زعيم حزب هورسعد في حوار خاص مع الصومال الجديد
الصومال الجديد
آخر تحديث: 22/09/2020
أجرت مؤسسة الصومال الجديد للإعلام والبحوث والتنمية حوارا خاصا حول الوضعين السياسي والأمني ومسألة الانتخابات في الصومال مع السياسي البارز شريف حسن شيخ آدم رئيس ولاية جنوب الغرب السابق، كما تولى سابقا منصب رئيس مجلس الشعب للبرلمان الفيدرالي ووزير المالية بالحكومة الفيدرارلية. وفيما يلي نص الحوار
الصومال الجديد: في البداية، كيف تقيم الوضعين الأمني والسياسي في الصومال؟
زعيم حزب هروسعد: في الحقيقة، هناك مشاكل أمنية في البلاد، منها على سبيل المثال انغلاق الطرق في العاصمة، والحواجز التي يضعها أعداء السلام في كل مكان. الحكومة وبعثة الاتحاد الإفريقي تبذلان جهودا، ومع ذلك فما زالت هناك مشاكل كثيرة قائمة. لا يمكن الوصول إلى أقرب المدن من العاصمة مقديشو مثل أفجوي وبلعد، كما أن من يسوق سيارة داخل العاصمة يعاني من كثرة حواجز الطرق. الوضع الأمني في الصومال سيء. أما الجانب السياسي فإن الصومال تبنى في الفترة الماضية النظام الديمقراطي، وإجراء انتخابات في نهاية كل أربع سنوات بشكل سلمي. كان من الأفضل إجراء انتخابات عامة يدلي فيها المواطنون بأصواتهم مباشرة ليسلموا السلطة من يثقون به في إدارة شؤونهم، ولكن الظروف القائمة من بينها المشاكل الأمنية دفعت إلى إجراء الانتخابات في الفترات السابقة بناء على نماذج تم الاتفاق عليها. من الضروري أن تجرى الانتخابات القادمة وفقا لنموذج تتفق عليه الحكومة الفيدرالية والولايات وشيوخ العشائر ومنظمات المجتمع المدني وعلماء الدين والمثقفون نظرا إلى أن الوضع الأمني في البلاد حاليا أسوأ مما كان عليه في عام 2016. الشعب الصومالي يعتبر عدم إجراء الانتخابات مرة في كل أربع سنوات مشكلة.
الصومال الجديد: أنت سياسي له تأثير كبير، تولى مناصب مختلفة على المستويين الفيدرالي والإقليمي. كنت رئيسا لولاية جنوب الغرب، وأنت الآن زعيم حزب هروسعد، ما هي خطتك السياسية في المدى القريب؟
زعيم حزب هروسعد: كنا نأمل إجراء انتخابات ديمقراطية في البلاد بناء على نظام الأحزاب السياسية، وأن يسلم الشعب السلطة لمن يثق به في إدارة مصيره بواسطة انتخابات يدلي فيها المواطنون بأصواتهم. لكن يبدو أن ذلك غير ممكن الآن، إما لتقصير من قبل الحكومة أو عدم تمكنها من تحقيق ذلك. خطتنا هي إجراء انتخابات تتسم بالديمقراطية في البلاد وإعادة السلام وتطبيق النظام الفيدرالي الذي تم تبنيه.
الصومال الجديد: أنت نائب زعيم منتدى الأحزاب الوطني الذي يضم 6 من الأحزاب السياسية، ما هو الدور السياسي للمنتدى في مرحلة الانتقال السياسي ؟
زعيم حزب هروسعد: نحن دائما ندعو إلى الالتزام بالدستور والتداول السلمي للسلطة كما حدث في الفترات السابقة، وإجراء انتخابات متفق عليها، ويثق الجميع بأنهم سيحصلون فيها على حقوقهم، وأنها ليست معدة لصالح طرف معين. على سبيل المثال، الانتخابات التي جرت في عهد الرئيس الأسبق شريف شيخ أحمد كان هو والمرشحون الآخرون سواء في تكافؤ الفرص، وفاز بها مرشح غيره، وكذلك الرئيس السابق حسن شيخ محمود أعد انتخابات تم الاتفاق عليها، وفاز بها مرشح غيره. نحن –كمنتدى الأحزاب الوطني- نعمل الآن على إجراء انتخابات متفق عليها تعطي فرصة لكل صومالي.
الصومال الجديد: كانت هناك خطة لتقديم المنتدى مرشحا واحدا في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ما مصير هذه الخطة ؟
زعيم حزب هروسعد: كنا نريد إجراء الانتخابات على نظام الأحزاب، وأن يتحول المنتدى إلى حزب واحد، وأن يكون له مرشح واحد، لكن لا يبدو ذلك الآن.
