حوار مع الشيخ سيد رئيس مجلس الشورى للمجلس العام لعلماء الصومال
الصومال الجديد
آخر تحديث: 29/04/2016
أجرى الحوار عبد الوهاب أحمد
نبذة عن الضيف:
ضيفنا هو الشيخ سيد بن الشيخ أبي علي بن الشيخ محمد بن الشيخ علي ميه البكري الصديقي رئيس مجلس الشورى للمجلس العام لعلماء الصومال. ولد الشيخ سيد في مدينة مركا الساحلية عاصمة إقليم شبيلى السفلى عام 1953 من أسرة دينية مشهورة في ربوع الصومال. حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وقبل بلوغه العاشرة من عمره. تلقى تعليمه الديني من كبار العلماء في مدينة مركا، ثم شارك في نشر التعاليم الإسلامية من خلال إلقاء دروس في المساجد. انهى الشيخ سيد تعليمه الاساسي والثانوي في مدينة مركا، ثم انتقل إلى مقديشو وأكمل تعليمه الجامعي، حيث تخرج من كلية الاقتصاد من جامعة جهير. كما حصل على الماجستير في الشريعة من جامعة النيلين السودانية. يتحدث الشيخ باللغات الصومالية والعربية والإيطالية والانجليزية.
الصومال الجديد: مرحبا بك في موقع الصومال الجديد.
الشيخ سيد: أولا أقدم الشكر إلى موقع الصومال الجديد
الصومال الجديد: فضيلة الشيخ في بداية الأمر هل لك أن تقدم لنا نبذة عن المجلس العام لعلماء الصومال؟
الشيخ سيد: المجلس العام لعلماء الصومال هو مجلس سني وطني ، غير حكومي ، قائم لخدمة المجتمع الصومالي، وله شخصية اعتبارية يمثل أهل السنة والجماعة في جميع أعماله عقيدة وأخلاقا وهدفا ومبدأ وموقفا. لقد أسس هذا المجلس بأيدي علماء صوماليين ربانيين من أهل السنة والجماعة المشهورين بالصلاح ودراسة العلوم الشرعية بفنونها في مختلف المراكز التعليمية في الصومال، ومثقفين ومفكرين ومصلحين من طبقات المجتمع الصومالي المسلم السني وذلك في 10 شوال عام1436هــــــ الموافق 25 أعسطس 2015م وأعلن عن هذا المجلس في 27/11/1436هـــــ الموافق 11/9/20155م بمشاركة مثقفين صوماليين منهم اطباء ومهندسون وإخصائيون اجتماعيون وأئمة مساجد.
الصومال الجديد: ما هي دواعي تأسيس المجلس؟
الشيخ سيد: هناك عدة أسباب وعوامل أدت الى تأسيس المجلس منها:
1- ظهور غياب الفهم الوسطي المعتدل في الساحة الإسلامية الصومالية.
2- ظهور إتجاهات متطرفة تكفيرية تريد جر الجماهير المسلمة الى صراعات جانبية تشغل ولا تشتغل،أي تشغل البعض بالبعض ولا تشتغل من أجل إعادة بناء الصومال، وحماية الوحدة.
3- إقصاء العلماء الربانيين عن الدور الريادي في توجيه الجماهير والأمة، وذلك ما عمل عليه المحتل بطرق مختلفة من الترغيب والترهيب لإسقاط رمزية الرموز المؤثرة.
4- إقصاء الشخص القدوة كي تخلو الساحة لمخطط استيعاب الأمة برموز هشة تمهد لما أراده المحتل في المنطقة.
كل هذه المبررات هي التي أدت إلى تأسيس هذا المجلس ، ولكي يواجه كل هذه الظواهر.
الصومال الجديد: ما هي الرسالة التي يحملها المجلس لإيصالها إلى المجتمع
الشيخ سيد: المجلس يسعى لخدمة الأمة الصومالية منفردا أو بالتعاون مع غيره لتحقيق الأهداف التالية:
الأهداف الكبرى:
1- رضاء الله سبحانه وتعالى.
2- تحقيق أن يكون المذهب الشافعي المرجعية الفقهية في ربوع الصومال .
3- تحقيق الترابط بين أبناء المجتمع الصومالى وإتحادهم على مذهب أهل السنة والجماعة.
4- تغيير ما نحن فيه الآن الى أحسن حال .
5- العمل على إيصال الدعوة الإسلامية الى جميع طبقات المجتمع الصومالي وتصحيح المفاهيم.
