زيادة التبادل التجاري بين مصر و"الكوميسا" يدعم العلاقات المصرية الإفريقية
صفاء عزب
آخر تحديث: 4/03/2020
القاهرة- تشهد العلاقة الإقتصادية بين مصر وتجمع دول الكوميسا انتعاشا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة وذلك مقارنة بفترات أخرى بعيدة، وهو ما تؤكده التقارير الرقمية الرسمية، حيث رصد أحدث تقرير للجهاز المركزي المصري للتعبئة والإحصاء تطور حجم الصادرات المصرية لدول الكوميسا خلال أكتوبر 2019، وذلك لأربعة دول هي “موريشيوس، جيبوتي، زيمبابوي، زامبيا” وكانت الزيادة الأكبر بين الدول الأربعة في الصادرات المصرية إلى موريشيوس وبلغت نحو 3.6 مليون دولار في أكتوبر الماضي مقابل 2.8 مليون دولار في نفس الشهر من العام الذي قبله، بفارق 800 ألف دولار. كما سجلت الإحصائيات حدوث زيادة في إجمالي الصادرات المصرية إلى دول الكوميسا “عدا دول حوض النيل”، وبلغت الصادرات المصرية نحو 9.8 مليون دولار خلال أكتوبر الماضي، مقارنة ب9.1 مليون دولار في نفس الشهر من عام 2018، منها صادرات بقيمة مليون ونصف دولار إلى زيمبابوي مقارنة ب 1.4 مليون دولار خلال نفس الشهر من العام الأسبق، كما سجلت صادرات مصر لزامبيا مليون دولار بانخفاض طفيف عن نفس الفترة من العام الأسبق، بينما ارتفعت الصادرات المصرية لباقي مجموعة الكوميسا إلى 1.7 مليون دولار في أكتوبر 2019، مقابل 1.2 مليون دولار في نفس الشهر من عام 2018.
جدير بالذكر أن تجمع الكوميسا أو اتفاقية السوق المشتركة لدول الشرق والجنوب الإفريقي يعد من أهم التجمعات الإقتصادية الكبرى في القارة الإفريقية وهو تجمع يهدف إلى إلغاء كافة القيود التجارية فيما بين الأعضاء تمهيدًا لإنشاء وحدة اقتصادية للمنطقة لتكون خلفًا لمنطقة التجارة التفضيلية التى بدأت فى عام 1981، وقد انضمت مصر إلى هذه الإتفاقية عام 1998.
تشير السجلات إلى حدوث ارتفاع متزايد في حجم التبادل التجاري بين الدول المنضمة لمنطقة التجارة الحرة للكوميسا، حيث بلغ 2.1 مليار دولار عام 2003 ثم ارتفع إلى 2.6 مليار في العام التالي قبل أن يحقق قفزة كبرى عام 2006 ويصل إلى 6.3 مليار دولار. وتتصدر كل من السلع البترولية والشعير والبن والشاي والسكر قائمة السلع التي يتم تبادلها بين دول المنطقة.
وتختلف قوة العلاقة التجارية بين مصر وأعضاء الكوميسا باختلاف الدول الأعضاء، حيث تعكس الأرقام تباينا في المؤشرات بالزيادة والنقصان في حجم التجارة البينية باختلاف الدول التي تتعامل معها مصر داخل منطقة الكوميسا، وعلى سبيل المثال شهدت العلاقات التجارية بين مصر وإثيوبيا تقدما ملحوظا خلال عام 2018 حيث كشف تقرير وحدة الكوميسا بجهاز التمثيل التجاري عن ارتفاع الصادرات المصرية إلى إثيوبيا لتسجل 169.8 مليون دولار خلال 2018، مقابل 118.1 مليون دولار خلال 2017، بزيادة 51.7 مليون دولار. كما ارتفعت أيضا الواردات المصرية من إثيوبيا لتسجل 10.1 مليون دولار خلال 2018، مقابل 6.5 مليون دولار عام 2017، وهو ما أسهم في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين ليسجل 179.9 مليون دولار خلال 2018، مقابل 124.56 في 2017 بنسبة زيادة 44.4%.
