من هو قائد محاولة الانقلاب الفاشلة في إقليم أمهرا في إثيوبيا المقتول؟

الصومال الجديد

آخر تحديث: 24/06/2019

[supsystic-social-sharing id="1"]

أعلنت السلطات الإثيوبية بأن العميد اسامنيو تسيج (Asaminew Tsige) المشتبه بأنه العقل المدبر لمحاولة الانقلاب الفاشلة في إقليم أمهرا قتل برصاص الشرطة على مشارف مدينة بحر دار عاصمة الإقليم

وكان تسيج أحد أبرز الجنرالات الإثيوبية، وعضوا في الحركة الديمقراطية الشعبية الإثيوبية (EPDM) التي أصبحت فيما بعد الحركة الديمقراطية لقومية الأمهرا (ANDM).

لقد بدأ نجم الجنرال تسيج في السطوع بقوة منذ أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، بعد توحيد حركتي (ANDM) والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي (TPLF) في إطار ائتلاف الجبهة الديمقراطية الثورية للشعوب الإثيـوبية (EPRDF) حيث كان المذكور أحد الأعضاء الـ 37 المؤسسين لهذا الائتلاف.

وعقب سقوط نظام منغيستو هيلا مريام، واستيلاء ائتلاف (EPRDF) على مقاليـد السلطة في إثيـوبيا عام 1991م، شغل المذكور العديد من المناصب الأمنية والعسكرية في الحكومة الفيدرالية وفي حكومة إقليم أمهرا، ولكن سرعان ما برزت خلافات جديدة بينه وبين رموز جبهة (TPLF) أقوى فصائل الائتلاف الحاكم.

وكان ائتلاف (EPRDF) الحاكم، قد تعرض منتصف عام 2000م، لهزات داخلية عنيفة أفضت إلى خروج بعض القيادات التاريخية على خلفيـة آرائهم حول نتائج الحرب الإثيوبية الاريترية والاصلاحات السياسية الداخلية والتحول الديمقراطي في البلاد.

وكان المذكور ضمن مجموعة من قيادات (ANDM) طالبت رئيس الوزراء الراحل مليس زيناوي، بوقف التهميش والاقصاء والانفراد بمقاليد الحكم والقرار السياسي.

وهكذا بدأت تتسع هوة الخلاف بشكـــل أكثر، وقد تم فصله من الجيش مع مجموعة من الضباط العسكريين عام 2005م، قبل أن يتم اعتقاله ومحاكمته بتهمة المشاركة في محاولة انقلاب مزعومة قامت بها “حركة 7 جنبود” المسلحة.

وكانت الحكومة الإثيوبية قد أعلنت في 25 مارس 2018م، إسقاط التهم عن 756 شخصاً من السجناء السياسيين بينهم المذكور الذي تم إطلاق سراحه بعد سنوات قضاها في السحن تعرض خلالها لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، مما أدى إلى فقدانه البصر في إحدى عينيه.

وكان الرئيس السابق لإقليم أمهر الذي يشغل حالياً منصب وزير الخارجية جيدو أندرغاشيو، قد أصـدر مرسوماً عين بموجبه المذكور رئيساً لجهاز الأمن في إقليم أمهرا.

الجدير بالذكر أن الحكومة الإثيوبية أعلنت مساء يوم السبت 22 يونيو الجاري، عن احباط محاولة انقلاب عسكري ضد حكومة إقليم أمهرا شمال غربي إثيوبيا.

وكان نغوسو طلاهون، السكرتير الصحفي لرئيس الوزراءأبي أحمد علي، قد ذكر في تصريح له بثته قناة “أي بي سي” الفضائية الإثيوبية، إن مجموعة مسلحة قامت في الساعة السابعة مساء السبت بالتوقيت المحلي، بمحاولة انقلاب عسكري على حكومة إقليم أمهرا والسيطرة على السلطة في الإقليم، مشيراً إلى أن المحاولة تم احباطها، دون تحديد الجهة التي تقف وراءها.

وقال طلاهون: إن الحكومة الفيدرالية الإثيوبية ستتدخل لتهدئة الأوضاع الأمنية في الإقليم، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي قادتها مجموعة مسلحة للاستلاء على مقر حكومة الإقليم بمدينة “بحر دار”.

