رسائل خطاب منسق الشؤون السياسية للبعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إلى الصوماليين
الصومال الجديد
آخر تحديث: 26/02/2020
في اجتماع 24/فبراير/2020م لمجلس الأمن الدولي بشأن الصومال، ألقى رودني هانتر منسق الشؤون السياسية للبعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة خطابا حول الأوضاع المستجدّة في الصومال، وكان يحمل هذا الخطاب رسائل سياسية ودبلوماسية إلى الحكومة الصومالية وشركائها السياسيين في الصومال.
واستنكر السيد هانتر في خطابه هذا، نقل وحدات من الجيش الصومالي إلى إقليم غيذو في ولاية جوبالاند جنوب الصومال، مشيرا إلى أن ذلك يمثل أمرا غير مقبول لكونه خارج خارطة طريق الجيش الصومالي، ولأنّه يبدّد طاقات الجيش الصومالي والموارد المالية المخصصة له، ويصرفها في غير موضعها الصحيح الذي هو مكافحة حركة الشباب والقضاء عليها.
ودعا السيد هانتر الرئيس الصومالي السيد محمد عبدالله فرماجو إلى إيقاف عمليات نقل الجيش الصومالي إلى غيذو، وبدلا من ذلك طالبه بإنهاء خلافاته مع إدارة جوبالاند بالحوار والمفاوضات مع رئيس الولاية السيد أحمد مذوبي.
وفيما يتعلّق بالانتخابات العامة المقبلة حثّ هانتر الحكومة المركزية والولايات الفيدرالية على الاتفاق على نموذج عملي لإجراء انتخابات سلمية وشاملة وذات مصداقية في الوقت نفسه، مشيرا إلى أن الانتخابات الأخيرة التي شهدتها بعض الولايات الفيدرالية مثل: جنوب غرب الصومال، جوبالاند، وغلمذغ كان لها بعض العيوب التي تمس نزاهتها ومصداقيتها، كما ثمّن في الوقت نفسه امتناع بعض المرشحين عن العنف وإظهار التزامهم بعمليات المصالحة السلمية.
هذا الخطاب الّذي ألقاه هانتر أمام مجلس الأمن الدولي كان يبعث رسائل سياسية ودبلوماسية تبرز بوضوح موقف الولايات المتحدة من الأحداث السياسية في الصومال، ومن أهم هذه الرسائل:
-الاعتراف برئاسة أحمد مذوبي على ولاية جوبالاند: منذ 22/أغسطس/2019م، كانت الحكومة الفيدرالية تردّد عدم اعترافها بقيادة أحمد مذوبي لولاية جوبالاند عقب انتخابه من جديد في انتخابات 22/أغسطس/2019م، والتي لم تعترف الحكومة الفيدرالية بها وبنتائجها. ورغم أن السيد هانتر لم يعلن صراحة اعتراف الولايات المتحدة برئيس ولاية جوبالاند إلاّ أنه يفهم من خطابه بعتراف الولايات المتحدة بالسيد أحمد مذوبي رئيسا لجوبالاند، إذ إن السيد هانتر دعا الرئيس محمد فرماجو إلى فتح باب الحوار مع رئيس ولاية جوبالاند السيد أحمد محمد مذوبي، ولو لم يكن معترفا برئاسته على جوبالاند لما طالب رئيس الجمهورية بإجراء مفاوضات معه.
-الطعن في العمليات الانتخابية التي رعتها الحكومة الفيدرالية: جاء في خطابه أمام مجلس الأمن أنه كانت هناك عيوب في انتخابات ولاية جنوب غرب الصومال أواخر 2018م، وانتخابات ولاية غلمذغ أوائل 2020م، وكلتاهما أدارتهما الحكومة الفيدرالية، مما يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية تطعن في شفافية ونزاهة معالجة الحكومة الفيدرالية لإدارة العمليات الانتخابية التي شهدتها هاتان الولايتان، والتي فاز برئاستها موالون لها، وبالمقابل، أشار هانتر إلى أن انتخابات جوبالاند التي نظمتها إدارة جوبالاند في أغسطس 2019م هي الأخرى كان لها عيوب ديمقراطية حيث فاز فيها السيد أحمد مذوبي الّذي تتهمه الحكومة الفيدرالية ومرشحون عرفوا بمجلس التغيير المعارض لأحمد مذوبي باختطاف العملية الانتخابية في جوبالاند.
-إجراء الانتخابات العامة في موعدها المحدد دون تأجيل أو إلغاء أو تمديد الفترة للحكومة الحالية: من الرسائل التي يمكن استنباطها من خطاب رودني هانتر، أن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترحب – على الأقل- بتمديد فترة الحكم للقادة الحاليين، كما أنها لا توصي بتأجيل الانتخابات عن موعدها المحدد في أوائل عام 2021م، مما يعني أن الولايات المتحدة تخاطب دبلوماسيا القادة الحاليين وتلوح لهم بأنها لن تتعاون معهم إذا حاولوا تمديد فترة حكمهم دون إجراء انتخابات عامة وفق نموذج عملي متفق عليه بين الحكومة الفيدرالية وشركائها السياسيين من الولايات الفيدرالية وقوى الأحزاب السياسية المعارضة.