دلالات ونتائج زيارة الرئيـس الجيبوتي إلى الصيـن
عبد الله الفاتح
آخر تحديث: 25/11/2017
قـام الرئيـس الجيبـوتي إسماعيـل عمـر جيلـة خـلال الفتـرة ما بيـن الـ22 ـ 24 نوفمبـر الجاري، بزيـارة رسميـة إلى العاصمـة الصيـنية بكيـن، على رأس وفـد حكـومي رفيـع المستـوى يضـم وزير الخارجيـة والتعاون الدولي السيـد/ محمـود على يوسـف، وزير الرئاسـة المكلف بالاستثمـارات السيـد/ علي جيلـه أبو بكـر، وزير الصحـة الدكتـور جامـع علمي عكيـه، ورئيـس سلطـة الموانـئ والمناطـق الحـرة السيـد/ أبو بكـر عمـر حـدي، ومسـؤولون أخـرون.
وأقـام الرئيـس الصينـي جيـن بينـغ، بعـد طهـر الخميـس الـ23 نوفمبـر، مراسيـم استقبـال رسميـة للرئيـس الجيبـوتي والوفـد المرافق لـه، وذلك في سـاحة خـارج البوابـة الشـرقيـة لقـاعة الشعـب الكبـرى وسـط بكيـن.
كمـا أجـرى الرئيـس جيلـه لقـاءا مطـولاً مع نظيـره الصيـني جيـن بينـغ وكبـار المسـؤولييـن الصينييـن، بحـث فيها الجانبـان حـول سبـل تعـزيز العلاقـات الثنـائية وتطـوير التعـاون المشتـرك القائـم بيـن البـلدين، وقـد اتفق الجانبـان خـلال اللقـاء على تعـزيز أوجـه التعـاون المشتـركة من أجـل إقـامة شـراكة استـراتيجيـة شـاملة بيـن البـلدين.
وكـان الرئيـس الصينـي شـدد على أهميـة عـلاقات التعـاون القائمـة بيـن البـلدين، مؤكـداً أن الصيـن تولي اهتمـاماً كبيـراً لتنميـة هـذه العـلاقات في كافـة المجـالات.
ومن جانبـه أعـرب الرئيـس جيلـه عن رضـائه بتطـوير العـلاقات الثنـائية بيـن البـلدين، وقـد أشـار إلى أن الصيـن أعادت لجيبوتي الأمـل، مشيرا إلى أنها أحدثت تغييـرات كبيـرة في بـلاده خـلال ثلاثـ سنـوات فقط، وهـو ما لم تحققـه الدول الغـربية منـذ أكثـر من مئـة عام.
دلالات الزيارة ونتائجها:
جـاءت زيـارة الرئيـس إسمـاعيل عمـر جيلـة إلى الصيـن، تلبيـة لدعـوة رسميـة تلقـاها من نظيـره الصينـي جيـن بينـغ الرئيـس، بهـدف تطـوير العـلاقات والتعـاون المشتـرك القائـم بين البـلدين.
هـذا ويعـد الرئيـس جيلـة أول رئيـس إفريـقي يزور الصيـن منـذ تجديـد الثقـة للرئيـس الصيني وانتخـابه أمينـاً عامـاً للحـزب الشيـوعي في أكتـوبر المناضـي.
ونالـت هـذه الزيـارة حظـاً كبيـراً من الاهتمـام السيـاسي والإعـلامي من قبـل وسـائل الإعـلام المحليـة والصينيـة وحتـى الدوليـة، رغـم أنهـا ليـست أول زيـارة يقـوم بهـا الرئيـس جيلـه إلى الصيـن، بل سبـق له عـديد من الزيارات الممـاثلة خـلال السنـوات الأخيـرة.
وفيما اعتبـر السفيـر الجيبـوتي في بكيـن السيـد/ عبد الله عبـد الله ميجيـل، بأن الزيـارة تمثـل نقلـة نوعيـة في عـلاقات التعـاون الاستـراتيجي المتنـامي بيـن البـلدين، كمـا تشكـل فـرصـة سانحـة لبنـاء شـراكة اسـتراتيجية شـاملة في مختلـف مجالات التعـاون.
يـرى كثيـر من المراقبـين بأن الزيـارة لـ(هـذا التـوقيت) تحمـل دلالات عـديدة، تتجـاوز الأبعـاد السيـاسية والاقتصـادية إلى اعتبـارات أخـرى أمنيـة وعسكـرية، تمهـد الطـريق أمام الصيـن لتعـزيز وجـودها العسكـري من أجـل تحقيق الهيمنـة والنفـوذ في البـلاد، وبالتالي تعـديل موازيـن القـوة في منطقـة القـرن الإفريـقي لصـالحها.
يذكـر أن هـذه الزيـارة تأتي بعـد أيام قليلـة من التوقيـع على مـذكرة تفـاهم بيـن وزيـر الطـاقة والموارد الطبيعيـة الجيبـوتي يونـس علي جيـدي مع مدير شـركة (GCL- Poly) الصينيـة لبنـاء مصنـع لتسييـل الغاز الطبيـعي في جيبـوتي، وبتكلفـة تصـل إلى 4 مليـار دولار.
طبقـاً للبيـان الختمامي الذي أصـدره الرئيـسان عقـب اجتمـاع بكيـن في الـ23 نوفمبـر الجاري، يمكـن إيجـاز نتائـج الزيـارة كالتـالي:
• على مستـوى العـلاقات الجيبـوتية ـ الصينيـة، اتفـق الجانبـان رفـع مستـوى علاقات التعـاون بيـن البـلدين إلى شـراكة استـراتيجيـة شـاملة.
• التوقيـع على عدة اتفاقيـات تعاون تشمـل مجالات التعـاون الاقتصـادي والفنـي والزراعـي، ومجال الإسكـان والتكنوجيـا.
• الاتفاق على برنامج عمـل للإسـراع بتنفيـذ نتـائج قمـة جـوهانسبـرج.