الصومال الجديد: ما هي الأنشطة والبرامج الدينية التي ينفذها المجلس في أرض الواقع.
الشيخ سيد: تنقسم أنشطة المجلس الى ثلاثة أقسام :
• تربية الأولاد وتعليمهم كتاب الله من خلال الخلاوى (dugsiyo) ويدير المجلس أكثر من ثلاثة آلاف خلوة في العاصمة ونواحيها ومن الدروس التي تدرس في تلك الخلاوى:
1- علم التجويد
2- علم التوحيد
3- العلوم الشرعية
• حلقات المساجد : ان المجلس يدير 1500 مسجد في العاصمة ونواحيها وتدرس في الحلقات العلمية:
1- تفسير القرآن الكريم
2- أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم
3- الفقه
4- علوم اللغة العربية
5- دورات تقوية لأئمة المساجد
المجلس يدير مدارس أساسية وثانوية كثيرة وجامعات منها:
1. جامعة الأم العالمية في مقديشو .
2. جامعة شبيلي السفلى في مركا
الصومال الجديد: كان للعلماء الصوماليين دور كبير في إصلاح المجتمع وتسوية النزاعات إذا فما هو دور المجلس العام لعلماء الصومال؟ .
الشيخ سيد: صحيح أن العلماء الصوماليين، كان لهم دور حيوي في إصلاح المجتمع وذلك في مجالات شتى ومن اهم هذه المجالات :
• حفظ الدين: وقد قدموا تضحيات لأجل دين الله ومنهم من سجنوا، وعذبوا، ومنهم من قتلوا .
• الإصلاح بين القبائل المتناحرة : في زمن التيه بعد انهيار الحكومة الدكتاتورية الإشتراكية وإنهيار البنية التحية،بدأ الشعب يعاني من ويلات وكوارث الحروب الأهلية، ومن هنا برز دور العلماء لإنقاذ هذه الأمة وملئ الفراغ الذي خلفه سقوط تلك الحكومة وقاموا بفصل الخصومات وحل المشاكل الأمنية وإيجاد حلول للصراعات بين القبائل.
وبالتأكيد فان مجلس العام لعلماء الصومال سيواصل الدور المشرف الذي كان يقوم به العلماء خاصة في تسوية النزاعات التي تحدث بين الامة الصومالية.
الصومال الجديد: ما هي التحديات التي يواجهها المجلس في سبيل أداء مهامه وتحقيق الأهداف التي تم تأسيسه من أجلها؟
الشيخ سيد: هناك تحديات كبيرة يواجه المجلس ، لأن هناك تيارات هدامة قائمة لهدم الأمة برمتها بداية من هدم الأسرة التي هي البنية الاساسية لأي مجتمع ، وأيضا هدم التعليم من خلال نشر الأفكار المتطرفة، وتغييب دور العلماء وغيرها .
الصومال الجديد: توجد في الساحة هيئات دعوية أخرى كيف يتعامل المجلس مع هذه الهيئات؟
الشيخ سيد: يتعامل المجلس مع هذه الهيئات على حسب الشريعة الإسلامية .
الصومال الجديد: لم يكن اختلاف عقدي ومذهبي في الصومال كما تذكر المصادر التاريخية، فمتى ظهرت الاختلافات الفكرية في البلاد وما هي أسبابها؟
الشيخ سيد: لم يكن في المجتمع الصومال منذ مئات السنين اي إختلاف وكان شافعي المذهب أشعري العقيدة وكان يتمسك بقراءة ابي عمر برواية الدوري. ظهر هذا الإختلاف عند حصول الصومال على الاستقلال من المستعمرين الإيطالي والبريطاني وبداية الارتباط بالخارج مما أدى الى تصدير مذاهب أخرى الى الصومال.
الصومال الجديد: كيف يمكن معالجة الأزمات الدينية التي أثيرت في البلاد في العقود الأخيرة؟
الشيخ سيد: الحل الوحيد هو الرجوع الى ما كانت الصومال عليه قبل الاستقلال وهي التمسك بالمذهب الشافعي والعقيدة الأشعرية واتباع طريقة اهل السنة والجماعة.
الصومال الجديد: وأخيرا ماهي رسالتكم إلى المجتمع الصومالي والحكومة الصومالية والدول العربية والإسلامية؟
الشيخ سيد: رسالتنا التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على نهج أهل السنة والجماعة وإنقاذ الصومال والدول العربية والإسلامية من جميع الأفكار الهدامة.
الصومال الجديد: شكرا جزيلا