رجل المرحلة القادمة بالصومال(1/2)
عبد الله الفاتح
آخر تحديث: 8/05/2022
بقلم/ عبد الله الفاتح
كاتب صومالي متخصص بالشأن الإفريقي
بادئ ذي بدء قبل الحديث عن رجل المرحلة القادمة بالصومال، لا بد لنا من التأكيد أن السياسة تكون فعلا لعبة قذرة–كما قاله السياسي والكاتب البريطاني المخضرم ونستون تشرشل – وذلك عندما يعلم السياسي أنه يقف موقف الخطأ من المعادلة ويخدع أهله وشعبه ويحاول إقناعهم بعكس ما يعتقده، وهذا ما ينطبق على الرئيس المنتهية ولايته – كرها لا طوعا – محمد عبد الله فرماجو، الذي لم يكن يوما صادقا بوعوده، منذ أن تفرد بالحكم بعد أن حول أجهزة الدولة ومؤسساتها الدستورية إلى أدوات خاصة به يستخدمها كيفما يشاء ووفقا لرغبات سيّده فهد ياسين حاج طاهر.
كما اعتمد على منطق الاستخفاف بالمواطن والتعامل معه وكأنه ساذج أو معاق ذهنيا، وهذا ما نلاحظه في معظم خطاباته السياسية الموجهة لعامة الشعب حيث يستخدم حججا ضحلة وسطحية.
والأخطر من هذا أن فرماجو ومنذ دخوله المعترك السياسي قد دأب على استخدام الدجل والخداع السياسي بشكل جنوني وغير عقلاني، وذلك لتكريس حكم الفرد الواحد واستنساخ تجربة المعلم الأكبر للدكتاتورية في إفريقيا الطاغية إسياس أفورقي.
ولكن ما يثير للعجب والحيرة أن بعض السذج والبلهاء ما زالوا حتى الآن يصدقون تلك الوعود الفارغة بفعل التضليل الإعلامي الذي يمارسه (مارينز فرماجو) المسمى زورا وبهتانا (Nabad & Nolol) لتزييف الوعي الجمعي للأمة.
وعلى الرغم من أن كافة المعطيات والمؤشرات تؤكد أن فرماجو قد انتهى سياسيا ويوشك على المغادرة إلى مزبلة التاريخ بعد أربع سنوات حسوما، إلا أن كثيرا من مانيز النظام ما زالوا في غيهم يعمهون، وهذا ليس غريبا لأنه حين تعمى البصيرة السياسية ويختل إدراك المرء بتقديره لحقائق الأمور يكون الخذلان والفشل نصيرا له اينما حل ورحل.