حصريا..مقابلة مع الرئيس المؤقت لمجلس الشعب الصومالي
الصومال الجديد
آخر تحديث: 30/12/2016
موجز من السيرة الذاتية للرئيس المؤقت لمجلس الشعب السيد عثمان علمي بوقوري
ولد عثمان علمي بوقوري في ريف مدينة زيلع الساحلية في شمال الصومال، وتوفيت والدته وهو في العاشرة من عمره وانتقل إلى مدينة علي صبيح في جيبوتي والتي كان يعمل فيها أبوه عام 1953، والتحق هناك بمدرسة أساسية باللغة الفرنسية. وفي عام 1962 انتقل إلى الصومال وانضم إلى القوات المسلحة الصومالية، ووصل إلى رتبة عقيد خلال خدمته العسكرية قبل سقوط الحكومة المركزية عام 1991. وبعد انهيار الدولة أصر على البقاء في الوطن، حيث قضى معظم حياته في مقديشو. وأصبح بوقوري نائبا في البرلمانات الصومالية المتعاقبة على البلاد ابتداء من البرلمان الصومالي المؤقت الذي تم تشكيله في منتجع عرته في جيبوتي عام 2000، وشغل فترتين منصب النائب الثاني لرئيس البرلمان، وأصبح بوقوري في السابع والعشرين من شهر ديسمبر الحالي رئيسا مؤقتا للبرلمان الصومالي العاشر لكونه أكبر أعضاء البرلمان سنا.
أجرى المقابلة محمد رشيد
الصومال الجديد: مرحبا بك في موقع الصومال الجديد.
السيد بوقوري: مرحبا بكم
الصومال الجديد: السيد بوقوري هل لك أن تشرح لنا الأوضاع الراهنة في البلاد بشكل عام؟
السيد بوقوري: يواجه الشعب الصومالي مشاكل مختلفة الجفاف .. والحروب، وهناك أيضا تشرد ونزوح. في الوقت الذي يعود فيه اللاجئون الصوماليون من كييا، يتشرد آخرون داخل البلاد. هناك انعدام أمني نتيجة الحروب الجارية في البلاد. أما الجانب السياسي فتشهد البلاد انتخابات تجري عمليتها قرابة عام، معظم الإجراءات الانتخابية كما يبدو انتهت بنجاح، ونأمل استكمال ما تبقي من هذه الإجراءات. وعلى صعيد أعمال الحكومة هناك إنجازات حققتها الحكومة خلال السنوات الأربع الماضية، غير أنني لا أستطيع القول بـأن هذه الإنجازات ترقى إلى المستوى المطلوب، هناك أولويات، وأوضاع البلاد اليوم أفضل مما كانت عليه قبل أربع سنوات. قبل ثلاثة أيام أدى أعضاء البرلمان الصومالي الجديد اليمين الدستورية، ويرجى بدء انتخابات رئاسة البرلمان، ثم الشروع في الانتخابات الرئاسية، ويليها تشكيل الحكومة.
الصومال الجديد: شارفت الانتخابات النيابية غير المباشرة على الانتهاء، وأدى معظم النواب المنتخبين اليمين الدستورية، ماذا يختلف البرلمان العاشر عن البرلمانات السابقة؟
السيد بوقوري: كما تعلمون يختلف هذا البرلمان عما سبقه من البرلمانات، كان أعضاء البرلمانات السابقة يتم اختيارهم من قبل زعماء القبائل، لكن طريقة انتخاب أعضاء البرلمان هذه المرة كانت مختلفة، إلا أنها كانت أسواء الانتخابات التي رأيتها مدى عمري وأكثرها تعقيدا من حيث الإدارة والتنسيق، وتم الحديث عن مظالم كثيرة وقعت أثناء هذه الانتخابات.
الصومال الجديد: علما بأن البرلمان الجديد يتكون من مجلسين، هما مجلس الشعب ومجلس الشيوخ، ما الفرق بين المجلسين وما هي مهام كل منهما؟
السيد بوقوري: الغرفة العليا تمثل الولايات الإقليمية، كما أن مجلس الشعب يمثل الشعب الصومالي بشكل عام أينما كانوا، وهذا المجلس هو المكلف بمهمة التشريع وسن القوانين، وفيما يتعلق بالعمل هناك مهام يشترك فيه المجلسان، كما ينفرد كل منهما بمهام أخرى، ليس هناك قانون متكامل تم صياغته للغرفة العليا، ويرجى صياغة القوانين الخاصة به إن شاء الله، بعض مهامه منصوص عليها في الدستور، والباقي سيتم تحديدها في المستقبل.
