الصوماليون… صينيو الأرفارقة
أحمد محمود جامع
آخر تحديث: 23/01/2017
خربو بيوتهم وهربوا، اقتتلوا وتناحروا، توحدو وانفصلوا، بنو ثم هدّمو، وعدوا ثم اخلفوا، جلسوا ولم يتصالحوا، اختيروا لانقاذ وقيادة البلد ثم نهبوا من غير رأفة “عجبا لمن يسرق بيته”. هرب أبناءالوطن لاجئين إلى دول مختلفة في العالم. حل العيب علينا عندما قلتنا من آوانا إلى بيته.
هذه العبارات تشير الي وضع الصومال والصوماليين بعد انهيار الحكومة المركزيةالصومالية عام 1991م.
كنا ولازلنا فاشلين في بناء بلدنا ووحدة أهل ترابنا، ومع ذالك يعتبرنا البعض ناجحين بعد أن أعطينا الميدالية الذهبية لمنافسة أفشل الفاشلين (دولة فاشلة) علي مستوي ربوع المعمورة.. أقول نعم لكلا الفرضيتين: فاشلين وناجحين في ان واحد. فشلنا بعد ما اقتتلنا ونهبنا بيوتنا وهربنا الي خارج وطننا ولن نتصالح.. فشلنا عندما نظمت دول الجواروغيرها مؤتمرات للمصالحة فيما بين الصوماليين ولإعادةبناء الدولة.. ولكن لسوء الحظ أظهروا أنهم تصالحو وبنوا نظام دولة بطابع قبلي لتكون أداة لنهب البلد واستمرار الاقتتال والاصغاء لمطالب الأجانب وتنفيذ أجندتهم بلا خجل وبلا ضمير انساني ووطنية. تملكنا دولة الشكل معدومة الفاعلية وفا رغة الوظيفة. لنا قادة يعملون دوما لتقسيم البلد علي أسس قبلية.
لفد فشلنا عندما هرب ربع سكان البلد إلي دول الجوار وأمريكا وأوروبا وكوّنّا أضخم مخيم للاجئين علي وجه الا رض في كينيا لا يبعد عن الوطن 200كم.. توسلنا إلى من كان أفقر منا أذلّونا بعد ما أذللنا أنفسنا. لكن بالمقابل نجحنا في محافل أخري وفي مجالات عدة بأوقات متقاربة.
وفي أثناء الحرب الأهلية كافح الشخص الصومالي المسكين لإيجاد لقمة عيش لعائلته في الداخل والخا رج. في الداخل بدأت الزراعة تنتعش والتجار الصوماليون والحرفيون والريفيون والفلاحون الأصليون استثمروا هذاالقطاع الملح لأقتصاد البلد، مما أدى خلق فرص عمل لتوظيف مواطنين صوماليين. وبحمدلله اليوم بدأنا نصدّر الي الخارج فواكه الليمون والموز وغيرهما. في مجال الاتصالات أصبحنا من أكثر الدول في شرق افريقيا تقدما في هذا المجال، وفي الكهربا ننتقل اليوم إلى استخدام طاقة متجددة نظيقة صديقة للبيئة، والمياه متوفرة في المدن، والتعليم لنا قرابة مائة جامعة ومئات من المدارس في الوطن، والصرف الصحي يتعافي، وتمكن القطاع الخاص ينهض بوتيرة، ولذلك أصبحنا ناجحين بفضل الله وبشراكة تجار وأكاديميين وحرفيين صوماليين في الداخل والخارج.
نجحنا في الخارج عندما استثمرنا في كينيا، وأصبحنا أكبر مستثمر افريقي في كينيا، ويوجد في نيروبي سوق أسسها الصوماليون، لها دور مهم في الاقتصاد الكيني، وكذالك تنزانيا ورواندا وجنوب افريقيا وموزمبيق وأنغولا واثيوبيا وجيبوتي وزامبيا وكونغو كينشاسا واوغندا وجنوب السودان وناميبيا وليبيا وقطر والكويت والامارات العربية المتحدة ومصر والسعودية واليمن وعمان وتركيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واستراليا. هذه الدول استفادات من المشاريع والحركة التجارية للمواطنين الصوماليين في بلادهم. قال لي صديق زامبي لي يوما “يا أحمد حتما ستصبحون صينيون الأفارقة” ولكنني قلت له: “لا أعرف متي. طالما القطاع العام الصومالي هش فمن يصن القوانين ويحمي حقوق المستثمر الصومالي في الداخل والخارج؟