قُتِلَتْ بدم بارد
الصومال الجديد
آخر تحديث: 20/02/2022
بقلم اسحاق آدم اسحاق / كاتب وباحث في الشؤون التربوية
سعدية عبد الكريم يوسف .
الممرضة في مستشفى (ديكفير).
يقبر جثمانها في هذا اليوم العشرين فبراير، وتقبر معها آمال والدها، وحب زوجها، وحنان أطفالها.
ضحية بين الأحرار ، تحتاج إلى عدالة القاضي.
وما أحسن قول القائل :
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر .
أهكذا يتناثر شلوي وتزهق روحي؟!
في عنفوان شبابها وريعانه وزهو عمرها كرّست حياتها لأعمال شاقة ومتعددة، أُمّا لأطفالها، وكهفا للمرضى، والمصابين، بعطف وحنان .
وتفان وجهد واجتهاد إلا أنّ منيّتها أتت على يد ممن سهرت من أجلهم وذلّت نفسها لإسعادهم وتضميد جراحاتهم ،وهل آل جزاؤها إلى إتلاف نفسها وإزهاق نسمتها وتجفيف منابع الرأفة والرحمة نحو فلذة أكبادها، واستئصال الأمل الممتد من الوالدين اللّذين قاما بتربيتها خير قيام .فلم تمتد حياتها إلا زمنا يسيرا، وإن المسافة التي تفصل بين ولادتها ومماتها قصيرة، فلم تكد تنس عهد الطفولة حتى فاجأها الموت وضمة القبر الموحش.
بلادي وإن جارت عليّ غزيزة وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام
وليست سعدية وحدها مرهونة للعدالة بل مئات وألوف يئنون وراء ظلام داكن.
وأشد الظلم وأنكاه إذا جاءك ممن تأمل منه النصرة والمساعدة والتقدير .
بعض الأحيان، الحيوان أعرف ممن أسدى إليه معروفا من الإنسان والإنسان أكثر فتكا من الحيوان .
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى وصوّت إنسان فكدت أطير.