الصومال الجديد: ماهي أبرز الملفات التي تنتظر مناقشتها والمصادقة عليها من قبل البرلمان الصومالي الجديد في السنوات الأربعة القادمة؟
السيد بوقوري: البرلمان الماضي سن قوانين كثيرة، إلا أنه كما يبدو لي أن القوانين التي سنها البرلمان التاسع لم يتم تطبيقها على الشكل المطلوب، واعتقد أن الامر يتطلب قيام البرلمان الحالي بمراجعة وبحث الأسباب وراء الفشل في تطبيق القوانين السابقة، ليتخذ قرارات بهذا الصدد. هناك قوانين كثيرة بحاجة إلى اتخاذ قرارات بشأنها لا أعددها هنا، ومسؤولية ذلك تقع على عاتق البرلمان الحالي حتي تنتهي ولايته بتشكيل برلمان آخر يحل محله. نتوقع إجراء انتخابات الصوت الواحد والشخص الواحد في عام 2020، كما يرجى من البرلمان الحالي إكمال وإصدار القوانين المهمة في السنوات الأربع القادمة.
الصومال الجديد: البرلمان الجديد الذي أدى معظم أعضائه اليمين الدستورية هو الهيئة الدستورية الوحيدة الموجودة حاليا والتي انتقلت إليها عملية تسيير الانتخابات، هل تم تحديد موعد انتخابات رئاسة البرلمان؟
السيد بوقوري: هناك رئيسان مؤقتان لغرفتي البرلمان، ومسئولية تحديد موعد انتخاب رئاسة البرلمان على الرئاسة المؤقتة لغرفتي البرلمان، اجتمعنا اليوم (يوم الخميس) وناقشنا فيما يتعلق بترتيب إجراء انتخابات رئاسة البرلمان، سنعرض القرار الذي توصلنا إليه على أعضاء غرفتي البرلمان يوم السبت في جلسة موحدة في مقر مجلس الشعب، وتنمني النجاح في مهمتنا إن شاء الله.
الصومال الجديد: كيف سيتعامل البرلمان الجديد مع قرارات منتدى القيادة الوطنية والتي يتعارض بعضها مع الدستور المؤقت، ومنها مثلا مسألة زياة 18 مقعدا على الغرفة العليا؟ وكيف تتم معالجة قضية المقاعد البرلمانية المتنازع عليها؟.
السيد بوقوري: هذا سؤال مهم جدا، قرار منتدى القيادة الوطنية بشأن زيادة 18 مقعدا على الغرفة العليا غير قانوني. يمكن أن يتدخل البرلمان في ذلك القرار من خلال اتخاذ إحدى خطوتين، الأولى إلغاء المادة الدستورية التي تنص على أن الغرفة العليا تتكون من 54 مقعدا، لتتسنى زيادة المقاعد المذكورة في الغرفة العليا، والخطوة الثانية إلغاء قرار منتدى القيادة الوطنية وإبقاء المادة الدستورية على حالها. أما فيما يتعلق بالنزاعات القائمة فيمكن أن يبحث البرلمان الحالي عن المسألة من خلال تشكيل لجنة برلمانية، تقوم بالتحقيق في ملابسات النزاعات القائمة على بعض المقاعد البرلمانية أو إحالة ذلك إلى الجهات القضائية.
الصومال الجديد: بصفتك سياسيا كان عضوا بارزا في البرلمانات الصومالية المتعاقبة على البلاد منذ عام 2000، ما هو تقييمك للوضع السياسي في الصومال؟
السيد بوقوري: الوضع السياسي في الصومال مرتبط بتصرفات القيادة، فإذا أصبحت هذه التصرفات متسمة بالحكمة والعقلانية، فيؤثر ذلك إيجابا على السياسة العامة، أما إذا أصبحت السياسة التي تنتهجها القيادة عرجاء فيكون لها تأثير سلبي على الوضع العام. أرجو أن يجعل الله قيادة الدولة المقبلة قادرة على اكتساب ثقة الشعب وتوجيه سيايات الوطن نحو الأفضل. في الحقيقة هناك إنجازات حققتها القيادة السابقة لا يمكن تجاهلها، ترون كيف استعادت العاصمة ازدهارها وكيف كانت في الفترة السابقة، وكذلك تشكيل القوات، مع أنه لا يرقى إلى المستوى المطلوب. ولو كانت هناك جهود وكفاءة أكثر لكان الأمر أفضل.
السؤال التاسع: برؤيتك هل يمكن إجراء انتخابات عامة يدلي المواطنون بأصواتهم في البلاد بحلول عام 2020؟
السيد بوقوري: نعم إذكانت هناك قيادة فاعلة ومخلصة، وإذا كانت هناك ثقة وتنسيق العمل بين مؤسسات الدولة والقيادة الوطنية، أما إذا لم يحصل ذلك فإن الأمر لن يتطور وسيكون ذلك عارا على جبين الصوماليين ويتسبب في إطالة مشكلة البلاد.