عين على أرض الصومال
الصومال الجديد
آخر تحديث: 28/09/2018
لقراءة التقرير أو تنزيله بصيغة بي دي اف انقر هنا
التقرير الأسبوعي
الرقم 47
التعريف بأرض الصومال
أرض الصومال كانت محمية بريطانية في الجزء الشمالي من الصومال الحالي وهي منطقة حكم ذاتي تقع في القرن الإفريقي، على شاطئ خليج عدن، وبالتحديد في شمال الصومال، يحدها من الجنوب والغرب دولة إثيوبيا، وتحدها جيبوتي من الشمال الغربي، وخليج عدن في الشمال، وفي الشرق يحدها اقليم بونتلاند التابع للحكومة الفيدرالية في الصومال. وتملك أرض الصومال ساحلا طويلا على خليج عدن يمتد بطول 740 كم (460 ميلا). وتبلغ مساحة أرض الصومال نحو 137600 كم2 (53100 ميلا مربعا). وهناك سلسلة جبال ترتفع إلى سبعة آلاف قدم في وسط وشرق البلاد. وأعلنت أرض الصومال استقلالها من طرف واحد، وتحديدا في 18 من مايو/ آيار 1991. ومنذ ذاك الوقت تمارس مهامها لتطوير نفسها كدولة مستقلة، بالرّغم من غياب الاعتراف القانونيّ لها.ويذهب البعض في تعريف أرض الصومال إلى أنها دولة غير معترف بها رسميًّا، لكنها دولة الأمر الواقع، تمارس سيادة كاملة على الحدود التي ورثتها من الاستعمار البريطاني، ولها علم، ونشيد وطني، وعملة، وجيش، وحكومة، وجواز سفر تتعامل معه بعض الدول الأوروبية والإفريقية. ونالت أرض الصومال استقلالها عام 1960، وبقيت دولة مستقلة معترفًا بها خمسة أيام قبل أن تنضم إلى الجنوب، لتكوين ما سمي بجمهورية الصومال، وهو الأساس القانوني الذي عليه تبنى قضية البحث عن الاعتراف.
أهمية موقع أرض الصومال
تقع أرض الصومال في موقع استراتيجي في القرن الأفريقي له أهمية بالغة لشركات النفط العالمية بسبب قربه من منابع بترول الخليج، ولأنه فريب من المدخل الجنوبي للبحر الأحمر شريان الحياة التجارية، ومن ثم فإن دوله تتحكم في طريق التجارة العالمي، خاصة تجارة النفط القادمة من دول الخليج، والمتوجهة إلى أوربا، والولايات المتحدة. كما أنها تُعد ممرا مهما لأي تحركات عسكرية، قادمة من أوربا، أو الولايات المتحدة، في اتجاه منطقة الخليج العربي، ولا تقتصر أهمية القرن الإفريقي على اعتبارات الموقع فحسب، وإنما تتعدا للموارد الطبيعية، خاصة النفط والأراضي الزراعية الخصبة والثروة الحيوانية الهائلة التي يتمتع بها أهل أرض الصومال.
النظام السياسي في أرض الصومال
أقرّ سكان ارض الصومال في 31 أيار/مايو 2001م أول دستور مكتوب للجمهورية المعلنة عنها من طرف واحد عبر استفتاء عام بنسبة 97 بالمئة من المقترعين. وينص الدستور على انتخاب رئيس الجمهورية ونائبه معا في انتخابات عامة على أساس الأكثرية العددية للقواعد الانتخابية لنظام اللائحة الحزبية.
أما السلطة التشريعية فتتألف من مجلسين تشريعيين؛ هما مجلس النواب ومجلس الشيوخ. وينص الدستور على انتخاب أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 82 عضوا في انتخابات عامة حرة؛ وذلك لولاية مدتها خمس سنوات. ولا يحدد الدستور الطريقة التي ينتخب بها أعضاء مجلس الشيوخ. ومدة ولاية مجلس الشيوخ 6 سنوات. ويعتمد أرض الصومال على نظام التعددية الحزبية، لكنه لا يمكن وجود أكثر من ثلاثة أحزاب سياسية في آن واحد وفقا للدستور.
