خواطر ومشاهدات 2

حسن مودي

آخر تحديث: 18/07/2018

[supsystic-social-sharing id="1"]

• إهدار مياه الوضوء:
بات الصومال في الآونة الأخيرة بلدا يترنح بين جفاف حاد وفيضانات عارمة تعقب مواسم الجفاف في ظل أوضاع غير مواتية؛ حيث لا توجد الاستعدادات اللازمة لمواجهة هاتين الكارثتين اللتين إذا عولجت إحداهما تنحل الأخرى تلقائيا؛ لأن حسن استغلال مياه الآبار الجوفية والأمطار من خلال بناء السدود واتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع إهدار المياه، من شأنه أن يُسلم البلاد من الفيضانات ومن الجفاف في آن واحد.

وعند ذكر فيضانات لا ينحصر الأمر فقط فيما يحدث على ضفاف الأنهار، وإنما هناك فيضانات داخل المدن بما فيها العاصمة؛ حيث إنه عند هطول الأمطار الغزيرة تطغى مياه أعالي الأحياء على الساكنين في المناطق المنخفضة، فنسمع وفيات وأرقاما تتزايد كلما زادت الأمطار في المرتفعات بسبب عدم وجود المجاري والمصارف الصحية في العاصمة ناهيك عن غيرها من المدن الصومالية في الولايات الأخرى.

• مياه الوضوء

رغم كوني من غير المتخصصين في هذا المجال إلا أن قضية إهدار المياه من القضايا التي تشغل بالي، فمثلا عندما أدخل ساحة المِيضأَة (مكان الوضوء) في مسجد ما؛ أجد نفسي أحسب مقدار المياه التي يتوضأ بها كل شخص، كم دقيقة جلس عند حنفية مفتوحة، و كم غرفة اغترفها أحدهم ليكمل وضوءه بالنسبة لمن يتوضؤون من البرك المائية المنتشرة في المساجد، والتي تصطف بجانبها أو بالقرب منها أوعية يسع أصغرها لترا واحدا، ولنا أن نتساءل: إذا اغترف المتوضئ ثلاث مرات للوضوء ومرة رابعة لغسل الأرجل عند مدخل مصلى المسجد، فيكون المجموع أربعة لترات على أقل تقدير، ثم.. كم من الماء يستهلكه الملايين من المصلين في البلاد إذا افترضنا أن متوسط ما يحتاجه إليه الواحد منهم ثلاثة لترات في كل صلاة؟

لا توجد – للأسف – ثقافة ترشيد الاستهلاك لدى المصلين، بالإضافة إلى ذلك أن هذا الموضوع من المواضيع المغيَّبة إعلاميا رغم كونه قضية جوهرية في البلدان الأخرى التي ترى فيها دراسات وحسابات دقيقة جدا في هذا المجال، إلى جانب مطالبات من وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية بضرورة الحد من إهدار مياه الوضوء في المساجد، وذلك من خلال “تركيب صنابير ذكية تعمل بحساسات تفتح عند الحاجة، وتضخ المياه بكميات مناسبة للوضوء، وتنغلق من تلقاء نفسها عند ابتعاد الجسم عنها”1

وكثيرا ما دفعني الفضول إلى أن أسأل بعض المتوضئين عن كم لتر من الماء يتوضأ بها أحدهم في كل صلاة، وكم يكفيه لو أحجم عن الإهدار والإسراف المذموم شرعا، فكانت بعض الإجابات مذهلة، إلى درجة أن بعضهم يعترفون أنهم مسرفون، وأنهم لا يبالون الأمر طالما أنهم يستخدمون المياه لوجه الخير، ومن هنا نفهم أن الإشكالية تكمن في اعتقاد العامة بأن الشخص لا يدخل في دائرة الإسراف المذموم طالما أنه يستعد للصلاة، مع العلم أن “الإسراف يَتناوَل المالَ وغيرَه؛ قال تعالى مُحَذِّرًا عبادَه من الإسراف: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31]”2. وورد في الحديث “لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر جار”.

ومن الحلول المقترحة في دولة مثل السعودية مثلا ” تخصيص أماكن مخصصة للوضوء تصب مياهها في أماكن منفصلة عن دورات المياه؛ حيث تكون معالجة مياه الوضوء أسهل من مياه الصرف ليتم استخدامها في أغراض الزراعة”3 وبالتالي نحن بدورنا نؤكد أن الحاجة تمس إلى حملات توعية واسع النطاق عبر كافة الوسائل الإعلامية المتاحة في الصومال.

وأخيرا، نترككم مع هذا التساؤل، متى ننتبه لخطورة إهدار المياه وخاصة مياه الوضوء؟ ومتى يقوم المعنيون في الوزارات والهيئات المختلفة بدورهم في استغلال المياه المهدرة يوميا، من خلال صرفها في أعمال التشجير واستحداث المساحات الخضراء، وغير ذلك من أوجه الخير المتعددة، وذلك بهدف تفادي حجم الخسائر التي تتكبدها سنويا الدولة الصومالية من جراء إهداء المياه؟

المراجع:

1. http://www.raya.com/mob/getpage/f6451603-4dff-4ca1-9c10-122741d17432/ad08d358-3f00-4550-b835-4ed6b0f38d41 الإسراف في مياه المساجد يهدر الملايين

2. – http://www.alukah.net/sharia/0/8471/

3. مرجع سابق: الإسراف في مياه المساجد يهدر الملايين

قضايا ساخنة

هل تستمر الدوحة في التأثير على الانتخابات الصومالية بالمال السياسي؟

المرشح البغدادي في حديث خاص للصومال الجديد

بعد أربع سنوات من الدور السلبي في الصومال: قطر تحاول تلميع صورتها

خطاب الرئيس دني .. مخاوف وأسرار

الاتفاقيات حول النفط الصومالي .. تقض مضاجع الخبراء في الصومال