سبب استقالة مدير وكالة الاستخبارات الصومالية
الصومال الجديد
آخر تحديث: 14/10/2018
أعلن مدير وكالة الاستخبارات والأمن القومي حسين عثمان حسين أمس السبت رسميا استقالته من منصبه، وفقا لتغريدة نشرت في حساب الوكالة على تويتر؛ أكد فيها تقديم استقالته للرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو.
وعلى الرغم من أن التغريدة أشارت إلى أن حسين استقال من منصبه لأسباب شخصية؛ لكن قرار استقالته يأتي قبل نحو شهر من الانتخابات الرئاسية في ولاية جنوب غرب الصومال المقرر إجراؤها في شهر نوفمبر المقبل.
كان الكثير من المحللين يتوقعون سابقا استقالته من منصب مدير وكالة الاستخبارات والأمن القومي عند اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في ولاية جنوب غرب الصومال، ضمن خطة رامية إلى تفرد نائبه “فهد ياسين حاجي طاهر” بإدارة الوكالة.
ترجح التحليلات بأن حسين سيعلن لاحقا عن ترشحه لمنصب رئيس ولاية جنوب غرب الصومال كواحد من عدة مرشحين يعتقد أنهم مدعومون من قبل الحكومة الفيدرالية الصومالية في مسعى لتربع سياسي مقرب من القصر الرئاسي في مقديشو (فيلا صوماليا) على كرسي الرئاسة في ولاية جنوب غرب الصومال.
ويعتقد أن الهدف من دعم أكثر من مرشح في انتخابات ولاية جنوب غرب الصومال هو محاولة تشتيت أصوات النواب حسب الولاءات القبلية في الجولة الأولى من الانتخابات، ومن ثم محاولة تجميع أصوات النواب الناخبين المشتتة في الجولة الثانية من الانتخابات دعما للمرشح الأكثر فرصة والأوفر حظا من المرشحين المقربين من الرئاسة.
وتدل استقالة حسين من منصب مدير وكالة الاستخبارات والأمن القومي تمهيدا لاستعداده للسباق الرئاسي على أنه مدفوع من قبل الحكومة الفيدرالية -التي كما يعتقد – تبذل كل ما في وسعها وتحشد كل إمكانياتها المادية والمعنوية للحيلولة دون عودة الرئيس الحالي لولاية جنوب غرب الصومال شريف حسن شيخ آدم إلى كرسي الرئاسة، كجزء من مخطط سياسي يهدف إلى هزيمة رؤساء الولايات الإقليمية الحاليين من خلال دعم مرشحين مقربين من القصر الرئاسي في الانتخابات المرتقب إجراؤها في عدد من الولايات الإقليمية حيث تعتبر الانتخابات الرئاسية في جنوب غرب الصومال الاختبار الأول لمخطط الحكومة الفيدرالية.
يذكر أن شريف حسن شيخ آدم سياسي محنك ومؤثر على المشهد السياسي في البلاد بشكل عام، وهو رجل لا يستهان به ويعرف جيدا كيفية التعامل مع الأوضاع السياسية الشائكة وتفكيك الألغاز السياسية المعقدة، ومن الصعب – في نظر كثير من المراقبين – التغلب عليه بسهوله في الصراع السياسي في الانتخابات القادمة في الولاية، ويتوقع أن ذلك الصراع سيكلف الحكومة الصومالية الكثير رغم أن من الصعب التنبؤ بنتائج جهودها وما إذا كان مخططها ضد رؤساء الولايات الإقليمية سينجح أم سينتهي بالفشل.