كما حقق الميزان التجاري بين مصر والجابون فائضا قيمته 3 مليون دولار خلال 2018، مقابل 12.9 مليون دولار خلال 2017، وارتفعت الصادرات المصرية للجابون من 13.06 مليون دولار عام 2017 إلى 13.6 مليون عام 2018. وصاحب ذلك ارتفاع في حجم الواردات المصرية من الجابون من 129 ألف دولار عام 2017 إلى 346 ألف دولار عام 2018. كما تحسنت العلاقات التجارية بين مصر وجيبوتي حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين من 37.99 مليون دولار خلال 2017 إلى 48.01 مليون دولار خلال 2018. صاحب ذلك ارتفاع الصادرات المصرية إلى جيبوتي من 33.99 مليون دولار خلال 2017 إلى 40.88 مليون دولار خلال 2018. كما ارتفعت أيضا الواردات المصرية من جيبوتي من 3.99 مليون دولار خلال 2017 إلى 7.13 مليون دولار خلال 2018.
وعلى الرغم أن مصر لم تستورد من مالي أي سلع خلال عام 2018 مقابل واردات بقيمة 200 ألف دولار عام 2017، إلا أن المؤشرات سجلت ارتفاعا في حجم التبادل التجاري بين البلدين من 10.8 مليون دولار خلال 2017، إلى 12.1 مليون دولار خلال 2018، وذلك بفضل ارتفاع الصادرات المصرية إلى مالي من 10.5 مليون دولار خلال 2017 إلى 12.1 مليون دولار خلال عام 2018 .
على جانب آخر تراجع حجم التبادل التجاري بين مصر ودول أخرى بالمجموعة منها توجو وأنجولا وموزمبيق. وتشير إدارة الدول والمنظمات الإفريقية ووحدة الكوميسا بجهاز التمثيل التجارى في أحدث تقاريرها إلى حدوث انخفاض في كل من الصادرات والواردات المصرية من وإلى موزمبيق فانخفضت الصادرات المصرية إليها من 8 مليون دولار خلال 2017 إلى 9.6 مليون دولار خلال عام 2018. كما انخفضت الواردات المصرية إلى موزمبيق من 6.2 مليون دولار خلال 2017، إلى 0.010 مليون دولار خلال 2018.
كما انخفضت الصادرات المصرية إلى أنجولا من 25.6 مليون دولار خلال 2017 إلى 19.9 مليون دولار خلال 2018 وانخفضت معها الواردات بنسبة كبيرة جدا.
وعلى الرغم من ارتفاع الواردات المصرية من توجو من 262 ألف دولار خلال 2017 إلى 2.41 مليون دولار خلال 2018، إلا أن التبادل التجاري بشكل عام شهد تراجعا كبيرا بسبب الإنخفاض الضخم الذي أصاب الصادرات المصرية إلى توجو حيث سجل 11.6 مليون دولار عام 2018 مقابل 62.1 مليون دولار خلال 2017.
رغم هذا التذبذب في حجم التبادل التجاري بين مصر وبعض دول الكوميسا، إلا أن الملاحظ هو حدوث ارتفاع عام في إجمالي التبادل التجاري بين مصر ومجموعة الكوميسا بشكل شامل، حيث كشفت تقارير رسمية حديثة عن زيادة حجم التبادل التجاري بين مصر ودول الكوميسا استنادا إلى مؤشرات الصادرات والواردات البينية خلال الفترات الأخيرة مقارنة بفترات ماضية. وأشارت الأرقام الخاصة بعام 2018 إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري بين مصر ودول تجمع الكوميسا إلى ملياري دولار و310 مليون دولار بزيادة قدرها 41% عن العام الأسبق الذي بلغ حجم التبادل التجاري فيه مليار و640 مليون دولار. وسجل الميزان التجاري عام 2018 فائضا لصالح مصر بنسبة 15.6% مقارنةً بعام 2017. وكان للصادرات المصرية لدول الكوميسا خلال تلك الفترة دور كبير في تعميق العلاقة التجارية بين الطرفين بما حققته من نمو كبير بلغ مليار و520 مليون دولار بنسبة زيادة 34.5%. كما ساهمت الواردات المصرية أيضا بنصيب كبير في زيادة حجم التجارة البينية مع دول الكوميسا، حيث ارتفعت من 505 مليون د ولار عام 2017 إلى 792 مليون دولار عام 2018 وذلك بنسبة زيادة قدرها 56.8%.
يأتي هذا التطور في العلاقات التجارية المصرية الإفريقية، في إطار حرص مصر على فتح آفاق التعاون التجاري بينها وبين دول الكوميسا منذ انضمت إليها وهو ما تؤكده الأرقام السنوية تباعا، وما تعكسه من اهتمام الحكومة المصرية الكبير بدعم وتوطيد علاقاتها الإفريقية التي تعتبرها من المحاور الأساسية في السياسة الخارجية المصرية الحالية، وفق رؤية استراتيجية شاملة لأجندة التنمية الإفريقية.