رئيس جهاز الامن والمخابرات الصومالية السابق يعرب عن مخاوفه من انهيار الدولة الصومالية
الصومال الجديد
آخر تحديث: 13/02/2020
مقديشو- وجه عبد الله محمد علي “سنبلوشي” رئيس جهاز المخابرات والأمن القومي السابق انتقادات شديدة إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية وقيادتها.
وأشار سنبلوشي في مقابلة مع تلفزوين “دلسن” المحلي إلى أن الحكومة الحالية كانت تعمل في السنوات الثلاث الماضية على خلق الفتن وإعادة البلاد إلى الوراء سياسيا وأمنيا واقتصاديا، وأضاف أن سياساتها أدت إلى انعدام الثقة بينها وبين الشعب الصومالي والولايات الإقليمية والمجتمع الدولي.
ووجه اتهامات خاصة إلى الرئيس محمد عبد الله فرماجو ورئيس جهاز المخابرات والأمن القومي الحالي فهد ياسين وحمّلهما مسئولية ما حدث.
وذكر سنبلوشي أن الحكومة حاولت تغيير كل شيء تم الاتفاق عليه بين الأطراف الصومالية بما في ذلك تشكيل الولايات الإقليمية وتأسيس القوات الوطنية وقوانين البلاد.
ولفت إلى أن الرئيس فرماجو يستلهم فلسفة الثورة للنظام الدكتاتوري البائد بقيادة محمد سياد بري ويعادي جميع القبائل التي ساهمت في الإطاحة بذلك النظام، وأعرب عن مخاوفه من انهيار الدولة الصومالية على يديه كما انهارت على يد الرئيس الراحل سياد بري.
وأضاف أن رئيس جهاز المخابرات والأمن القومي فهد ياسين الذي وصفه بمعلم الثورة الجديدة يؤمن بأن القرار بيده وأن الدولة كشركة يديرها وذكر أنه لا يقبل أي رأي مخالف ويعارض اتخاذ الصومال سياسة خارجية مستقلة عن دولة قطر، موضحا أنه يحاول إعادة الرئيس فرماجو إلى السلطة أو إبقاءه فيها، وأنه يرى أن يقوم لتحقيق ذلك بمعاملة سكان مقديشو بسياسة “فرق تسد” ومحاربتهم سياسيا واقتصاديا.
وأشار سنبلوشي أنه رفض عندما كان رئيسا لجهاز المخابرات أمرا باعتقال رئيس ولاية غلمدغ السابق أحمد دعالي حاف وسياسيين آخرين ينحدرون من مقديشو.
أوضح أنه يعتقد أن الحكومة الفيدرالية متورطة في شركات صرف العملات الأجنبية المعروفة بـ”فوركس” التي بدأت أعمالها في مقديشو كجزء من سياستها الرامية إلى ضرب اقتصاد سكان العاصمة، محذرا من حدوث كارثة اقتصادية في البلاد بسبب تلك الشركات.
وأشار إلى توقف العمليات العسكرية ضد حركة الشباب منذ صول النظام الصومالي الحالي إلى السلطة واتهمه بتدمير المؤسسات الأمنية بما فيها الشرطة والجيش والمخابرات، مضيفا أن حركة الشباب تحولت إلى دولة موازية لها أجهزتها الأمنية والقضائية وتفرض الضرائب على الناس.
وأبدى سنبلوشي استغرابه لإرسال الحكومة الصومالية قواتها إلى ولاية غلمدغ وإقليم غدو بولاية جوبالاند في الوقت الذي عجزت فيه عن حماية الشركة التي تقوم بصيانة الطريق الذي يربط العاصمة بمدينة “أفجوي”.
وألمح إلى ان الخلاف بينه وبين الحكومة الفيدرالية يرجع إلى فلسفته في الحكم، وذكر أنه يعتقد انه لا يمكن بناء دولة على أساس فكرة شخص أو مجموعة من الناس.
وأعاد أثناء المقابلة رؤيته المثيرة للجدل حول أحقية قبيلة الهوية برئاسة الجمهورية وبرر ذلك بأن معظم المشاكل الأمنية الآن في الأقاليم الجنوبية في الصومال التي تعتبر قبيلة الهوية رئيسية فيها، مشيرا إلى أنها هي القادرة على معالجة تلك المشاكل بالتعاون مع القبائل الأخرى كما أعادت القبائل الرئيسية في كل من أرض الصومال وبونتلاند الاستقرار إلى تلك المناطق، وألمح إلى أهمية عقد مؤتمر لتقرير مصير الهوية على غرار المؤتمر الذي دعا إليه رئيس بونتلاند سعيد عبد الله دني لتقرير مصير ولايته.
وأبدى سنبلوشي طموحه إلى الرئاسة في الانتخابات القادمة، مشيرا إلى أنه يجب على الحكومة القادمة أن تركز في هزيمة حركة الشباب وتوحيد الأقاليم الجنوبية وحسم قضية أرض الصومال وتحديد مقام العاصمة مقديشو.
وفي النهاية ذكر أنه سيغير سياسة الصومال بشكل جذري إذا فاز بالرئاسة في الانتخابات القادمة، وأوضح أنه سيبقي من مواد الدستور المادتين اللتين تنصان على استقلال البلاد وأن نظام الحكم فيها فيدرالي، مشيرا إلى أن جميع المواد الأخرى بما فيها استقلال أرض الصومال سيطرحها للنقاش، وذكر أن هزيمة حركة الشباب وتشكيل ولاية فيدرالية لإقليم بنادر سيكونان من أولوياته، وانتقد سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الصومال ووصف قانون الانتخابات الذي صادق عليه البرلمان الفيدرالي بأنه معقد يصعب تطبيقه لكنه أشار إلى أن المهم على كل حال انتخاب رئيس جديد للبلاد في فبراير 2021.