الأحزاب السياسية في أرض الصومال
بناء على دستور أرض الصومال الذي ينص على أن لا يتجاز عدد الأحزاب المعترف بها شرعيا ثلاثة، يتواجد في أرض الصومال ثلاث أحزاب سياسية في عام 2018، وهي:
حزب كلمية:
هو أحد الأحزاب السياسية الثلاثة العاملة في أرض الصومال والمتعرف بها رسميا حسب الدستور. وتأسس حزب كلميه في شهر مايو عام 2002، ويترأسه رئيس أرض الصومال الحالي موسى بيحي. يذكر أن حزب كلمية هو الحزب الحاكم في أرض الصومال.
حزب وطني:
هو أحد الأحزاب السياسية الثلاثة الرسمية في أرض الصومال، وتأسس في عام 2012 على يد مجموعة من السياسيين يتزعمهم عبد الرحمن محدي عبد الله المشهور بلقب عرو؛ الذي شغل منصب رئيس مجلس نواب أرض الصومال، وشارك في السباق الرئاسي في أرض الصومال في انتخابات عام 2017.
حزب العدالة والرعاية:
يعتبر حزب العدالة والرعاية المعروف اختصارا بـ(UCID) أحد الأحزاب الثلاثة التي ينصها دستور نظام أرض الصومال، وقد بدأ تكوين الحزب وتأسيسه شهر أغسطس/آب من عام 2001م ومر على مراحل عدة منذ تأسيسه، وفي شهر سبتمبر عام 2002م دخل الحزب للوهلة الأولى في معركة حاسمة مع أحزاب كثيرة، ينافس كل حزب للحصول على شرعية من الدستور، وليصبح واحدا من الأحزاب الثلاثة المسموحة شرعا؛ ولتحقيق هذا الهدف وغيره من أهداف الحزب لم يأل جهدا وفاز على الهدف الأول، وكان ذلك في الانتخابات البلدية التي أقيمت في حينها. ويترأس هذا الحزب السياسي فيصل علي ورابي.
الاقتصاد
تملك أرض الصومال موارد حيوية تدر دخلا على الإدارة ومن أهمها ميناء بربرة الاستراتيجي. وقد تم بناؤه في عام 1969، ولا يزال الميناء المركز التجاري الأكبر لأرض الصومال. ويشكل ميناء بربرة العمود الفقري لإقتصاد جمهورية أرض الصومال المعلنة من جانب واحد. ومن أهم الموارد الحيوية في أرض الصومال كذلك مطار عغال الدولي.
وتملك أرض الصومال ثروة حيوانية قدرت سنة 2014م بعشرين مليونًا وأربعمائة وثمانية وأربعين ألف رأس، توزّعت على أربعمائة وتسعة عشر ألف رأس بقر ومليون وسبعمائة وتسعة وثلاثين ألف رأس إبل وتسعة ملايين وثمانية وثمانين ألف رأس ماعز وتسعة ملايين ومائتي ألف وألفين رأس ضأن. وقدر قطاع الرعي وتصدير الماشية وأنشطة الإنتاج الحيواني بما قيمته أربع مليارات وستة وعشرين مليونًا وأربعمائة ألف دولار أمريكي، وساهم في الدخل الوطني بنسبة 28,40%. ويبلغ عدد مزارع الألبان ستة وأربعين مزرعة، في حين تراجع أعداد المداجن من 43 سنة 2013 إلى 30 مدجنة فقط سنة 2014، في حين أن مزارع تسمين المواشي تبلغ أربع مزارع حسب إحصاء ذات السنة.
أما القطاع الزراعي فيساهم في اقتصاد أرض الصومال حسب تقديرات سنة 2012م بنسبة 11,40% من الدخل الوطني بما قيمته مائة وواحد وثمانين مليونًا وثلاثمائة ألف دولار أمريكي، مقدرة قيمته الإجمالية بـمليار وأربعمائة وأربعة وخمسين مليون وأربعمائة دولار أمريكي، وتعتمد الزراعة على الأمطار، وتشغل حقول “الذرة البيضاء /Sorghum” سبعين بالمائة من حقول الزراعة البعلية للحبوب، في حين تشغل الذرة خمسة وعشرين بالمائة، أما بقية الحقول فيقتسمها الشعير والفول السوداني والبقوليات و“الدُّخن/Millet”، وقد بلغت مساحة الأرض المزروعة ثمانية وأربعين ألف ومائتي هكتار وأنتجت من الحبوب أربعة وخمسين ألفًا ومائتين وسبعة أطنان، تشكّل الذرة البيضاء منها نسبة 80,7%، في حين شكلت الذرة منها 19,3%، وقد ارتفع إنتاج الهكتار من الحبوب رغم اعتماده في المجمل على الأمطار سنة 2014م وبلغ بالمتوسّط 5,20 طنًا/هكتار للذرة، و12,10 طنًا/هكتار للذرة البيضاء.
