جيبوتي – في تطـور ملفت أصـدرت السلطـات الجيبـوتية يوم الخميـس الـ5 أبريـل الجـاري، قـراراً بإلغـاء منـاورات عسكـرية أمريكيـة على أراضيهـا، ذون أن تـذكر مـزيد من التفاصيـل حـول أسبـابه ودوافعـه.

جاء هذا القرار بعد تحطم طائرة عسكـرية أمريكية من طـراز (AV-8B Harrier) صبـاح الثـلاثاء، وذلك أثنـاء هبـوطها في مطـار جيبـوتي الدولـي، ممـا أسفـر عن إصـابة قائـدها الذي نجـا بأعجـوبة شـديدة من الحـادث. كما تعرضت طائـرة مروحيـة عسكـرية أمريكية أخـرى من نـوع (CH-53) في اليوم نفسه لأضـرار بالغـة، أثنـاء عمليـة هبـوط اضطـراري بالقـرب من مدينـة عـرتا شمـالي جيبـوتي، دون أن يسفـر الحـادث عن خسـائر بشـرية في صفـوف القـوات الأمريكيـة.

وأكـد متحـدث باسـم الأسطـول الخامـس الأمريكـي بيـل أوربان، أن جيبـوتي أصـدرت أمـراً بمنـع التحليـق الطائـرات الحربيـة الأمريكيـة فـوق أجـوائها، إلى جانـب إلغـاء منـاورات عسكـرية للقـوات الأمريكيـة في جيبـوتي لأسبـاب أمنيـة، وذلك بعـد حادثتيـن منفصلتيـن تعـرضت لهـا طائـرتان عسكـريتيان أمريكيتان في يـوم الثـلاثاء 3/4/2018م.

وأوضحت وزارة الدفـاع الأمريكيـة “البنتاجـون” في بيـان مختصـر أصـدرته يوم الخميـس، أن الحادثيـن المنفصليـن يخضعـان لتحقيقـات مشتركـة، مستبعـدة وجـود أي عـلاقة بيـن الحـادثتيـن.

وشهـدت البـلاد خـلال السنـوات الأخيـرة العـديد من الحـوادث المماثلـة من بينهـا سقـوط طـائرتيـن عسكـريتيـن من طـراز (MQ Predator) في عـام 2015م، إحـداهما في ضاحيـة بلبـلا بجيبـوتي، وفيمـا تحطمـت الطائرة الأخـرى، بالقـرب من مطـار جيبـوتي بعيـد إقـلاعها من المطـار.

وعلى الرغـم من أن حـوادث سقـوط الطائـرات المتكـررة تثير مخـاوف واسعـة في الأوسـاط الرسميـة والشعبيـة، إلا أنه لم تكشـف حتى الآن عن أسبـاب هذه الحوادث من قبـل القـوات الأمريكيـة بشكـل رسمـي.

وفي أكتـوبر عام 2016م، أعلنت السلطـات الجيبـوتية لأول مـرة بأن الطـائرات العسكـرية الأمريكيـة تشكـل تهديدا على سـلامة حـركة الطيـران المـدني بمطـار جيبـوتي الدولـي، وقـد طالبـت القـوات الأمريكيـة في ذلك الوقت بنقـل طائـراتها العسكـرية إلى خـارج المطـار المـدني، وخصصـت لها موقعـاً جـديدة في منطقـة شبيلـي بضاحيـة بلبـلا، ولكـن ذلك لم يمنـع القـوات الأمريكيـة من استخـدام المطـار، بل أن وزارة الدفـاع “البنتـاغون” سـارعت إلى بنـاء مـدرج جـديد في المطـار لتخفيـف زحمـة الطـائرات في المـدرج.