المدير السابق لوكالة المخابرات الصومالية يتهم قطر بتعزيز التطرف وتخريب سياسة وأمن الصومال
الصومال الجديد
آخر تحديث: 24/06/2020
وجه عبد الله محمد علي “سنبلوشي” المدير السابق لوكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالية والسفير السابق لدى تركيا والمملكة المتحدة في مقال نشره في مجلة ناشيونال انترست الأمريكية اتهامات إلى قطر التي حملها المسئولية عن المشاكل السياسية والأمنية في الصومال.
وأشار سنبلوشي إلى أن الصوماليين كانوا متفائلين عند انتخاب محمد عبد الله فرماجو رئيسا للجمهورية في فبراير 2017 معتقدين أنه إصلاحي لكنه تبين فيما بعد أن ذلك التفاؤل كان في غير محله وأن الوضع في البلاد أصبح أسوأ بكثير مما كان عليه قبل توليه الرئاسة، بسبب انهيار الاقتصاد وتوتر العلاقة مع الولايات الفيدارلية واضطراب السياسة الخارجية وإصابة المؤسسات الوطنية بالشلل وإغلاق العاصمة بسبب التهديدات الإرهابية المتزايدة.
وأضاف أن تحالف الرئيس فرماجو مع قطر هو سبب المشاكل التي يعاني منها الصومال وكذلك التاثير الخبيث للدوحة على كل جانب من الجوانب السياسية والدبلوماسية الصومالية، مشيرا إلى أن الصوماليين يتحدثون الآن عن رغبة قطر في شن حرب بالوكالة ضد القوى الإقليمية الأخرى، وأوضح أن فرماجو بناء على طلب قطر خفض علاقات الصومال الاستراتيجية والتاريخية مع دول الخليج ومصر اعتمادا على قطر التي فشلت في تحقيق المشاريع التي وعدت بها للصومال.
ولفت إلى أن تعويل فرماجو المفرط على الدوحة أثر سلبا على سنوات من التقدم الأمني، وذكر أنه قام بناء على اقتراح من قطر بتعيين فهد ياسين لرئاسة وكالة المخابرات والأمن القومي على الرغم من أنه صحفي كان يعمل لقناة الجزيرة القطرية ليس لديه أية خلفية أمنية أو استخباراتية، حسب قوله، مشيرا إلى أن ياسين قام بتفكيك الركائز الأساسية للوكالة وإقصاء المحترفين وذوي الخبرة، موضحا أن عمليات الوكالة لم تركز على المعركة ضد حركة الشباب وإنما أصبحت موجهة لإسكات المعارضة السياسية والأصوات النافذة في المجتمع المدني.
واتهم المدير السابق لوكالة المخابرات والأمن القومي الرئيس فرماجو بالقضاء على قدرة القوات المسلحة الصومالية التي كانت قد خطت قبل عام 2017 خطوات لتصبح قوة واسعة النطاق ومهنية، للاضطلاع بدورها المسموح به قانونًا للدفاع عن الشعب الصومالي والدولة وأن تكون حصنًا ضد مكائد وعنف حركة الشباب والجماعات المتطرفة المماثلة، مشيرا إلى أن القوات المسلحة تعمل الآن كقوة شبه عسكرية وامتدادا لوكالة المخابرات حيث تستخدم غالبا لمضايقة وترهيب المنافسين السياسيين والأعداء المتصورين في الدول الأعضاء الفيدرالية التي يفترض أنها غير متعاونة.
وأشار إلى أن الحوادث الإرهابية التي أسفرت عن مقتل اثنين من المحافظين الإقليميين في مدغ ونغال في ولاية بونتلاند تحمل بصمات قطر، وأوضح أن التدخل القطري في السياسة الصومالية الداخلية أمر يستحق الشجب، وأنه يمكن أن يقوض مستقبل الصومال، متهما الرئيس فرماجو بالسعي لتقويض النظام الفيدرالي، ومشيرا إلى أن قطر وفرت الموارد المالية واللوجستية لفرض الموالين له على الولايات الفيدرالية، وذكر أن الحملة نجحت في كل من ولايتي جنوب الغرب وغلمدغ لكنها لم تنجح في بونتلاند وجوبالاند.
واتهم سنبلوشي فرماجو وقطر بالعمل على تقويض الضوابط والتوازنات السياسية في مقديشو من خلال تهميش مجلس الشيوخ، موضحا أن المال القطري كان السبب في الإطاحة برئيس مجلس الشعب السابق محمد شيخ عثمان جواري، وأشار إلى أن الجهود التي بذلت لإعادة السيطرة الدكتاتورية أدت إلى تحفيز المعارضة العنيفة وزادت من تجنيد حركة الشباب، واستنكر الحملة الممولة من قطر لتدمير أرض الصومال وضرب استقرارها، مشيرا إلى أن الحكومات الصومالية السابقة كانت تحترم الاستقرار والتعايش السلمي رغم الخلافات مع إدارة أرض الصومال التي ذكر أنها كانت ملاذا لضحايا العنف في أماكن أخرى من الصومال.
وأوضح أن الرئيس فرماجو قد يلجأ إلى تزوير الانتخابات المقرر إجراؤها هذا العام أو تمديد ولايته بشكل غير دستوري لتجنب هزيمة مهينة بعد أن أدرك أنه حلفاءه بدأوا يفرون منه من بينهم رئيس الوزراء وأن خصومه يحثون على الإطاحة به.
وألمح إلى أن الرئيس فرماجو يحاول استعادة النظام الدكتاتوري بقيادة الرئيس الراحل محمد سياد بري الذي كان السبب في انهيار الدولة الصومالية الأمر الذي قال إن الصوماليين لن يقبلوه، مضيفا أن قطر لأسباب أيديولوجية تسعى إلى تعزيز التطرف داخل المجتمع الصومالي، مشيرا إلى أن الموارد القطرية ربما مكنت الصومال من إعادة البناء وجعلها مركزا إقليميا للتجارة ومحركا للاستقرار لكنها قررت أن تفعل العكس الأمر الذي يمكن لغرور القيادة القطرية أن يحكم على القرن الإفريقي بالفوضى لأجيال قادمة.
وحث في النهاية الأطراف السياسية الصومالية على تجاوز خلافاتها والتعاون لإحباط طموحات الرئيس فرماجو التي وصفها بالخبيثة، مشيرا إلى أن من شأن إدارته أن تقوض السيادة الوطنية وتخضع شعبنا لقطر.