سفير الصومال في أبوظبي: التاريخ يسجل بأحرف من نور مواقف الإمارات
الصومال الجديد
آخر تحديث: 22/04/2017
أبوظبي – قال عبد القادر شيخي محمد الحاتمي، السفير الصومالي لدى دولة الإمارات: “إن التاريخ يسجل بأحرف من نور مواقف دولة الإمارات المشرفة تجاه بلاده”، مضيفا في حوار مع صحيفة “الاتحاد”، عشية انطلاق أضخم حملة بث تلفزيوني موحد لجمع التبرعات عبر التلفزيون الإماراتي لدعم حملة “لأجلك يا صومال”: “إن هذه الحملة تجيء في إطار المبادرات الإنسانية والمواقف الأخوية للإمارات، وبتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله”.
أضاف أن دعم القيادة الرشيدة في الإمارات لبلاده أتاح لها الوقوف من جديد والانطلاق على المسار الصحيح لاستعادة الدولة وفرض سلطتها علي مختلف مناطق البلاد، بعد سنوات من الحرب والفرقة ودحر الإرهاب، مثمناً جهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وما أكده خلال استقباله مؤخراً في أبوظبي الرئيس الصومالي الجديد محمد عبد الله فرماجو، بأن “دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ستستمر في دعم الأشقاء في الصومال، ومساعدته في بناء مؤسساته الوطنية لدعم الأمن والاستقرار والتنمية، وتحقيق طموحاته وتطلعاته”، مجدداً “التزام دولة الإمارات العربية المتحدة العلاقة التاريخية مع الشعب الصومالي، ودعمها جهود الرئيس فرماجو لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية”.
وتابع السفير الصومالي: “إن العلاقات التاريخية بين الصومال والإمارات ضاربة الجذور في التاريخ، حيث كانت موانئ الصومال محطات للتواصل مع الأشقاء في منطقة الخليج والجزيرة العربية”، مضيفاً: “إن هذه العلاقات اكتسبت زخماً، وحظيت بدعائم ولبنات قوية في عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي كانت له زيارة تاريخية للصومال في سبعينيات القرن الماضي، كما كان أول قائد عربي دعا لإنقاذ الصومال قبل أن ينزلق نحو الحرب الأهلية، وهذا النهج الذي رسمه القائد المؤسس زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، تترسمه قيادة الإمارات، وعلى رأسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات”.
وأعرب الحاتمي عن إدانة واستنكار بلاده الشديدين للمحاولة الإرهابية الدنيئة التي استهدفت إحدى قوافل الهلال الأحمر الإماراتي في الصومال. وقال: “إن الحادث يكشف خسة ودناءة الإرهاب الذي يستهدف حتي رسل الإنسانية من أشقائنا متطوعي الهلال الأحمر الإماراتي الذين جاؤوا إلى بلادنا لتضميد جراحها، ورسم الابتسامة على وجوه أبرياء أنهكتهم الحروب ونكبات الدهر”، مضيفاً: “إن تلك المحاولة الإرهابية الآثمة تعبر عن لحظات اليأس، والإحباط الذي يعيشه فلول الإرهابيين، بعد أن نجحت الدولة الصومالية في القضاء عليهم بدعم من الأشقاء، وفي مقدمتهم دولة الإمارات العربية المتحدة التي شملت مواقفها الداعمة مختلف مناحي الحياة، وبالأخص الجوانب التنموية لبناء الدولة والمجتمع من جديد، بعد أكثر من عقدين من الحرب الأهلية التي دمرت مقدرات البلاد، وجعلتها تبدأ من الصفر”.
وواصل: “إننا واثقون من أن هذا العمل الإرهابي الجبان لن يثني أشقاءنا في الإمارات من الاستمرار في تقديم العون والمساعدة، وحسب ما أكد الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، فالإرهاب و الإرهابيون لا يمتون بصلة للصومال وشعبه العربي المسلم وما عرف عنه من تمسك بوسطية العقيدة السمحاء، وروح التسامح التي جبل عليها، ورفضه ولفظه للتطرف والتشدد”.
