في بطولة دوري أبطال إفريقيا: ديكاداها الصومالي يواجه الزمالك المصري

صفاء عزب

آخر تحديث: 16/08/2019

[supsystic-social-sharing id="1"]

القاهرة- من المنتظر أن يلعب بطل الصومال “ديكاداها” مع فريق الزمالك المصري اليوم الجمعة في ذهاب دور الـ64 لبطولة دوري أبطال إفريقيا وذلك بملعب برج العرب بمدينة الإسكندرية الساحلية شمال مصر. ومن المقرر أن يلعب الزمالك وديكاداها الصومالي مباراة العودة في مصر أيضا يوم 23 من أغسطس الجاري، بعدما اتفق الفريقان على ذلك نظرا للأوضاع الأمنية في الصومال.

وكانت هذه المباراة قد شهدت جدلا واسعا واستحوذت على اهتمام جماهيري كبير في الأوساط الرياضية والإعلامية المصرية، بسبب الخلاف الذي أثير حول موعد المبارة والذي كان مقررا يوم الأحد الماضي الموافق أول أيام عيد الأضحى وهو نفس اليوم الذي شهد مباراة الأهلي المصري ونادي “إطلع برة” الجنوب سوداني، ولذلك تم تأجيل مباراة البطل الصومالي ونادي الزمالك لليوم – الجمعة- وكذلك تغيير مكان إقامة المباراة من ملعب بتروسبورت إلى ملعب برج العرب وفق تعليمات أمنية.

شائعات كثيرة أثيرت خلال الساعات الأخيرة قبل انعقاد المباراة أهمها ما تردد بشأن تهديد البطل الصومالي بالإنسحاب من المباراة بسبب عدم الإتفاق على تقاسم نسبة البث مع النادي المصري. وكانت صفحة “Africans Got Football” عبر موقع التواصل فيس بوك قد ذكرت أن نادى ديكاداها الصومالى يفكر جدياً فى الانسحاب من مباراة الزمالك بمسابقة دورى أبطال إفريقيا بسبب رفض الزمالك تقاسم حقوق بث المباراتين بين الفريقين بعد اجتماع دار بين الطرفين قبل المباراة بثلاثة أيام، في حين نفت إدارة فريق الزمالك هذه الشائعات، مؤكدة على أن لاعبي “ديكاداها” موجودون في مدينة الإسكندرية – حيث تقام المباراة- ويواصلون تدريباتهم بشكل طبيعي.

يذكر أن المشاركات الصومالية في كرة القدم الدولية سواء العربية أو الإفريقية والعالمية تعد محدودة جدا عبر تاريخها على الرغم من أن تاريخ إنشاء أول نادي لكرة القدم الصومالية يرجع إلى عام 1940 ، وهو ما يرجعه المراقبون الرياضيون إلى الأحداث السياسية التي مر بها الصومال عبر سنوات طويلة حيث انعكست بشكل كبير على كل مجالات الحياة بما فيها المجال الرياضي والذي تعد كرة القدم هي نواته الأساسية في القارة الإفريقية. وقد بدأت كرة القدم في الصومال لهدف سياسي هو مقاومة الإحتلال الإيطالي، وسبق تأسيس الإتحاد الصومالي عام 1960 الإتحاد الجزائري الذي تأسس عام 1962. خاض المنتخب الصومالي أولى مبارياته الدولية في شهر نوفمبر 1963 بإندونيسيا عندما واجه منتخب كوريا الشمالية.

ويعد الدوري الصومالي من بين أقدم الدوريات الإفريقية حيث بدأ عام 1967 ويضم حاليا ثمانية أندية من بينها نادي إيلمان ونادي الشرطة ونادي هورسيد. كما شهد عام 1977 إقامة أول منافسات لكأس الصومال وكانت آخر نسخة من هذه البطولة عام 2010 حيث تشهد البلاد حالة من الصراعات الداخلية التي تنعكس سلبا على الأوضاع الأمنية ومن ثم تعطل ممارسة مثل هذه الأنشطة. وقد دفعت الرياضة الصومالية ثمنا غاليا بسبب هذه الأوضاع تمثل في حدوث تراجع رغم الريادة الإفريقية في بداية مسيرة كرة القدم، كما تعاني الفرق الصومالية من الغياب عن البطولات الدولية والمنافسات العربية والإفريقية، حيث لم يشارك الصومال في كأس إفريقيا ولا مرة كما لم يشارك في كأس العالم بطبيعة الحال بينما شارك مرة واحدة عام 1985 في دورة الألعاب العربية. لكن على المستوى الإقليمي كان للصومال مشاركات متكررة في بطولة كأس سيكافا للأمم وهي خاصة بمنطقة شرق إفريقيا وخاضها الصومال عشرين مرة كان آخرها عام 2009. بعد ما يقرب من عقدين على التوقف عن ممارسة النشاط الرياضي في الصومال وافق الفيفا أو الإتحاد الدولي لكرة القدم على عودة الصومال في إطار خطة لتطوير كرة القدم في الصومال وفق شروط وضعتها الفيفا حتى تعود المنافسات الدولية إلى الصومال. تتضمن هذه الشروط  وجود راع محلي للمساهمة في كرة القدم المحلية بالصومال، وجود ملاعب مهيأة لاحتضان المنافسات الكروية الدولية وتتوافق مع لوائح ومقتضيات الفيفا، إضافة إلى ضمان الحماية الأمنية للاعبين والحكام والمبعوثين الدوليين في المباريات الدولية.

