ملايين الدولارات من المساعدات تنتهي في يد حركة الشباب بالصومال
الصومال الجديد
آخر تحديث: 14/02/2018
كشف تحقيق ميداني أجرته قناة CNN الإخبارية الأمريكية عن حصول حركة الشباب – ذراع تنظيم القاعدة في الصومال – على ملايين الدولارات سنويا، وذلك بالاستيلاء على أموال المساعدات الخارجية التي ترسلها الدول الغربية والمخصصة لمحاربة الجماعة الإرهابية.
وأفاد التقرير أن الأموال التي قدمتها الأمم المتحدة مباشرة إلى النازحين من المواطنين بسبب الصراعات الداخلية والمجاعة تنتهى في أغلب الأحوال في أيدى مقاتلي الجماعة، وذلك بحسب شهادات لأعضاء سابقين في حركة الشباب، وإفادات عملاء الاستخبارات الصومالية، والتي تشير إلى أن الجماعة الإرهابية تحصل آلاف الدولارات يوميا عن طريق حواجز الطرق والكمائن، فضلًا عن فرضها الضرائب على التجار الذين يحاولون نقل المواد الغذائية والإمدادات لبيعها إلى المشردين داخليا في المدن التي يتركزون فيها.
وتقوم حركة الشباب بفرض إتاوات على أصحاب الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية قبل دخولها إلى الأسواق في المدن. وتقدر حصيلة الأموال التي تحصلها الحركة من الشاحنات والمركبات الأخرى في حاجزين على طريق مدينة بيدوا، بعشرة آلاف دولار يوميًا، وذلك وفق تقرير للأمم المتحدة، الأمر الذي أكده شهادات أعضاء سابقين في المجموعة الإرهابية وعملاء الاستخبارات الصومالية.
أموال الضرائب
يؤكد أحد جامعي الضرائب السابقين بحركة الشباب بمدينة بيدوا – لشبكة CNN – وتم القبض عليه مؤخرا من قبل جهاز المخابرات والأمن الوطني الصومالي، أن الرسوم التي تفرضها حركة الشباب على حواجز الطرق يعد واحدا من أكبر مصادر الأموال لها. ويمثل الطريق المؤدي إلى بلدة بيدوا، والطريق الرئيسي الذى يربط العاصمة مقديشو بمنطقة شبيلي السفلى الغنية بالزراعة أهم مصدرين للأموال.
ويقول مقاتل سابق في حركة الشباب، جمع الضرائب للحركة لمدة ثماني سنوات، ويعمل الآن مع وكالة المخابرات والأمن الوطنية الصومالية، أن الحركة اليوم تقوم بالقبض على التجار وقتلهم في حال رفضهم دفع الإتاوات أو الضرائب التي تقررها، علاوة على اضطرار التجار لدفع ضريبة سنوية لحركة الشباب، حتى في البلدات والمدن التي لا تخضع لسيطرة الجماعة، ولا يقتصر دفع الزكاة والتي تؤخذ في شكل رسوم الطرق والضرائب على رجال الأعمال فقط، إذ يتعين على الصوماليين العاديين دفع ضريبة سنوية للتنظيم القاعدي.
ورغم أن القوات الصومالية هي الأمل أمام مواطنيها لمواجهة تفشي نفوذ الحركة، إلا أنه بالنظر إلى تلك القوات فهي عبارة عن خليط من أفراد مقاتلين لميليشيات سابقة، هذا إلى جانب أن القوة القتالية الأساسية في البلاد هي قوة تابعة للاتحاد الإفريقي، وتضم 22 ألف شخص، ومسؤوليتها الأساسية حماية الحكومة في مقديشو، وتعترف القيادة العسكرية للاتحاد الأفريقي بأنها لا تستطيع أن تدفع حركة الشباب من الطرق الرئيسية التي توفر لها الكثير من الدخل، هذا إلى جانب أن تلك القوى من المتوقع أن تنسحب ببطء وتكون خارج البلاد في غضون عامين، مما سيحدث حتما فراغًا أمنيًا كبيرًا بعد انسحابها.
الوضع الأمني الهش في الصومال، يساعد تمدد نفوذ حركة الشباب – المسيطرة على ثلث البلاد تقريبًا – إلى جانب الفساد المستشري في النظام الصومالي، يساعد على استمرار ضخ ملايين الدولارات للحركة الإرهابية، كما إنها تنبئ بأن تصبح الصومال أرضًا جاذبة لجهاديي داعش.