القاهرة – تعزز مصر وجودها العسكري في الصومال للمشاركة في مهمة جديدة للاتحاد الأفريقي لمحاربة جماعة الشباب الإرهابية، حيث تنقل قواتها هناك جوا وبحرا في ما تقول المصادر والمحللون إنه خطوة مهمة في جهود القاهرة لتوسيع نطاق وجودها في منطقة القرن الأفريقي الاستراتيجية.

وقالوا إن هذه الخطوة تمثل أيضا علامة فارقة في صراع مصر المستمر منذ عقد من الزمان مع جارة الصومال إثيوبيا بشأن سد النيل الكبير الذي تبنيه أديس أبابا والذي تعتبره القاهرة تهديدا وجوديا لأمنها المائي.

وبناء على طلب الصومال، تحل القوات المصرية محل الوحدة الإثيوبية في مهمة الاتحاد الأفريقي التي يجري استبدالها، مما يمنح القاهرة وجودا عسكريا كبيرا، مما قد يضغط على أديس أبابا لإظهار المرونة بشأن النزاع على المياه.

وقعت مصر والصومال اتفاقية تعاون عسكري العام المنصرم. وبموجب هذا الاتفاق، تنشر مصر عدة آلاف من القوات التي تعمل كمستشارين عسكريين لقوات الأمن الصومالية وتوفر الأمن لكبار قادة البلاد وعائلاتهم ومرافق الدولة الرئيسية.

وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي على بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة في قرار تبناه 14 من الدول الأعضاء الخمسة عشر. وامتنعت الولايات المتحدة عن التصويت بسبب تحفظات بشأن التمويل.

وأكد وزيرا خارجية مصر والصومال دور مصر في البعثة خلال محادثات في القاهرة الأسبوع الماضي، وفقا لوزارة الخارجية المصرية.

وقالت أماني الطويل، الخبيرة المصرية في الشؤون الأفريقية: “إن مشاركة مصر تعكس اهتمامها الحقيقي بالقضايا الأفريقية ورغبتها في الحفاظ على وجود إيجابي في بؤر التوتر في القارة”.

وقالت: “لقد نجحنا في هذه الخطوة المهمة للغاية في وقت يسارع فيه الجميع إلى اكتساب موطئ قدم في أفريقيا. إن عدم مشاركة إثيوبيا في المهمة هو جانب جيد آخر من جوانب الانتشار لأن أديس أبابا كانت جزءا من التوترات في الصومال ولأنها فشلت في احتواء حركة الشباب”.

وستحل القوة الجديدة – التي يطلق عليها رسميا بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال (أوصوم) – محل بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (أتميص)، التي انتهت ولايتها يوم الثلاثاء.

المصدر: The National