في ضوء هذه التطورات التي يشهدها الصومال والجهود التي تبذلها الأجهزة المعنية والمسؤولون عن الرياضة هناك، يشارك فريقان صوماليان في كرة القدم في دوري الأبطال والكونفيدرالية،حيث سيلعب فريق مقديشو سيتي مع ماليندي من زنجبار في الكونفيدرالية، بينما يلعب اليوم ديكاداها أمام نادي الزمالك المصري بالإسكندرية في دوري الأبطال. ويحظى هذا الحدث الرياضي باهتمام كبير في مصر وفي الصومال، حيث أعرب عبد الغني سعيد عرب رئيس الإتحاد الصومالي لكرة القدم عن سعادته بعودة أندية بلاده للمشاركة في البطولات الإفريقية لأول مرة منذ 29 عاما بعد آخر مشاركة لنادي إم بي سي الذي أقصاه فريق سانت لويس من سيشل عام 1990. وأضاف عرب في تصريحات صحفية أن هذه المشاركات ترفع من خبرات اللاعبين وتساعد على الإنطلاق نحو الخطوات التالية نحو رفع مستوى كرة القدم الصومالية وصولا لتحقيق الهدف الكبير في موافقة الإتحاد الإفريقي على إقامة المباريات على الملاعب الصومالية.

جدير بالذكر أن الصوماليين قد احتفلوا العام الماضي بحدث رياضي هام تمثل في تسلم السلطات الصومالية لملعب مقديشو الشهير بإستاد مقديشو من قوات الأميصوم، وقد تم بناؤه عام  1978 ليكون رمزا رياضيا بارزا كثاني أكبر إستاد رياضي في قارة إفريقيا، ويبقى مفخرة لكل الصوماليين حتى اشتعلت الحروب والصراعات السياسية بالبلاد في بداية التسعينات. وهي لحظة مهمة لدى الصوماليين تتجاوز مسألة تسلم ملعب رياضي من قوات دولية وإنما تعكس حالة من الإصرار الصومالي على تحقيق الآمال العريضة في النهوض بالبلاد واللحاق بباقي الأمم وتحقيق حلم السلام الذي يبعث الحياة في كل شئ على الأرض الصومالية العريقة بفضل سواعد أبنائها وإراداتهم الحرة. ومن ثم فإن مثل هذه الفعاليات الرياضية ومنها المشاركة المهمة للبطل الصومالي أمام نادي الزمالك المصري اليوم – الجمعة- تعد من المناسبات التي يجب استغلالها لتقديم صورة طيبة عن الرياضة الصومالية باعتبار الرياضة هي أحد القوى الناعمة التي تسهم في التقارب وتفعيل التعاون بين الشعوب كما تساعد في خلق أجواء سياسية إيجابية يمكن استثمارها في بناء جدار ثقة داخلي وتوحيد بين صفوف الجماهير خاصة في مؤازرة المنتخب بما ينشط روح الإنتماء ويهمش أية مشاعر سلبية أخرى تدعو للفرقة والإنقسام.

قضايا ساخنة

هل تستمر الدوحة في التأثير على الانتخابات الصومالية بالمال السياسي؟

المرشح البغدادي في حديث خاص للصومال الجديد

بعد أربع سنوات من الدور السلبي في الصومال: قطر تحاول تلميع صورتها

خطاب الرئيس دني .. مخاوف وأسرار

الاتفاقيات حول النفط الصومالي .. تقض مضاجع الخبراء في الصومال