تحسين العلاقات مع دول المنطقة .. خطة حكومية لتحقيق الاستقرار في الصومال
الصومال الجديد
آخر تحديث: 15/11/2022
تولي الحكومة الصومالية الجديدة اهتماما كبيرا بالقضايا الأمنية واستعادة المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة تمهيدا للقضاء عليها وإزالتها من الوجود في الداخل الصومالي.
ولهذا الغرض حشدت الحكومة الجميع داخليا وخارجيا، فنسّقت مع المليشيات المحلية المنتفضة ضد “الشباب”، وتعاونت مع أصدقائها الدوليين والإقليميين في تنفيذ ضربات نوعية لاستهداف قيادات الحركة ومقاتليها في مختلف مناطق الصومال وخاصة في المناطق الجنوبية والوسطى من البلاد.
لم تكتف الحكومة بهذه الأنشطة، بل وسّعت إطار الحشد لقضيتها ضدّ الشباب، فقام كبار قادتها السياسين والأمنيين بزيارات مختلفة إلى دول الجوار الإقليمي والمحيط العربي، وإن كانت زيارات الرئيس حسن شيخ محمود لهذه الدول تحتل الصدارة.
الأمر اللافت للنظر أنه خلال الأيام القليلة الماضية، زار كل من الرئيس ورئيس الوزراء، ورئيس جهاز المخابرات والأمن الوطني الصومالي 3 دول في المنطقة، قد تلعب دور رئيسيا في استقرار الصومال ودفع عجلة النمو فيه إلى الأمام.
ففي الـ 8/نوفمبر_تشرين الثاني/2022م، وصل السيد حمزة عبدي برّي، رئيس الوزراء الصومالي إلى جمهورية جيبوتي الشقيقة في زيارة رسمية استغرقت 3 أيام، التقى خلالها بقادة جيبوتي، وبحث معها سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين.
وللعلم فإن زيارة رئيس الوزراء لجيبوتي التي زارها -أيضا- الرئيس حسن شيخ محمود قبل أشهر، لم يأت عن فراغ، بل إن جيبوتي تعدّ من أبرز الدول الإقليمية المعنية بالقضية الصومالية لدورها التاريخي في تنظيم واستضافة مؤتمرات المصالحة الصومالية، كما أن لها حاليا وجودا عسكريا في الصومال ضمن بعثة قوات الاتحاد الإفريقي العاملة في الصومال (الأتميص ATMIS).
وفي الـ 9/نوفمبر_تشرين الثاني/2022م، وصل السيد مهد محمد صلاد مدير الاستخبارات الصومالية إلى مدينة أديس أبابا الإثيوبية، والتقى فيها بنظيره الإثيوبي تماسغان طرونه رئيس المخابرات الإثيوبية.
اتفق المسؤولان الأمنيان على العمل معا بشكل وثيق في تبادل المعلومات الاستخباراتية والتعاون في محاربة ما يسمى بالإرهاب الّذي يمثل خطرا أمنيا على البلدين -إثيوبيا والصومال- بشكل خاص، وعلى منطقة شرق إفريقيا بشكل عام، حسب ما نشرته وسائل إعلام حكومية في كلا البلدين.
وقد وقع السيد مهد صلاد خلال إقامته في إثيوبيا مع نظيره الإثيوبي تماسغان طرونة مذكر تفاهم في التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين.
وفي الـ 10/نوفمبر_تشرين الثاني/2022م، وصل الرئيس الصومالي السيد حسن شيخ محمود إلى أسمرة في ثاني زيارة له إلى إرتيريا منذ إعادة انتخابه رئيسا للصومال في الـ 15/مايو_أيار/2022م.
ووفقا لبيان صادر عن الرئاسة الصومالية حينها، فقد كان هدف هذه الزيارة منح أولوية قصوى للقوات الصومالية المتدربة في إرتيريا وزيادة دور دول المنطقة في مكافحة ما سمته بـ “إرهابيي” الشباب.
وزار الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ومعه نظيره الإرتيري إسياس أفورقي معسكرات تدريب القوات الجوية والبحرية الصومالية، ليتفقد أحوالهم وليستمع إلى تقارير الضباط، ومن ثم ليبلّغهم الأوضاع العامة في البلاد، وخاصة النجاحات العسكرية الميدانية التي حققتها القوات الحكومية المتعاونة مع المليشيات المحلية.
وكان الرئيس حسن شيخ محمود قد وقع مع نظيره الإرتيري في الـ 12/يوليو_تموز/2022م، أثناء زيارته الأولى لأسمرة، مذكرة تفاهم ثنائية لتعزيز وتقوية العلاقات التاريخية والصداقة المشتركة بين الدولتين، كانت تتكون من 7 بنود، ينص بندها السادس على أن يتعاون الطرفان في مجالات الدّفاع والأمن لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
إنّ المتتبّع للتحرك الدّبلوماسي الصومالي في المنطقة يدرك جليا مدى اهتمام الحكومة الصومالية بحصولها على دعم لوجستي وعسكري من هذه الدول في حربها على “الشباب”، إذ على هذا الأساس يدور محور الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وقعتها الصومال مع كل من إثيوبيا وإرتيريا وجيبوتي، وحتى كينيا، خلال الزيارات المختلفة المتبادلة بين الطرفين.