دلالات زيارة رئيس وزراء إثيوبيا لجيبوتي
عبد الله الفاتح
آخر تحديث: 29/04/2018
جيبوتي – وصـل رئيـس الوزراء الإثيـوبي الدكتـور أبي أحمـد، يـوم أمس السبـت إلى العاصمـة جيبـوتي، وذلك في أول زيـارة خارجيـة له منـذ تسلمـه رئاسـة الحكـومة في مطلـع أبريـل الجـاري.
ويـرافق الدكتـور أحمـد في هـذه الزيـارة الرسميـة التي تستمـر لمـدة يوميـن وفـد حكـومي رفيـع المستـوى يضـم العـديد من أعضـاء الحكـومة الجـديدة وقيـادات الأجهـزة العسكـرية والأمنيـة ورؤسـاء الأقاليـم، بالإضـافة إلى زعمـاء وشيـوخ القبـائل وفي مقـدمتهـم “الأوغـاس مصطفي محمـود”ـ زعيـم قبيلـة العيـسى الصـومالية.
وقـد حظيـت زيـارة رئيـس الوزراء الإثيـوبي، بتـرحيب واسـع من قبـل الحكـومة الجيبـوتية، حيـث كـان في استقبـاله لـدى وصـوله إلى مطـار جيبـوتي الدولـي، الرئيـس الجيبـوتي إسمـاعيل عمـر غيلـه، وأعضـاء الحكـومة ومسـؤولون عسكـريون ومدنيوـن آخريـن، إلى جـانب أعضـاء السلك الـدبلوماسي المعتمـدين لدى جيبـوتي.
وعقـب انتهـاء مراسيـم الاستقبـال الرسميـة، عقـد الجانبـان جلسـة مباحثـات ثنائيـة في صـالة كبـار الشخصيـات في المطـار، بحثـا خـلالها سبـل تعـزيز العلاقات الثنـائية بيـن البـلدين.
ومن المقـرر أن يعقـد الرئيـس إسمـاعيل عمـر غيلـه صبـاح اليوم الأحـد، بمكتبـه بالقصـر الجمهـوري، اجتمـاعاً مطـولاً مع رئيـس الوزراء الإثيـوبي والوفـد المرافـق له، لبحـث العلاقـات والتعـاون الثنـائي القائـم بيـن البـلدين.
ويتوقع كذلك إجراءات مباحثات بين الجانبين على كافـة المستـويات، ويتـم خـلالها البحـث حـول التعـاون الثنـاني في كافـة المجـالات السيـاسية والاقتصـادية والأمنيـة والعسكـرية، إلى جـانب ملفـات وقضـايا أخـرى ذات الاهتمـام المشتـرك.
دلالات الزيـارة وأهـدافهـا:
يـرى الكثيـر من المحلليـن السياسييـن، أن زيـارة رئيـس الوزراء الدكتـور أبي أحمـد، لجيبـوتي تحمـل في طيـاتها العـديد من الـدلالات السياسيـة والأمنيـة، كمـا أن احتيـاره أن تكـون جيبـوتي “محطتـه الأولـ” لرحلتـه الخارجيـة الأولـى، تعكـس الإهتمـام الكبيـر الذي توليـه القيـادة الجـديدة لتعـزيز العـلاقات الثنـائية مـع جيبـوتي وتوسيـع أوجـه التعـاون المشتـرك القائـم بيـن البـلدين على كافـة المجـالات والأصعـدة.
ومـن المتوقـع أيضـاً، أن تشمـل أجنـدة المباحثـات التطـورات السيـاسية والأمنيـة الراهنـة في إثيـوبيا، وتصـاعد الاحتجـاجات الشعبيـة بمنطقـة “سيتـي زون” في الإقليـم الصـومالي المناهضـة لسيـاسيات رئيـس الإقليـم على وجـه الخصـوص.
وربمـا يمكـن تحـسس ذلك من خـلال وجـود أطـراف الأزمـة ضمـن الوفـد المرافـق لرئيـس الـوزراء، متمثـلاً برئيـس الإقليـم الصـومالي عبـدي محمـود عمـر، والأوغـاس مصطفـى محمـود زعيـم قبيـلة العيـسى الصـومالية التي تقـف وراء الاحتجاجـات الشعبيـة في المنطقـة.
وبالفعـل يمكـن للرئيـس إسمـاعيل عمـر غيـله، أن يلعـب دوراً كبيـراً في تخفيـف حـدة الاحتقـان وتهـدئة الأوضـاع في هـذه المنطقـة، وذلك بحكـم عـلاقاته السيـاسية والاجتمـاعية بالمنطقـة، ليـس لانتمـائه للقبيلـة ذاتهـا فحـسب، بل باعتبـاره أيضـاً أحـد أبنـاء هـذه المنطقـة.
تمثـل منطقـة “سيتـي” أهميـة استراتيجيـة واقتصـادية كبيـرة بالنسبـة لكـل من إثيـوبيا وجيبـوتي، خاصـة وأن أهـم طـرق التجـارة والنقـل بيـن البـلدين، تمـر عبـر هـذه المنطقـة.
والجـدير بالذكـر، أن هـذه المنطقـة تعيـش، منـذ مطلـع أبريـل الجـاري، على وقـع مظاهـرات شعبيـة متصـاعدة، احتجـاجاً على القمـع والاعتقـالات التي تقـوم بهـا حكـومة الإقليـم، وقـد رفـع المتظاهـرون بالعـديد من المطالـب السيـاسية والاجتمـاعية تمثلـت بوقف الانتهـاكات وإطـلاق سـراح المعتقليـن وسحـب قـوات الشـرطة الخاصـة من المنطقـة، بالإضـافة إلى تنفيـذ إصـلاحات سيـاسية شـاملة ضمـن التغييـرات التي تشهـدها البـلاد.
ومن جانبهـا تدخلـت الحكـومة الإثيـوبية لصـالح المحتجيـن وسمحـت لهـم بالتظـاهر السلمـي لتعبيـر عن مطالبـهم، رغـم سـريان حالـة الطـورئ المفروضـة بالبـلاد منـذ منتصـف فبـراير الماضـي.