انتعاش كبير للغات الإفريقية بمصر

صفاء عزب

آخر تحديث: 17/01/2020

[supsystic-social-sharing id="1"]

القاهرة- تولي مصر اهتماما كبيرا بالقارة الإفريقية وأبنائها الذين يفدون منها للقاهرة ومختلف المحافظات المصرية بأعداد كبيرة ولأسباب متعددة منها التعليم واللجوء السياسي أو البحث عن عمل أو بهدف الإنتظار لفرصة هجرة عبر مصر إلى دول أخرى شرقا أو شمالا. وقد كشفت أرقام وتقارير دولية وأممية عن ارتفاع أعداد الأفارقة المقيمين بمصر بشكل كبير وانتشارهم في مختلف أنحائها مع ملاحظة تركزهم في مناطق وأحياء معينة فيها، وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن هناك ما لايقل عن 142 ألف لاجئ معظمهم من الأفارقة يعيشون بمصر. كما أشارت إلى وجود ما لا يقل عن 42 ألف لاجئ من مثلث السودان والصومال وإثيوبيا، وذلك وفقا لإحصائيات 2017، في الوقت الذي تشير فيه تقارير منسوبة لمراكز بحثية مصرية ومتخصصة في الشؤون الإفريقية إلى أن أعداد الأفارقة بمصر تتجاوز أضعاف تلك الأرقام، مشيرة إلى أن هناك 6000 لاجئ صومالي، و5000 لاجئ إثيوبي، وما يقرب من 280 ألف لاجئ من دولتي السودان وجنوبه، بجانب أكثر من 600 ألف لاجئ ليبي.

وقد انعكس هذا التواجد الإفريقي بمصر على زيادة الإهتمام بتعلم اللغات الإفريقية وانتعاش دراستها بمختلف المراكز العلمية لمواكبة هذا الواقع، بل إنه انعكس أيضا على تعدد المراكز والجهات التي باتت تهتم بإفريقيا وطلابها ولغاتهم المختلفة. وقد شهد العام 2019 فعاليات وأنشطة كثيرة تكرس لهذا الإتجاه، منها الإقدام على إنشاء أول مركز متخصص في تعليم اللغات الإفريقية في جامعة القاهرة، وهو التابع لكلية البحوث الإفريقية بالجامعة ليكون الأول من نوعه في مصر ويضم اللغات السواحلية والأمهرية والهوسا، إلى جانب اللغة العربية كنوع من التعزيز الثقافي واللغوي بين شعوب القارة الإفريقية وبعضها البعض.  كما كانت اللغات الإفريقية محورا لإحدى الفعاليات الهامة بمحافظة أسوان جنوب مصر وذلك بتنظيم معهد البحوث والدراسات الأفريقية ودول حوض النيل بجامعة أسوان ندوة بعنوان ” اللغات الأفريقية وأهميتها في الوقت الحاضر” وذلك ضمن فعاليات الإحتفال باختيار “أسوان” عاصمة للشباب الإفريقي لعام 2019، وعقب تنظيم جامعتها أسبوع الجامعات الافريقية الأول بمشاركة أكثر من 21 دولة أفريقية بهدف الحرص علي مد جسور التواصل والتعاون مع أبناء القارة الأفريقية فى كافة المجالات العلمية من أجل النهوض بالقارة السمراء. وفي هذا الإطار تنوي الجهات المصرية إنشاء مركز جديد متخصص في الدراسات الإفريقية ومركز آخر لدراسات عدد من اللغات الإفريقية.

ويطالب المهتمون بدراسة وتدريس اللغات الإفريقية في القاهرة والمحافظات المصرية بتوسيع دائرة هذه اللغات لتشمل علماء الأزهر وكذلك الدبلوماسيين حتى يتمكنوا من التواصل الصحيح مع أهالي وشعوب البلدان الإفريقية ويحققوا الهدف المرجو من بعثاتهم بكفاءة أفضل.  

يذكر أن عدد اللغات التي يتحدث بها أبناء القارة الإفريقية يتجاوز ألف لغة من اللغات المنتشرة بين أبناء القبائل المختلفة، وتأتي اللغة السواحيلية في مقدمة هذه اللغات التي يتحدث بها أكثر من 300 مليون نسمة في شرق ووسط قارة إفريقيا، يليها لغة الهوسا التي يتحدث بها الملايين في منطقة غرب إفريقيا.

ويأتي اهتمام مصر بتنمية دراسة اللغات الإفريقية، انطلاقا من الحرص على دوام العلاقات الطيبة والروابط القوية مع أبناء القارة السمراء التي تنتمي إليها مصر، وكذلك باعتبار أن معرفة وإتقان التحدث باللغات الإفريقية تعد أحد عناصر العمق الإستراتيجي وهي أيضا بوابة لتواصل الثقافات ومد جسورها بين الدول باعتبارها إحدى القوى الناعمة للدول.

لكل ما سبق تشهد مصر  انتعاشا كبيرا للغات الإفريقية بما يعكس تزايد التواصل والتفاعل بينها وبين غيرها من الأمم والشعوب الإفريقية، ولا يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل هناك من يطالبون بمزيد من التطوير والإنجازات الضرورية في هذا الصدد بما يتناسب مع حجم وشكل التطور الكبير للعلاقات المصرية الإفريقية وما توليه مصر من أهمية كبرى للإنفتاح على قارة إفريقيا.  

قضايا ساخنة

هل تستمر الدوحة في التأثير على الانتخابات الصومالية بالمال السياسي؟

المرشح البغدادي في حديث خاص للصومال الجديد

بعد أربع سنوات من الدور السلبي في الصومال: قطر تحاول تلميع صورتها

خطاب الرئيس دني .. مخاوف وأسرار

الاتفاقيات حول النفط الصومالي .. تقض مضاجع الخبراء في الصومال