تضافر الجهود لوقف المعارك الدائرة في جالكعيو
الصومال الجديد
آخر تحديث: 29/11/2015
مقديشو- تتضافر الجهود التي تقوم بها الحكومة الفيدرالية وبعثة الأمم المتحدة في الصومال وشيوخ القبائل ورجال الدين لوفق المعارك الدائرة في مدينة جالكعيو مركز محافظة مدج وسط الصومال.
وأشار رئيس الوزراء في الحكومة الفيدرالية عمر عبد الرشيد علي شرماركي- الذي قام بزيارة خاطفة إلى ولاية بونت لاند بهدف نزع فتيل الأزمة بين ولايتي جلمدج وبونت لاند بعد عودته إلى مقديشو- إلى أنه قام بتشكيل لجنة تضم وزراء نوابا في البرلمان الصومالي لوقف المعارك المتكررة بين بونت لاند وجلمدج في جالكعيو.
وأضاف شرماركي بأن اللجنة- التي أفادت مصادر بأنها وصلت الليلة الماضية إلى جالكعيو- ستركز في حث الطرفين على الابتعاد عن التصعيد قولا وفعلا وقبول الفصل بين قواتهما المتمركزة شمالي وجنوبي جالكعيو وانضمام ممثلين لكل من الولايتين إلى الوساطة التي تقوم بها اللجنة التي قام هو بتشكيلها وإعادة النازحين عن المدينة إلى ديارهم وبناء الثقة بين سكانها.
من جهته أبدى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصومال السفير نيكلوس كاي عن استيائه من تجدد القتال في جالكعيو، معربا عن قلقه من نزوح سكانها عن منازلهم، وألمح إلى أن استخدام الأسلحة الثقيلة في الأحياء الشعبية قد يرقى إلى جريمة حرب يجب تقديم المسئولين عنها إلى العدالة، ودعا إلى وقف الصراع والسماح للمدنيين بالعودة إلى ديارهم.
أما رجال الدين في ولايتي بونت لاند وجلمدج فقد اجتمعوا في منطقة “هيمو” التي تبعد 40 كلم من جالكعيو ووجهوا نداء إلى طرفي الصراع في المدينة طالبوا فيه بوقف القتال بدون شروط، وحثوا العلماء والسياسيين والمثقفين وسلاطين القبائل على المشاركة في إيجاد تسوية للنزاع القائم في جالكعيو وحل الخلافات وفقا للشريعة الإسلامية.
وكانت المواجهات التي شهدتها جالعيو أمس أسفرت عن مصرع 7 أشخاص على الأقل وإصابة 30 آخرين بجروح وتبادل كل من جلمدج وبونت لاند الاتهامات ببدء القتال، واتهم بيان صدر من رئاسة ولاية بونت لاند ما أسماه مليشيات جلمدج وقوات الحكومة الصومالية بشن هجوم مباشر على قوت الولاية في جالكعيو في وقت كان رئيس الوزراء عمر عبد الرشيد يستعد لمغادرة مطار جروي متوجها إلى جالكعيو لإيصال رسالة سلام للطرفين، وأبلغ البيان الشعب الصومالي والمجتمع الدولي والدول المجاورة أن جلمدج والحكومة الفيدرالية تتحملان مسئولية ما جرى في جالكعيو، مشيرا إلى ان بونت لاند أوضحت مرارا أن تشكيل ولاية جلمدج سيؤدي إلى تجدد الصراعات في المنطقة.
غير أن رئيس جلمدج عبد الكريم حسين جوليد نأى بنفسه عن اتهامات بونت لاند وذكر أن قواته كانت في موقع الدفاع عن النفس، ونفى أن تكون قوات جلمدج قامت بقصف أحياء شعبية بالمدافع، مشيرا إلى أن قوات بونت لاند هي التي قامت بذلك.
ونفى وزير الدفاع في الحكومة الفيدرالية الجنرال عبد القادر شيخ علي ديني من جانبه مشاركة قوات الحكومة الفيدرالية في القتال الذي شهدته جالكعيو أمس، وحث طرفي الصراع على وقف القتال وأكد ديني أن الجيش الصومالي لا يستطيع التورط في أمور خارجة عن واجباته الوطنية ووعد بالتحقيق في ادعاء بونت لاند مشاركة قوات الحكومة الفيدرالية في القتال الذي دار في جالكعيو.
تجدر الإشارة إلى أن كثيرا من الصوماليين كانوا يجادلون بأن النظام الفيدرالي الذي تبنته البلاد سيؤدي إلى تجدد الصراعات في الصومال، حيث إن الولايات الإقليمية القائمة تمثل القبائل الصومالية الكبيرة، ويعتقد كثيرون بأن الصراع الذي بدأ بين بونت لاند وجلمدج له خلفية قبلية رغم ما يقال من أنه صراع بين ولايتين مجاورتين، ويشيرون إلى أنه ليس من المستبعد أن تندلع صراعات مماثلة بين الولايات في مناطق أخرى من البلاد.