثية لمساعدة ملايين الأشخاص في الصومال الذين تأثرت أوضاعهم الإنسانية نتيجة نقص الغذاء بجانب تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين من المجاعة.

وشكلت المؤسسة غرفة عمليات عاجلة تعمل على مدار اليوم لدراسة الكيفية والآلية المناسبة من أجل سرعة وصول المساعدات الإنسانية ولتحديد أولويات الإغاثة العاجلة والمهمة للسكان وذلك بالتنسيق الكامل مع سفارة دولة الإمارات في العاصمة الصومالية مقديشو . وأجرى فريق المؤسسة الإغاثي عدة إتصالات بالمنظمات العاملة على الميدان لتحديد تلك الأولويات وأنجح السبل الكفيلة بسرعة إيصالها للمتضررين في الصومال.

وقامت المؤسسة ببناء / 15 / مستشفى وعيادة طبية منها / 8 / مستشفيات عامة و / 7 / عيادات للنساء والولادة وأقيمت هذا المشاريع بسبب الأوضاع الصحية المتردية هناك وقد كان لها أهمية قصوى في توفير الرعاية الصحية اللازمة للشعب الصومالي الشقيق.

الخاتمة

تعتبر الإمارات واحدة من أبرز الدول الداعمة لشعب وحكومة الصومال في مختلف المجالات، وأوضح محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي أن الإمارات كانت وما زالت من أوائل الدول التي تمد يد المساعدة للمحتاجين في كل مكان، مشيرا الى أن مكاتب هيئة الهلال الأحمر الإماراتي موجودة في الصومال منذ 20 عاما وأن مساعدات الإمارات للصومال لم تنقطع يوما.

والجدير بالذكر أن قيمة المساعدات الإنسانية والخيرية التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الصومال وحدها خلال السنوات من العام 2009 إلى العام 2012 بلغت أكثر من 213 مليون درهم.