تدهور أوضاع اليمن يؤكد مخاطر التدخل الإيراني في الدول العربية

صفاء عزب

آخر تحديث: 6/04/2019

[supsystic-social-sharing id="1"]

القاهرة- قبل أيام قليلة عقدت القمة العربية بتونس وانتهت بإصدار قرار عربي يدين التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية. كما أدان القادة العرب استمرار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع على المملكة العربية السعودية من الأراضي اليمنية من قبل الميليشيات الحوثية التابعة لإيران، والتي بلغت حتى الآن أكثر من 200 صاروخ.

وهذه ليست المرة الوحيدة التي تم التنديد فيها دوليا بالمحاولات الإيرانية للعبث بالأمن القومي لبعض الدول العربية. حيث حذر برلمانيون أوروبيون وخبراء مختصون بشؤون الشرق الأوسط وقضايا الأمن الدولي، من خطورة سلوك إيران المزعزع لأمن المنطقة وتحديداً في اليمن. كما استنكر مسؤولون يمنيون التدخل الإيراني في بلادهم، حيث غرد السفير اليمني بالمملكة الأردنية الهاشمية علي العمراني على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي “تويتر” معربا عن مخاوفه من مخاطر الدور الخفي في دعم الإنفصاليين في بلاده والذي لا يقل خطرا عن التدخل الإيراني هناك وقال “هذا الدور التخريبي الداعم للإنفصاليين لا يقل خطرا عن التدخل الإيراني في شؤون اليمن وكلا الدورين يستحقان الرفض والإدانة والتنديد على الدوام”.

وكانت المملكة العربية السعودية قد كشفت عن مخطط إيراني لاستغلال موقع “تويتر” كمنصة إلكترونية لمهاجمة المملكة ووسيلة لحشد جيش إلكتروني يقوم ببث الأفكار الهدامة والمعادية بسبب التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وذلك باستخدام حسابات مزيفة كشفها باحثون بريطانيون في معهد أكسفورد للإنترنت. ويأتي ذلك ضمن سلسلة من الحملات المعادية التي تتبناها إيران ضد بعض الدول العربية ممن يحاربون الحوثيين الذين استولوا على الحكم في اليمن بصورة غير شرعية بدعم إيراني. وقال باحثون بالمعهد إن هناك 1.2 مليون تغريدة إيرانية استهدفت المملكة، وأن تويتر أعلن عن إيقاف 770 حسابا في أكتوبر 2018 لنفس السبب!

واقع الأمر أن إيران لا تكف عن ممارساتها الخبيثة ضد أمن ومصالح الدول العربية وخاصة المملكة العربية السعودية على مدار سنوات طويلة حافلة بالعديد من السلوكيات العدائية ومحاولات الإختراق والتدخل في شؤون الآخرين.

وتمثل الحالة اليمنية نموذجا صارخا لهذا التدخل الإيراني السافر والخطير والذي جر المنطقة وشعوبها لحرب مدمرة، من خلال زرع الحوثيين في الأراضي اليمنية لتكون حليف إيران بالبلاد، والذين لا يكفون عن وأد أية محاولة دولية لنزع فتيل الأزمة وإتمام السلام، بسبب الإختراقات المتكررة للحوثيين ونقضهم للتعهدات الدولية. وهو ما أكده المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الطيار الركن تركي المالكي، حينما كشف عن أن الانتهاكات الحوثية لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة بلغت 2843. كما حذرت شركة صافر لعمليات الاستكشاف وإنتاج النفط، في محافظة ريمة، شمال غرب اليمن من خطورة ما أقدم عليه الحوثيون مؤخرا من اقتحام محطة تخفيض ضخ النفط الخام التابعة للشركة بمحافظة ريمة، وسحب النفط الخام من الأنبوب الرئيسي للتصدير.

وتعد هذه الممارسات أحد صور مساوئ التدخل الإيراني الذي يدعم الحوثيين باليمن ويضر بمصالح الشعب. وياتي ذلك استمرارا للمحاولات الإيرانية القديمة في التدخل في شؤون الدول العربية، فقد مدت إيران أصابعها من قبل للتلاعب في لبنان وسوريا والعراق والبحرين، ثم اليمن باستغلال ولاء جماعة الحوثي الشيعية لها. لقد استغلت إيران موجات ما سمي ب”الربيع العربي” في المنطقة في بداية هذا العقد وحاولت إقحام أفكارها الشيعية وتصدير ثورتها للمنطقة واختراق أمن الدول وفق مصالحها الاستراتيجية. ولولا المحاولات الإيرانية المستميتة لتأسيس قاعدة شيعية في اليمن، ما كانت اشتعلت الحرب اليمنية وما عاش اليمنيون هذه الأزمات المزمنة، حيث ارتبط الوجود الإيراني بخلق الفوضى والإضطرابات بالمنطقة كما يمثل وجودها هناك تهديدا للخصم اللدود المتمثل في المملكة العربية السعودية بحكم الأهمية الاستراتيجية لليمن بالنسبة لأمنها القومي.

ولذلك تم إجهاض كافة محاولات رأب الصدع بين اليمنيين عقب استيلاء الحوثيين على الحكم في اليمن بدون حق، وذلك تنفيذا للمخطط الإيراني الذي اعتقد أن الظروف المحيطة بالمنطقة ستكون ملائمة لاستكمال مخططه حتى فوجئ بعاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية والتي كانت مفاجأة صادمة غيرت مسار المخطط الإيراني.

وقد كشفت الأزمة اليمنية عن الوجه القبيح للتدخل الإيراني المدمر في الشؤون الداخلية للدول العربية وأكدت حجم الكوارث التي يتسبب فيها هذا التدخل إذا ما صادفه موالون وجماعات مؤيدة كالحوثيين. وهو ما أكدته تقارير صحفية وتصريحات عن مصادر سياسية رفيعة المستوى، حيث كشفت عن إنفاق إيران ما يقرب من مليار دولار لدعم مخططها لفصل الجنوب اليمني عن شماله حتى يتسنى لها السيطرة وفق مصالحها. كما قامت إيران بتجنيد ما يقرب من 1200 شاب من مختلف أنحاء اليمن لتلقي تدريبات عسكرية وتعاليم دينية شيعية بمدينة قم الإيرانية.

وكثيرا ما وجهت تصريحات يمنية رسمية اتهامات لإيران بالتدخل الضار في البلاد من خلال دعم لبعض التيارات السياسية والمسلحة، وتجنيد شبكات تجسسية، حيث تم الكشف عن ست شبكات تجسسية تعمل لصالح إيران.

وقد أثبتت الأحداث والوقائع في اليمن وجود علاقة قوية بين تدخل إيران في شؤون دول الجوار وبين تهديد الإستقرار والأمن الإقليمي بل والدولي بحكم الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الصراع ومخاطر الأطماع الإيرانية في المنافذ البحرية على حركة الملاحة الدولية. ولا شك أن ضعف البنية الداخلية والسياسية لليمن وهشاشة نظامه السياسي ساهمت في تسهيل مهمة إيران في بداية الجولة إلا أنها مهمة أصابها الشلل عندما اصطدمت بالتحالف العربي الذي يقف داعما ومساندا للشرعية.

قضايا ساخنة

هل تستمر الدوحة في التأثير على الانتخابات الصومالية بالمال السياسي؟

المرشح البغدادي في حديث خاص للصومال الجديد

بعد أربع سنوات من الدور السلبي في الصومال: قطر تحاول تلميع صورتها

خطاب الرئيس دني .. مخاوف وأسرار

الاتفاقيات حول النفط الصومالي .. تقض مضاجع الخبراء في الصومال