غندلبي- اتخذ رئيس ولاية غلمدغ أحمد دعالي “حاف” قرارا حاسما ومفاجئا بعد ساعات من خروجه من مدينة دوسمريب عاصمة ولايته بعد نشوب خلاف بينه وبين تنظيم أهل السنة والجماعة.

وأعلن حاف في بيان أصدره اليوم انهيار الاتفاقية التي توصلت إليها غلمدغ مع تنظيم أهل السنة والجماعة في الـ 6 من ديسمبر 2017 في جمهورية جيبوتي وما ترتب عليه من تغيير دستور الولاية وشعارها وتعيين رئيس حكومة غلمدغ وعزل نائبه ورئيس البرلمان والدمج بين برلماني غلمدغ وأهل السنة وتشكيل مجلس الوزراء الجديد بسبب ما وصفه بنقض مسئولي أهل السنة للعهود وأطماعهم التي لا نهاية لها.

ودعا حاف إلى إجراء الانتخابات في ولاية غلمدغ بالتنسيق بين إدارته ووزارة الداخلية في الحكومة الفيدرالية في مدينة “عدادو” عاصمة غلمدغ المؤقتة، معلنا انتهاء خلافاته مع الحكومة الصومالية.

ويرى كثيرن أن حاف اتخذ هذا القرار لسحب البساط تحت تنظيم أهل السنة الذي خذله في وقت عصيب رغم ما قدمه له من تنازلات عند توصل الطرفين إلى اتفاقية جيبوتي نهاية عام 2017.

ولا شك أن القرار سيجعل الحكومة الصومالية التي بدأت محادثات مع التنظيم في مدينة دوسمريب بواسطة وزير الداخلية عبدي محمد صبري لترتيب الانتخابات التي طالبت بإجرائها في غلمدغ في وضع حرج، فإذا أعلن رئيس الولاية إجراء الانتخابات في موعدها ووافق على مشاركة وزارة الداخلية الصومالية وإشرافها عليها فلا داعي لاستمرار الحكومة في مساومة تنظيم أهل السنة الذي أصبح في وضع أكثر إحراجا بعد أن خسر الرئيس حاف الذي كان حليفه الاستراتيجي ولا توجد بيده الآن روقة تفاوض مع الحكومة الصومالية بعد استجابة رئيس الولاية لمطالب الحكومة.

ولا يخفى أن قرار الرئيس حاف قلب الأوضاع في غلمدغ رأسا على عقب ويعتقد المراقبون أن القرار سوف يكون موضع ترحيب من غالبية السياسيين في الولاية لكنهم ينتظرون الموقف الذي ستتخذه الحكومة الصومالية منه لمعرفة ما إذا كانت ستولي ظهرها لتنظيم أهل السنة بعد موافقة حاف على مطالبها ما سيجعل التنظيم معزولا في دوسمريب أم أنها ستصر على بقاء الاتفاقية بين غلمدغ وأهل السنة لتبدأ جولة جديدة من الخلافات ليس مع حاف فقط بل مع غالبية السياسيين في الولاية بما فيهم الموالون لها في السابق مثل نائب رئيس غلمدغ محمد حاشي عربي ورئيس البرلمان علي غعل عصر المتمركزين في مدينة “عدادو”.