اللغة العربية في الصومال: التحديات وعوامل الانتشار

الصومال الجديد

آخر تحديث: 28/06/2018

[supsystic-social-sharing id="1"]

لقراءة التقرير أو تنزيله بصيغة بي دي اف انقر هنا
التقرير الأسبوعي
الرقم 36

 تـوطـئـة:
اللغة عبارة عن ظاهرة اجتماعية تستخدم لتحقيق التفاهم ووسيلة للتخاطب والتواصل والتفاهم والتعبير عن المشاعر والأغراض بين أبنائها. واللغة العربية من اللغات العالمية التي لها جذور في التاريخ اللغوي، ومرت بمراحل مختلفة كغيرها من لغات أهل الأرض الأخرى، غير أنها تمتاز بمميزات كثيرة.
فالعربية هي الوعاء الحقيقي للتراث الإسلامي وتاريخه، وهي اللغة التي اختارها المولى لتكون محفظة قرآنه، ومن خلالها وصل إلينا حِكَم الغابرين وعلومهم، بنثرها ونظمها، كما أنها وعاء لكثير من العلوم والفنون التابعة لها، والملحقة بها.
وهي لغة غنية بقواعد تضمن لها البقاء، رغم أنف من يحاول محوها من قواميس اللغات الحية، ويُنبِئُ لها الاندثار، ويسعى ليل نهار إلى حياكة المؤامرات لها، وهي لا تزال تغزوهم في عقر دارهم، وتغض مضاجعهم، وتنتشر في كبريات العواصم عندهم انتشار الجراد عكس ما هم يتوقعون ويخططون.
 تاريخ اللغة العربية في الصومال
للعربية تاريخ يعود تواجده في الصومال إلى ما قبل ظهور الإسلام بقرون عدة، وذلك جراء العلاقات التجارية المتبادلة، والتي كانت تربط شبه الجزيرة العربية بالقرن الإفريقي. ويضاف إلى ذلك أن القرن يُطِلُ على خليج عدن، والبحر الأحمر، ويقول ابن خلدون: “إنّ اللغة العربية دخلت إلى إفريقيا قبل خمسة آلاف سنة”. ويعتقد أن 30% على الأقل من مفردات الصومالية من أصل عربي، هذا بالإضافة إلى التقاليد والعادات المشتركة.
كما يسجل التاريخ من جديد بأن اللغة العربية أخذت في الانتشار خارج شبه الجزيرة العربية في القرن الأول من الهجرة النبوية. ولعب دخول الإسلام إلى أرض الصومال عاملا أساسيا؛ حيث مثلت العربية لسكان المنطقة لغتهم الأولى، بحكم كونها لغة دين وتجارة ومراسلات.
ففي القرون الأولى من توسع دائرة نفوذ الدّولة الإسلامية “كانت العربية اللغة الرسمية للدول الإسلامية المتتابعة في جميع الأقطار التي كانت تنفذها سلطة الإسلام والمسلمين، كما أن الهجرات العربية المتتالية إلى المنطقة كانت مستمرة طوال القرون بسبب الاضطرابات الداخلية من الثورات والقلاقل التي كانت مفتعلة في كثير من الأوقات داخل البيت الإسلامي، وحركات الاستيطان واستقرار هؤلاء المهاجرين، مما لعب دورا كبيرا في تفعيل اللغة العربية في المنطقة”.
ويذهب البعض إلى أبعد من ذلك؛ حيث يجعل العنصر الصومالي عربي الأصل من سلالة عربية هاجرت من العراق أو اليمن أو من مصر باختلاق الروايات، وذلك بعد القلاقل التي حدثت في الجزيرة العربية والشام والعراق، بالإضافة إلى مصر في عهد حجاج بن يوسف الثقفي.
وهذا الرأي الأخير يتعارض تماما مع الرأي القائل إن الإسلام وصل إلى الصومال قبل وصوله إلى المدينة المنورة؛ إذاً، لا يعقل أن ينحدر أصل الصومال من سلالة عربية هاجرت إلى المنطقة في عهد حجاج مع الادعاء على وصول الإسلام إليه بشكل سلمي في عهد النجاشي. وهذه القضية مثار جدل في صفوف المهتمين بالأمر.