الصومال الجديد: تم مؤخرا إبرام اتفاق بشأن الانتخابات بين رئيس الجمهورية ورؤساء الولايات، ورحب به المنتدى، هل هناك قلق يساور المنتدى أو الأحزاب السياسية من عدم تنفيذ الاتفاق على الشكل المطلوب؟
زعيم حزب هروسعد: لم يعجبني التخلي عن نظام الأحزاب في الانتخابات، ولكن بعد حدوث هذا الأمر ندعو إلى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه. المسئولية الآن تقع على عاتق رئيس الجمهورية ورؤساء الولايات والحكومة الفيدرالية والبرلمان الفيدرالي. بصراحة لدينا مخاوف من عدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
الصومال الجديد: نصت الاتفاقية الخاصة بالانتخابات على طرحها إلى البرلمان للمصادقة عليها، فما هي الخطوة التي يتوقع أن يتخذها البرلمان حيال تلك الاتفاقية ؟ هل يمكن أن يرفضها ؟
زعيم حزب هروسعد: لا أريد أن استبق تصويت البرلمان على الاتفاقية، لكن اعتقد أن نواب البرلمان يشعرون بالمسؤولية، وأرى أنهم لن يقوموا بما يعيد البلاد إلى الوراء. أرجو أن يوافقوا على الذهاب إلى الانتخابات.
الصومال الجديد: أنت تنحدر من ولاية جنوب الغرب ومن السياسيين الأكثر تأثيرا فيها، هناك عرف سياسي منذ زمن بعيد عند تقاسم المناصب، وهو أن يكون منصب رئيس مجلس الشعب من نصيب السياسيين من ولاية جنوب الغرب، كيف ترى هذا العرف السياسي؟
زعيم حزب هروسعد: أنا ضد ذلك العرف، صحيح أن منصب رئيس مجلس الشعب منصب رفيع، لكن أن يقال هذا المنصب للقبيلة الفلانية هو إساءة إلى المنصب نفسه وإلى الدولة؛ لذا فإنني أرى أن يكون منصب رئيس مجلس الشعب منصبا يتنافس فيه جميع الصوماليين، وإلا فإن المنصب يفتقد الهيبة، ويؤدي ذلك إلى أن تقتنع بعض القبائل بأنه لا يحق لساستها أن يتولوا رئاسة الجمهورية مع أن حقوق الصوماليين متساوية؛ لذا اعتقد أن هذه القضية من العقبات أمام بناء الدولة الصومالية. تنافس الجميع على رئاسة الجمهورية يصب في صالحنا وصالح جميع الصوماليين، وينبغي أن نحصل كسياسيين من ولاية جنوب الغرب على رئاسة الجمهورية أحيانا و رئاسة الحكومة أحيانا أو حتى نخسر في بعض الأحيان.
الصومال الجديد: كما تعلم تم مؤخرا تعيين رئيس ورزاء جديد رغم بقاء وقت قليل من ولاية المؤسسات الدستورية على المستوى الفيدرالي، هل تعتقد أن الحكومة الجديدة لديها من الوقت ما يمكنها من إدارة واجباتها خصوصا الانتقال السياسي وإجراء الانتخابات؟
زعيم حزب هروسعد: كان من الخطأ إبعاد رئيس الوزراء السابق في هذا الوقت، لكن بعد عزله بواسطة مجلس الشعب أو استقالته أرى أنه من الضروري تعيين رئيس وزراء جديد يقوم بأعمال الحكومة في المدة المتبقية لها من ولايتها، ليس شرطا أن يحصل على وقت طويل.
الصومال الجديد: البلاد مقبلة على الانتخابات، ويتساءل كثيرون هل شريف حسن شيخ آدم مرشح للسباق الرئاسي ؟ ماذ تقول للرد على هذا التساؤل؟
زعيم حزب هروسعد: بإذن الله الكريم أريد أن أترشح للانتخابات الرئاسية.
الصومال الجديد: إذا ترشحت لرئاسة الجمهورية وفزت بها، ما هو البرنامج الذي تريد تنفيذه في البلاد؟
زعيم حزب هروسعد: من السابق لأوانه الإجابة على هذا السؤال لكن اعتقد أننى أتمتع بالخبرة في القضايا الصومالية وأتفهم المشاكل التي واجهت الحكومات السابقة. وأومن كذلك بأنني قادر على تغيير أوضاع البلاد إذا أصبحت رئيسا، وسوف أعلن عن برنامجي عند الترشح.
الصومال الجديد: من المشاكل المتكررة الخلافات بين الحكومة الفيدرالية والولايات الإقليمية كيف ترى هذا؟
زعيم حزب هروسعد: أعتقد أنه لا توجد مصالحة بين الصوماليين. إذا فزت بالرئاسة فإني سأعمل على إيجاد صلح بين الصوماليين. الصومال في حاجة إلى المصالحة. الصومال في حاجة إلى إعادة تحرير. الصومال في حاجة إلى إعادة الإعمار.