أهم المدن
من أهم المدن في أرض الصومال:
مدينة هرغيسا:
هي عاصمة جمهورية أرض الصومال المعلنة من جانب واحد وغير المعترف بها دوليا، وهي أكبر مدينة في أرض الصومال، وكانت جزءا من سلطنة عدل. أصبحت المدينة في وقت لاحق عاصمة محمية الصومال البريطانية في عام 1941. وفي عام 1960، حصلت المحمية على استقلالها واتحدت كما هو مقرر في أيام لاحقة مع إقليم الصومال الإيطالي لتشكيل جمهورية الصومال في 1 يوليو( ).
وذكر الدكتور حسن البصري في مقال له أن تأسيس مدينة هرغيسا يعود إلى شيخ صوفي، اسمه الشيخ مدر، وقال: كان أول من سكن مدينة هرجيسا القطب الجليل أحد قادة الطرق الصوفية في الصومال وهو الشيخ مدر ، والذي قال “لرفقائه وقت نزوله المدينة يجب ان نتوكل علي الله ونعيش في هذه الأرض القالحة المهجورة الملتفة بالغابات ليختار الله بنا ان نسكن فيها” مشيرا إلى أن قدوم الشيخ مدر الي مدينة هرجيسا كان في عام 1860
مدينة بربرة
بربرة هي مدينة تقع شمال غرب الصومال. وكانت لعدة قرون عاصمة لأرض الصومال وأيضًا العاصمة الاستعمارية للصومال البريطانية من عام 1870 حتى 1941. وبعدها أصبحت هرجيسا هي العاصمة. وتقع بربرة في موقع إستراتيجي على طريق النفط. وتمتلك أيضاً ميناء بحريا عميقا انتهى بناؤه في عام 1969، والذي ما زال المركز التجاري الأكبر لأرض الصومال. ويعد أهم مصدر للدخل لأرض الصومال. يذكرة أن بربرة من أقدم المدن الصومالية، وذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان، وقال: هذه بلاد أخرى بين بلاد الحبش والزنج واليمن على ساحل بحر اليمن وبحر الزنج.
مدينة زيلع
مدينة صومالية تقع في الشمال الغربي على ساحل خليج عدن المقابل لدولة جيبوتي. وقد مر على المدينة الرحالة ابن بطوطة والمقريزي وغيرهم. وكانت مركز سلطنة إيفات. لا يعرف تحديداً تاريخ إنشاءها، فقد ذُكر عام 891م في كتاب البلدان للمسعودي أهميتها التجارية وأنّها كانت مركزًا لتجارة العبيد والبخور والمر والذهب والفضة والجمال وغيرها من البضائع. وكانت زيلع بوابة للإسلام في القرن الأفريقي وشرق أفريقيا. يقال أنّ فيها آثار أول مسجد بني في قارة أفريقيا (في العهد النبوي) وهو ذو قبلتين إحداهما متجهة إلى القدس الشريف والأخرى باتجاه مكة المكرمة. أنجبت المدينة الكثير من العلماء ومنهم الشيخ عبد الله الزيلعي صاحب نصب الراية لأحاديث الهداية والشيخ عبد الرحمن الزيلعي العلامة والداهية وسيبويه عصره. وكان لعلماء زيلع دور رائع في بناء الحضارة الإسلامية. كانت زيلع عاصمة سلطنة عدل التي بدأت في الظهور أوائل القرن العاشر الميلادي و كانت مركزا هاما لنشر الإسلام و حرب النصارى الأحباش، وأصبحت هذه الأمارة أكثر قوة في القرن الرابع عشر الميلادي.