بعد اختيار"السنغال" ضيف شرف المهرجان المصري الثقافي الكبير: إفريقيا حاضرة بقوة في معرض القاهرة الدولي للكتاب
صفاء عزب
آخر تحديث: 5/02/2020
القاهرة- تحت شعار “مصر إفريقيا.. ثقافة التنوع” استمرت فعاليات أهم حدث ثقافي تشهده العاصمة المصرية القاهرة وهو معرض القاهرة الدولي للكتاب وذلك في دورته الحادية والخمسين وسط أجواء مصرية احتفائية بإفريقيا وأبنائها وفق هذا الشعار والذي صاحبه اختيار جمهورية السنغال ضيف شرف المهرجان الثقافي الكبير، في ظل حضور جماهيري مصري وأجنبي تجاوز 3 مليون زائر وفقا لتصريحات الدكتور هيثم الحاج رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب.
على مدار الفترة من 22 يناير حتى 4 فبراير 2020 امتدت الفعاليات والأنشطة الثقافية للمعرض متضمنة مشاركة كبيرة من مختلف الهيئات والمؤسسات الثقافية ودور النشر في مصر والعالم العربي والأجنبي، حيث بلغ عدد الناشرين والجهات الرسمية والأجنبية 900 دار نشر وجهة، وعدد الأجنحة 808 جناحا من 35 دولة شملت 22 عربية وإفريقية، 13 دولة أجنبية. كما شهد المعرض 925 فعالية ثقافية شملت أمسيات شعرية، وأفلام وثائقية، بجانب عروض السينما والمسرح والعروض الموسيقية والمعارض التشكيلية، وبلغ عدد المشاركين في هذه الفعاليات 3502 مشاركا. وقد عقدت هذه الأنشطة بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة وذلك للعام الثاني على التوالي بعد أن ظل معرض القاهرة الدولي للكتاب مرتبطا بإقامته بأرض المعارض بحي مدينة نصر بالقاهرة على مدار سنوات طويلة تقترب من نصف قرن حتى تم نقله في دورته التاسعة والأربعين عام 2018 إلى مكانه الجديد.
وقد شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب الدورة الأخيرة حضورا إفريقيا كبيرا وملموسا يعكس تزايد الإهتمام المصري بأبناء إفريقيا سواء على المستوى الحكومي الرسمي أو على المستوى الجماهيري الشعبي، لذا لم يكن شعار دورته الأخيرة ” مصر إفريقيا .. ثقافة التنوع”، من فراغ وإنما تأكيدا على هذا الإهتمام. في ضوء ذلك تم تخصيص قاعة باسم “شباب إفريقيا” بأرض المعارض وقد شهدت هذه القاعة مؤخرا مناقشات خاصة بـ” أدب شباب إفريقيا” ضمن البرنامج الثقافي للمعرض في دورته الحادية والخمسين، استضافت خلالها كتابا وروائيين من مختلف أنحاء القارة الإفريقية، منهم الروائي الإنجولي جوناس نازاري، والروائي التشادي صالح عيسى ومن مالي استضاف المعرض أيضا الكاتب الشاب إبراهيم جوري. وتحدث كل منهم عن جانب من جوانب الثقافة الإفريقية في بلاده وتأثيرها عليه من خلال الحديث عن تجربته الخاصة وأعماله الأدبية، الأمر الذي ساعد في إلقاء الضوء على أنماط مختلفة من الأدب والكتابات الإبداعية عبر البلدان الإفريقية المختلفة، وهو ما يسهم في زيادة تقوية أواصر الثقافة والتفاعلات الحضارية المختلفة بين شعوب القارة، وهو ما تحرص عليه مصر من خلال هذه الفعاليات.
وانطلاقا من تلك الأهداف شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب العديد من اتفاقيات التعاون الثقافي التي أثمر عنها، حيث أعلن إسلام بيومي مدير المعرض عن تعاون يتم بين هيئة الكتاب المصرية ونظيرتها في نيجيريا على تبادل الأجنحة مجانا، كما أعلن عن مشاركة مصر لأول مرة في معرض جنوب إفريقيا الدولي للكتاب، عام 2021. وعلى جانب آخر طالب مندوب دولة السنغال التواجد الدائم في معرض القاهرة الدولي للكتاب بعد تجربتهم ومشاركتهم كضيف شرف للمهرجان الثقافي الكبير. وقد شجع المناخ الثقافي الدافئ الذي شهده المعرض وجمع بين مختلف الثقافات الإفريقية، على اهتمام المسؤولين بدراسة سبل دعم التعاون الثقافي وإقامة المشروعات الثقافية المشتركة بين هيئة الكتاب المصرية وكل من السنغال وكينيا وجنوب إفريقيا، خاصة فيما يتعلق بمجال الترجمة والنشر.
يأتي اختيار السنغال ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام لتكون أول دولة إفريقية غير عربية تحظى بهذا الشرف حيث كان الأمر يقتصر على الدول الإفريقية الناطقة بالعربية، وهو يعكس تطورا جديدا نحو مزيد من الإنفتاح على دول القارة السمراء. وكان ذلك فرصة ذهبية لتعريف القارئ المصري بالثقافة السنغالية وإلقاء الضوء على كتابها ومبدعيها أمثال ليوبولد سيدار سنغور والشاعر حميدو سال، والدكتور باباكار نداك مباي. وقد تضمن البرنامج الثقافي السنغالي بالمعرض مناقشة عدة موضوعات ومحاور فكرية وثقافية منها الأدب السنغالي باللغة الفرنسية، والأدب السنغالي باللغة العامية، والفرق الفنية السنغالية.
لاشك أن استثمار هذه الفعاليات الثقافية الكبرى تعد من أهم سبل دعم التعاون ونشر أجواء الوفاق والسلام بين مختلف الشعوب بشكل ينعكس إيجابا على مختلف المجالات الآخرى، وهو نهج ينبغي دعمه وتطبيقه كلما حانت الفرصة.