هل اخترنا الاستعمار أم فرض علينا؟
د. عبد الرحمن عواله
آخر تحديث: 12/02/2016
بقلم: د. عبد الرحمن عواله
ولدت حرا وترعرعت حرا ثم انقلب كل شيء علي العكس فاصبحت عبدا مملوكا لا يقدر علي شيء وهو كل علي مولاه اينما يوجiه لايات بخير. ولكن يا ترى من هو سيدي؟ انا عبد لا يستطيع تمييز سيده عن الاخرين.
يخطر ببالي بل واذكر في بعض الاحيان حينما كنت طفلا يافعا يذهب الي المدرسة وكنت اري المستقبل نيرا نعم كان تصوري في المستقبل نضرا كنت اعيش تحت نظام دولة يعيش شعبه بكل أما ن وسلا م، نعم بالامن كنت في ريعانة شبابي حينما كنت اغادر الي المسجد لصلاة الفجر كل يوم بدون خوف ولاوجل لان هيبة الدولة متوفرة، والعلم الصومالي كان يرفرف فوق ارضنا، والحياة تسير، وكذا التجارة والتعليم وجميع مجالات الحياة، فبسرعة فاىْقة انقلبت الأمور واصبح اليتم والجوع سمة من سماتي اللّازمة، وارنى اموت جوعا في البراري.
حاولت ان ابيع اثاث بيتي لاْجنبي ثم ياخذها بدون عوض، واما حال محارمي فحدثْ ولا حرج.
ارسلت اخواتي الي الخارج فيرجعن الي ارض الوطن وقد تغيرت ثقافتهن، واكثر من ذلك انا قتلت اخوتي جميعا اما باسم الدين وان كانت وجهة نظر تحتمل الصواب او الخطا، بل وفي بعض الاحيان اقتلهم لانهم ينتسبون الي جد اخر ليس ببعيد عن اجدادي، لاني قوي وشجعان كاليث عاديا اجيد الدفع والممانعة امام اخي، حتي وعند السلم ارى ان قبيلتي التي انتمي إليها لها دور ومزية لا يجوز ان يشارك فيها احد، وعند المناقشة والحوار يحمر وجهي وينفتخ اوداجي لاني شديد علي الاخوة لكني اجد نفسي جبانا لا حيلة ولا قوة له عند الاعداء وقد نزعت المهابة من قلب اعدائى، لكن ذات مرة لقيني صديق صدوق صادق الوعد فقلت له اين المخرج من هذه العبودية فتبسم ضاحكا فقال” بلطف لانك تحب سيدك! فكان قلبي نزع بقوة ثم اخذت يده بيدي بحنو وعطف وقلت له بصوت خافت بالله عليك من هو سيدي؟ فهل تستطيع ان تدلني وتطلعني علي السر الذي طالما كان مكتوما عني؟؟ فكنت اتوقع منه اجابة شافية تعينني على تخليصي من العبودية ثم اكون حرا طليقا بعد حرمان دام اكثرمن ثلاثين سنة.
ثم اخذ صديقي يدي وذهب بي الي بيته وبداْت القصة فقال:
منذ العقود الثلاثة الماضية لم تنعم الامة الصوماليه بأمن وأمان، وانقسم البلد الي دويلات واقاليم إداريا، وانحط المجتمع بكل اشكاله ومقاييسه وقد جربو النعرات الجاهلية وقاتلوا لاجل القبلية وحاولت كل قبيلة ان لهم السلطة والمنعة لكن الله سبحانه وتعالي ابى ان تكون الغلبة لاهل الباطل وجعل غلبتهم في مهب الريح حتي انقسمت كل قبيلة من قبائل الكبرى الي عشائر وفصائل وافخاذ، فعمت الفوضي والفتنة ولابيت من بيوت الصومال الا وقد دخلت‘ فاستمرّ الحال هكذا الي ان شاء الّله فبعد ضعف قوتهم وذهاب شوكتهم تداعت بهم الأعداء واستغلوا بهذه الفرصة السانحة التي وجدوها بدون جهد باهظ يذكر فاشعل الاعداء نار الحرب فزادوها حطبا.
ثم بدات مرحلة امراء الحرب فحصل ما حصل وجني الشعب حصادها يومئذ ثم تلاه محاولات لأطفاء نار الفتنة من قبل بعض الغيوريين للوطن والدين ولكن باءت بالفشل بسبب قلة الامكانيات ولا شك ان هناك اسبابا اخري سواء كانت مادية اومعنوية.
مع وجود الحركات الزاعمة بالحكم الديمقراطي هناك حركات وجماعات اسلامية يحاول كل منها علي حدة باستغلالال الفرص بهذه الأوضاع المتدهورة اصلا ولا اريد ان انقل حديثي الي قصص من التاريخ ولكن اري ان كل هذا له اسباب وعوامل من اهمها فساد الخلق والاعتقاد والاعتقدي الّذي سيطر وافسد جميع مجالات الحياة، وكثر الاختلاف وسادت الفرقة في الساحة السياسية والدعوية واللغوية والعرفية والتاريخية والجغرافية وغيرها.
وهذا الضعف يرجع الي عدة اسباب رئسية ولا يمكن تحسن الوضع و الله اعلم حتي يتم تصحيح الاخطاء والتوبة الي الله ومناصرة المنكوبين والمتضررين من الايتام والارامل والضعفاء والمساكين والعاجزين وذوي العاهات الذين ليس لهم حيلة ولا يهتدون سبيلا، فقد قال تعالي في محكم تنزيله (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ)(الرعد اءية11).
وكنت انظر الي الرّجل بالدّهشة، اقول في نفسي إنّه ليس جادا ولعله يمزح او يسخرني ويستهزاْ بي ثم وضعت يدي علي كتفيه فنظرت الي وجهه فايقنت انه جّاد فسالته بالحاح اذا من هو سيدي. ففتح شفتيه وقال لست عبدا مملوكا بل انت حرّ ولكن انت،انت ….. فقلت ماذا تعني انت انت…… ثم تبين لي انه لم يكن مازحا. فقال برفق ، بسسبب بغضك والكراهية التي تكن لاخوانك تجعلك وحيدا، وانت ضعيف بمفردك قوي باخوانك ثم اردف قاىلا، من ابطا عمله لم يسرع به نسبه ففهمت قصده وعرفت السبب، واذا ظهر السبب بطل العجب، وشممت الراىحة الندية وتنعشت لكن سالت نفسي اين فرسان الوطن وابطال القوم فسرت سابحا في افكاري فتخيلت وانا امشي بين جموع حاشدة من الاحبة والاخوان فدار وجهه الي وقال قلت لك لست رجلا مملوكا ولا عبدا مامورا بل حرا ولكن انقلبت الموازيين فاصبح الاخ الحبيب عدوا لذوذا والعدو صديقا حميما، اذا من اليوم تبدا المعركة من جديد معركة تصحيح المفاهيم