وأقرب الرأيين إلى الصواب هو الأول؛ لأنه أقرب إلى التحليل الصائب، والوقائع التاريخية، ولعلك سمعت أيها القارئ وصول ابن بطوطة إلى المنطقة، ووصفه إياها، بأن القاطنين فيها ليسوا من العرب، ولا من الزنوج بل هم برابرة ، وعلى أية حال، فالشخص الصومالي كان يتقن العربية لغاية التحدث بها مع الآخرين، ومراسلتهم بها.
وعلى الرغم من هذا وذاك “يشار إلى أن الصومال كان ولا يزال جزءاً لا يتجزأ من العالم العربي من حيث نسيجه الاجتماعي، حضارياً وسياسياً وثقافياً وإستراتيجياً، فالعروبة عندهم ليست لون البشرة، وإنما هي انتماء وشعور قومي، وارتباط عاطفي ومصالح مشتركة. والشعب الصومال لم يشعر في أي وقت من تاريخه أنه خارج من نطاق المجموعة البشرية التي تعيش في الوطن العربي، رغم الظروف والحروب الأهلية التي بددت آمال شعبه في الآونة الأخيرة “.
 مميزات اللغة العربية
تمتاز العربية عن غيرها من اللغات الأخرى بمميزات كثيرة، من أشهرها ما يلي:
o سهولة تعلمها
فالعربية سهلة التعلم ابتداء من كتابتها وقراءتها، ومرورا باستخدامها في التخاطب العادي بين بني البشر، وانتهاء إلى التعمق فيها بما لها من علوم شتى. فالطالب الصومالي كالعادة يلتحق بالخلاوي القرآنية في وقت مبكر، وتحديدا في السادسة من عمره، ويبدأ تعلم العربية بصورة مباشرة وغير مباشرة، ولا يخرج من الخلوة حتى يحفظ القرآن الكريم حفظا واتقانا، ناهيك عن الكتابة والقراءة التي يقوم بإتقانها في الشهور الأولى من الدراسة.
o تميز قواعدها
للعربية قواعد تخدم لها، و تبقيها على رونقها حتى لا تتآكل، وتلك القواعد تبدأ معها السير منذ تكوين الحرف الأول من الكلمة، وتصحب معها حين تبنى الجملة من الكلمة، ولا تفارقها حتى في حين ضم الجمل بعضها إلى البعض الآخر نظما ونثرا. قواعد لا يوجد لها مثيل عند الأمم الأخرى. إذا، هذه الشروع والقواعد تضمن استمرارية اللغة إلى زمن طويل، وتحفظها من ضياعها في اللغات الأخرى، أو الاستغناء عنها، وتركها في سلة المهملات.
o كونها لغة دين
من مميزات اللغة العربية كونها لغة الوحي الإسلامي، لذا تحفظ لملايين من المسلمين هويتهم الإسلامية، وتمثل رمزا لحضارتهم، ومدنيتهم، التي كانت تسود العالم المتحضر لقرون خلت، وصاحبت الفتوحات الإسلامية، ورايات التوحيد؛ لتصل مناطق شاسعة من العالم الشرقي والغربي.
 عوامل انتشار العربية في الصومال
o التعليم
العربية بالنسبة إلى الشعب الصومالي ليست مجرد لغة تجارة، وأداة تواصل بين هؤلاء و أولئك، كما قد يتصوره البعض، بل هي أبعد من ذلك، وتلعب دورها كوسيط في فهم وتفهيم كثير من القضايا العالقة، وكوسيط لفهم دينهم الحنيف، وكلام ربهم المنزل بلسان عربي مبين، لذلك فرضت العربية نفسها على أرض الواقع في الصومال.
فأبناء الشعب الصومالي كانوا يذهبون إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة؛ لتعلم الشريعة الإسلامية، هذا، بالإضافة إلى مناطق أخرى من العالم العربي. بينما الآباء يزاولون تجارتهم الموسمية مع سكان الجزيرة.
