هل الصومال في طريقه إلى التطبيع مع إسرائيل؟
الصومال الجديد
آخر تحديث: 9/07/2016
كشف موقع تايمز أوف إسرائيل في تقرير نشره في الخامس من شهر يوليو الجاري عن لقاء سري عقد بين الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وصف الموقع الإسرائيلي ذلك اللقاء بأنه أول تواصل رفيع المستوى بين البلدين.
ونقل الموقع الإسرائيلي عن مسؤول مقرب من الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود تأكيده اللقاء بدون تقديم تفاصيل حول مكان عقده، إلا أن المسؤول أشار إلى وجود تخطيط للقاء آخر بين المسؤولين في المستقبل القريب. وبحسب الموقع فإن اجتماعا رسميا على مستوى منخفض عقد في القدس في شهر ديسمبر، وشارك فيه ممثلون من وزارة المالية الإسرائيلية ومسؤولون صوماليون.
وسبق أن نشر موقع “العاصمة” الصومالي في 26 يونيو 2016 تقريرا حول زيارة سرية قال الموقع إن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود قام بها برفقة ثلاثة مسؤولين آخرين إلى العاصمة الإسرائيلية تل آبيب.
أثار الحديث عن لقاء بين الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود مع رئيس الوزراء الإسرائيلي تساؤلا حول توجه الصومال نحو التطبيع مع إسرائيل رغم ما سجله التاريخ من مواقف المجتمع الصومالي الأصيلة والرافضة للتطبيع معها والتي كانت تتمسك بها الحكومات والقيادات المتعاقبة على البلاد والتي لم تتحرك للتطبيع وإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وردا على الأنباء المتداولة حول اللقاء بين الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصدرت وزارة الخارجية الصومالية بيانا صحفيا نشر بلغة دبلوماسية غير واضحة يكتنفها الكثير من الغموض ونشر في وكالة الأنباء الوطنية الصومالية (صونا) في السابع من شهر يوليو الجاري.
وأكدت وزارة الخارجية في البيان أن “الحكومة الصومالية تعمل بحزم من أجل خلق وتجديد وتعزيز العلاقات المبنية على المصالح المشتركة مع دول الجوار والصديقة في العالم بما يخدم المصلحة الوطنية”. وجاء في البيان أن “الصومال خرج بنجاح من ماض مؤسف إلى عهد جديد متسم بالاستقرار والازدهار”، كما ورد فيه “أن الزاوية اتجهت إلى مستقبل تنموي، مشيرا إلى “أهمية تماشي الصومال مع العمل بشكل إيجابي بالنسبة للحلفاء بما فيه المصالح المشتركة، ومن بينها مكافحة الإرهاب الدولي وتشجيع التنمية الاقتصادية وتسهيل التجارة”.
وصرحت الوزارة أيضا في البيان: “أن الحكومة الصومالية تثمن في الوقت الحالي مصالحها المشتركة مع حلفائها، كما تسعى إلى تأسيس علاقات قوية مع الدول الصديقة ودول جديدة أخرى بهدف تأكيد التنمية والرفاهية في المستقبل الصومالي”، وأخيرا جاء في ذيل البيان أن “الوزارة تؤكد أن اللقاء المذكور (في الخبر المتداول) بين الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإسرايلي لم ينعقد”.
ويبدو أن وزارة الخارجية الصومالية أبدت تحفظا كبيرا خلال تعاطيها مع المسألة وردها على التقارير المنشورة بشأن اللقاء بين الرئيس محمود ورئيس الوزراء الإسرئيلي نتنياهو؛ والذي يأتي في وقت أظهر فيه الكيان الصهيوني في الآونة الأخيرة اهتمامه تجاه منطقة شرق أفريقيا، حيث قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بزيارة شملت كلا من أوغندا ورواندا وكينيا وإثيوبيا، وذلك من أجل تحقيق المصالح الاستراتيجية لإسرائيل في المنطقة.
وتداولت بعض وسائل الإعلام الصومالية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي تعهد لكينيا بالدعم في بناء الجدار العازل في الحد الفاصل بينها وبين الصومال، وهو الأمر الذي أثار سابقا جدلا كبيرا بين دولتي الصومال وكينيا، ويرى الصوماليون أن كينيا تسعى إلى اقتطاع جزء من الأراضي الصومالية من خلال بناء الجدار العازل بحجة الدفاع عن بلادها عن الإرهاب استغلالا الضعف الذي يعاني منه الصومال حاليا.
والجدر بالذكر أن ما تردد من اللقاء بين الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو – بصرف النظر عن صحته وعدم صحته- لا يصب في مصلحة الرئيس الذي يستعد للفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية القادمة.