وأوضح أن حملة “لأجلك يا صومال”، هي مناسبة للتعبير عن الشكر والامتنان للهيئات والجمعيات الخيرية الإماراتية، وفي مقدمتها هيئة الهلال الأحمر التي كانت من أوائل الهيئات والجمعيات الخيرية والإنسانية الموجودة على الساحة الصومالية منذ وقت مبكر. وقد بلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها للصومال منذ العام 1995 وحتى نهاية العام الماضي 2016 أكثر من 277 مليون درهم”.
وأشار إلى أن المساعدات الإماراتية لبلاده لم تقتصر على مجال من دون آخر، بل شملت كل المجالات والميادين الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية، ودعم جهود الدولة الصومالية لاستعادة سيطرتها علي مناطق البلاد من فلول الإرهاب المدحور، ونشر الأمن والاستقرار في ربوع البلاد. مضيفاً: “إن مستشفى الشيخ زايد في العاصمة مقديشو، والذي يديره أطباء إماراتيون، ويقدم خدماته لجميع فئات الشعب الصومالي، من عمليات وعلاج ودواء مجاناً، يعد أيقونة للعمل الإنساني والخيري في بلاده”.
أضاف أن “هذه الحملة تجيء في وقت حرج ودقيق بالنسبة لآلاف المواطنين الصوماليين المتأثرين والمتضررين من الجفاف الذي ضرب مختلف مناطق الصومال من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، وهي نتاج شح الأمطار التي يعتمد عليها الصوماليون بصورة كاملة، ومن جراء ظواهر التغير المناخي والاحتباس الحراري التي أثرت في كميات ومستويات هطول الأمطار لدرجة الندرة، وقد أدى الجفاف إلى نزوح مئات الآلاف من مناطقهم في اتجاه العاصمة وعواصم الأقاليم بعد جفاف الأرض و الزرع والضرع بصورة مثلت ضغطاً شديداً علي المدن، وهي تعاني أساساً من ضعف الموارد و الإمكانات”.
وحسب تقديرات المنظمات الإنسانية الدولية فإن عدد المتضررين يصل إلى ثلث العدد الإجمالي لسكان البلاد، البالغ عددهم 12 مليون نسمة، مع ارتفاع الوفيات الناجمة عن المجاعة لتبلغ 300 حالة وفاة خلال اليومين الماضيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين.
وقال السفير الصومالي: “إن تكرار ظهور المجاعة بسبب ظواهر التصحر والجفاف يتطلب من الأشقاء والأصدقاء العمل معنا لمواجهتها بالمساعدة على إعادة تأهيل الأحواض التي كانت تستخدم لتجميع مياه الأمطار، وتضررت بشكل كبير للغاية من جراء سنوات الحرب والإهمال، وقد كانت تلك الأحواض تحتجز ملايين المليمترات المكعبة، وإعادة تأهيل هذه الأحواض سيتيح الاستفادة منها ومن المياه التي تحتجزها خلال مواسم الجفاف”.
وجدد الحاتمي في ختام اللقاء الشكر والامتنان للهيئات الإنسانية والخيرية الإماراتية، معرباً عن أمله في تفاعل الجميع من مواطنين ومقيمين وأهل الفضل والخير والإحسان مع حملة “لأجلك يا صومال”، للتخفيف من معاناة إخوة لهم في الصومال. منوهاً بأن المساعدات الإماراتية لبلاده تتميز بالحرص علي الاستدامة بتوفير برامج متكاملة للنهوض بالفئات الضعيفة والهشة في المجتمع، ممن تقطعت بهم السبل بعد نزوحهم من مناطقهم الأصلية، وتقوم بمساعدتهم لاستعادة حياتهم والعودة إلي مناطقهم لبدء حياتهم من جديد.
المصدر: بوابة العين