ومن جانبه أعرب نائب رئيس الوزراء دمقي مكنن حسن، عن استنكاره الشديد لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها حكومة الإقليم من قبــل جهات تعارض التغيير السياسي الجاري في البلاد، متوعداً بمعاقبة المتورطين وتقديمهم للعدالة على وجه السرعة.

وذكرت وسائل الإعلام الإثيـوبية، أمس الأحد، أن رئيس إقليم أمهرا الدكتور أمباتشو مكنن، ومستشاره إزيز واسا، قد قتلا أثناء محاولة الانقلاب الفاشلة.

ووفقاً للبيان الرسمي، فإن رئيس الإقليم ومستشاره، قتلا بعد اقتحام مسلحين لمكتبيهما، وفي حدث متصل تعرض رئيس أركان الجيش الإثيوبي اللواء سهري مكنن، لطلق ناري أودى بحياته.

وأكد رئيس الوزراء أبي أحمد، في خطاب متلفز وجهه للشعب الإثيوبي، أن رئيس الأركان قتل في منزله بالعاصمة أديس أبابا على يد حرسه الشخصي، كما قتل في الهجوم مساعده الجنرال جيزاي أبرها.

وأوضحت متحدثة باسم رئيس الوزراء الإثيـوبي، أن “فرقة قتل” يقودها رئيس جهاز الأمن في إقليم أمهرا اقتحمت مقر حكومة الإقليم في مدينة “بحر دار” مساء السبت، مما أدى إلى مصرع حاكم الإقليم ومستشـاره، وأشارت مصادر إعلامية محلية إلى مشاركة رئيس الشرطة المعروفة باسم “ليوبوليس” الجنرال تفرا مامو في محاولة الانقلاب الفاشلة.

وكشف تسلسل الأحداث وتوقيتها الزمني جلياً عن أن الهدف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة لم يكن تقتصر على السيطرة على حكم إقليم أمهرا فحسب، بل كان يهدف – فيما يبدو – إلى الإطاحة برئيس الوزراء والانقلاب على مشروعه الإصلاحي.

وفي الواقع فإن النظام الإثيوبي القائم على الفيدرالية الإثنية، يجعل من المستحيل عملياً نحاج أي محاولة انقلابية للاستيلاء على مقاليد الحكم في الأقاليم، ما لم تجد فعلاً ضوء أخضر وترتيبا مسبقا من الحكومة الفيدرالية وأجهزتها العسكرية والأمنية.

وعليه فإن المؤشرات والمعطيات الأولية التي بدأت تظهر تدريجياً بشأن ملابسات وخيوط محاولة الانقلاب، كشفت عن تورط قيـادات أمنية وعسكرية بارزة في هذه المحاولة الانقلابية.

ووفقاً لمصادر أمنية إثيوبية، فقد تم وضع رئيس جهاز الاستخبارات الجنرال حسن إبراهيم، تحت الإقامة الجبرية في منزله بالعاصمة أديس أبابا، إلى حين انتهاء التحقيقات حول دوره بدعم محاولة الانقلاب في إقليم أمهرا، وعلاقاته باغتيال رئيس أركان الجيش الإثيـوبي، وأشار العديد من المراقبين، إلى احتمال تورط جهات سياسية ومسؤولين كبار في الحكومة الفيدرالية في العملية.

وفي السياق ذاته أثار نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الكثير من الشكوك والأسئلة حول ملابسات وتوقيت الزيارات التي يقوم بها كل من نائب رئيس الوزراء دمقي مكنن حسن إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ووزير الخارجية جيدو أندرغاشيو إلى المانيا، وذلك بالتزامن مع محاولة الانقلاب.

والجدير بالذكر، أن المسؤولين المذكورين ينتميـان لقـومية الأمهرا ولديهما نفوذ سياسي كبيــــر في داخل الإقليم.

قضايا ساخنة

هل تستمر الدوحة في التأثير على الانتخابات الصومالية بالمال السياسي؟

المرشح البغدادي في حديث خاص للصومال الجديد

بعد أربع سنوات من الدور السلبي في الصومال: قطر تحاول تلميع صورتها

خطاب الرئيس دني .. مخاوف وأسرار

الاتفاقيات حول النفط الصومالي .. تقض مضاجع الخبراء في الصومال