دلالات فوز بيحي برئاسة صوماليلاند
الصومال الجديد
آخر تحديث: 27/11/2017
انتهت الانتخابات الرئاسية في صوماليلاند بفوز مرشح الحزب الحاكم موسى بيحي عبده، وقد شهدت الانتخابات منافسة توصف بأنها الأقوى من نوعها منذ إعلان الإقليم انفصاله عن باقي أقاليم جمهورية الصومال من طرف واحد في بداية تسعينيات القرن الماضي. وقد جرت منافسة شديدة بين مرشح حزب “وطني” عبد الرحمن عرو ومرشح حزب كلميه موسى بيحي.
وعلى الرغم من حدوث مناكفات سياسية رافقتها احتجاجات وأعمال شغب أدت الى مقتل مواطنين في بعض الأقاليم، وكذلك اتهام المرشح عرو لجنة الإنتخابات بالتزوير، إلا أنه بعد أربع ساعات من إعلان النتيجة الرسمية التي قبلها عبد الرحمن عرو على مضض عاد كل شيء إلى طبيعته، وأصبحت الأنظار متجهة في مرحلة ما بعد الانتخابات.
والسؤال الأهم الذي يطرح نفسه هنا ما هي دلالات فوز موسى بيحي؟ والإجابة عن هذا السؤوال هو ما سيتناوله هذا التقرير التحليلي الموجز.
في البداية لا بد من الإشارة إلى نقطة مهمة هنا، وهي أن بيحي ليس رجلا غريبا في البيئة السياسية في صوماليلاند، فقد كان جزءا من صانعي القرار السياسي في الإقليم حتي وهو في طور التشكل؛ حيث كان يشغل منصب وزير الداخلية في عهد الرئيس الأسبق محمد ابراهيم عقال، ولذلك كان الناخب في صوماليلاند على دارية تامة لمن يصوتونه عند الانتخابات، ثم إن هناك جملة من الحقائق والمعطيات كان يستوعبها الناخب في الإقليم، وهي التي أدت الى فوز بيحي على منافسه الأقوى عرو، ويمكن إشارة بعض تلك الحقائق والتي منها:
كون الرجل من قيادات الثورة في صوماليلاند الرامية إلى انفصال الإقليم ونيل حريته عن الحكومة العسكرية، فقد انضم بيحي إلى الجبهة الوطنية لتحرير الصومال في وقت مبكر، ثم أصبح وزيرا للداخلية في عهد الرئيس عقال؛ حيث عرف عنه إخلاصه للصوماليلاند.
الحقيقة الثانية هي التحالفات التي جرت بين بعض القبائل، خاصة وأن عامل الجغرفيا والجوار بين تلك القبائل أدى الى فوز بيحى؛ الذي ينحدر من عشير هبر أول التي لها تداخل مع عشائر سمرون القاطنة في شمال الإقليم؛ بحيث إن معظم الأصوات التي فاز بها بيحى من منطقتي أودل ومرودى جيح، بالإضافة إلى منطقتي سناغ والساحل.
يدل فوز بيحي في الانتخابات الرئاسية في الإقليم على استمرار النظام والسياسة السبابقة في الإقليم. ومن المحتمل أن يحقق الإقليم استقرارا داخليا، كما يتوقع أن يحقق تقدما في ملف المصالحة بين خاتمو وإدارة صوماليلاند. واذا ما تمكن من تهدئة جبهة سول وسناغ والتوصل الى تسوية سياسية مع القبائل القاطنة هناك، فإن احتمال تجدد المواجهات بين بنت لاند وصوماليلاند في تلك الأقاليم ستتضائل.
وفيما يخص بملف المفاوضات بين الحكومة الاتحادية وصوماليلاند فإنها قد تستأنف، بحيث إن المفاوضات بين الجانبين قد بدأت في ظل نظام حزب كلميه، لكنها قد لا تحقق ما يطمح اليها الرئيس فرماجو من التوصل الى تسوية سياسية شاملة؛ بحيث إن هذا الأمر يتطلب وقتا وجهدا ليس بمقدور الطرفين بذلهما في ظل الأوضاع الراهنة.
أما على صعيد العلاقات الخارجية فمن المتوقع أن تشهد علاقة صوماليلاند مع الدول العربية، خاصة الدول المؤثرة مثل الامارات والسعودية ومصر انفتاحا، وخاصة أن الرئس المنتخب أعلن عزمه على تقوية علاقة الإقليم مع الدول العربية السالفة الذكر، كما يتوقع أن تشهد علاقة صوماليلاند مع بعض الدول الأفريقية تقدما ملموسا، ويتوقع كذلك أن تشهد علاقة صوماليلاند بالمجموعة الأوروبية تحسنا ملحوظا، بحيث إن المجموعة الاوروبية أشادت بإجراء الانتخابات الرئاسية في الإقليم.
ويشار إلى أن صوماليلاند ستشهد في ظل رئاسة بيحي تطورا ملحوظا في مجال العلاقات الخارجية، إلا أنه من المستبعد أن تحصل على اعتراف دولي في ظل الوضع القائم في الصومال، ومن ثم لابد من التركيز على تطوير الإقليم وتنمية الحياة السياسية فيه، بدل الجري ورء الحصول على الاعتراف الذي دونه خرط القتاد.