انفجاران في مقديشو.. مواطن غرد لنجاته من الأول فقتل في الثاني
الصومال الجديد
آخر تحديث: 22/12/2018
تشهد العاصمة مقديشو والمدن الصومالية الأخرى أحداثا دموية بين الحين والآخر، ولكن تختلف الجهات المسؤولة والأهداف والملابسات، يقتل الأبرياء؛ حيث لا يعرف الجناة لما ذا قَتلوا، ولا يعرف الضحايا كذلك لماذا استهدِفوا، دماء تراق في الشوارع والمساجد والأسواق والملاهي والقصور الشاهقات وأكواخ مخيمات اللاجئين، لا ملجأ ولا مفر!
تروى قصص مؤلمة بعد كل حاثة مأساوية، تنوح النائحات وتبكي البواكي لساعات، ثم ينسى الجميع آلام تلك المشاهد المفزعة، ولولا ذلك النسيان لهلك الباقون حزنا وكآبة على ما جرى به القدر.
انفجاران قويان هزا العاصمة مقديشو صباح اليوم السبت، وبعد خمس دقائق من الانفجار الأول غرد المواطن الصومالي فيصل صلاد سمو عبر حسابه على الفيسبوك قائلا: “الحمد الله، قبل خمس دقائق مررت بمكان وقوع الانفجار. اللهم انقذ الشعب”، لكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، فأصبح المواطن سمو ضحية للانفجار الثاني الذي أودى بحياته، ووقع بعد حوالي 10 دقائق من تغريدته في مكان لا يبعد كثيرا عن مكان الانفجار الأول .
نقل سمو على إثر الحادث إلى مستشفى كيدسني الواقع بالضاحية الشرقية للعاصمة مقديشو، حيث نشر مغردون صورة بطاقته على الفيسبوك بحثا عن ذويه.. وأخيرا أكدت مصادر متطابقة من أسرته وأصدقائه وفاته وانتقاله إلى الرفيق الأعلى.
لا يعرف أحد متى يأتيه الموت؛ الذي لا يوجد بينه وبين الحياة فاصل، وكان سيدنا أبو بكر أول الخلفاء الراشيدين رضي الله عنه وأرضاه ينشد: “كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله”. وقال أمير الشعراء أحمد شوقي: “دقات قلب المرء قاتلة له إن الحياة دقائق وثواني”.