وبعد انهيار الحكومة المركزية في الصومال عادت العلاقة كما كانت قبل الاستعمار بفضل جهود الهيئات العربية الخيرية والدعوية، ووصل انتشار اللغة العربية في الصومال ذروته، وكان وأوج مجدها أبان المحاكم الإسلامية؛ حيث كان التوجه نحو تعلمها لافتا للأنظار.
o التجارة
كان تجار العرب يأتون إلى عدة مدن صومالية كانت تمثل بوابة الدخول والخروج من البلد، لتصدير السلع المحلية من وإلى الخارج، وعلى الأخص إلى أرض مصر، والخليج العربي. وكانت تلك الرحلات التجارية بين السكان الصوماليين وتجار العرب قد وضعت الحجر الأساسي لنشر اللغة العربية بين القبائل الصومالية، حتى أصبحت العربية هي اللغة الأولى محليا بالإضافة إلى لغتهم الأصلية.
“وكان الصومال يساهم في النشاط التجاري المتبادل بمنتجاته التي اشتهرت بها بلاده منذ زمان، وأهمها: اللبان، والبخور، والعاج، التي كانت متميزة عن غيرها في المنطقة”  ومن بين المنتجات التي كانت الصومال تصدرها إلى الخارج أيضا الجلود.
o موقع الصومال الاستراتيجي
إن “الصومال دولة عربية إسلامية، تقع في شمال شرقي إفريقيا، يحدها خليج عدن شمالًا والمحيط الهندي شرقًا وكينيا وإثيوبيا غربًا وجيبوتي في الشمال الغربي. ونزل العرب المسلمون بسواحلها، واستقروا بها ونشروا الدين الإسلامي خلال القرن العاشر الميلادي. ويتحدث الشعب الصومالي لغة حامية إلى جانب اللغة العربية، ويدين جميع السكان بالدين الإسلامي”.
o نشر الدين الإسلامي
إن” الدين الإسلامي ومعجزات القرآن الكريم من أهم العوامل التي ساعدت على انتشار اللغة العربية في العالم الإسلامي، فالمسلمون مطالبون بالتعبد بآيات القرآن الكريم في صلاتهم. ولقد ذكر المستشرق بروكلمان أنه بفضل القرآن الكريم بلغت العربية مدًى لا تكاد تعرفه أية لغة أخرى من لغات الدنيا، ولقد ساعدت في نشر العربية سماحة المجتمع الإسلامي الذي قُرر أنّ كلّ من يتكلم العربية فهو عربي.
ومن الأمور الأخرى التي ساعدت على نشر العربية هجرات القبائل العربية إلى الأقطار المفتوحة، والإقبال على الزواج من غير العربيات. كما أن الفتوحات الإسلامية حملت معها العربية؛ لأن العربية لغة الفاتحين المنتصرين. كما أن الأمر الذي أصدره عبد الملك بن مروان بتعريب الدواوين في الأمصار أدى إلى انتشار العربية. ومما لا ريب فيه أن تشابه الظروف الجغرافية الطبيعية كان له آثار لا تنكر في انتشار اللغة العربية، التي انتشرت انتشارًا كبيرًا في القرنين الثاني والثالث للهجرة.
“وانطلاقا من الوازع الديني تعتبر اللغة العربية بالنسبة للمسلمين لغة العقيدة، ولغة الفكر والحضارة والتاريخ، ولغة الرسالة التي يحملونها في الحياة، وفوق ذلك هي لغة كتابهم المقدس الذي يتلونه صباح مساء، ولغة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، فهي بالنسبة إليهم ليست لغة قبيلة معينة أو شعب معين، وإنما لغة الأمة والإسلام مهما اختلفت لغاتهم وألوانهم وأوطانهم وأزمانهم”.
o انضمام الصومال إلى جامعة الدول العربية
إثر وصول المستعمر الغاشم إلى ربوع البلاد بدأ بخططه الرامية إلى إبعاد الشعب الصومالي المسلم من ثقافته العربية، وفصله منها كليا، ومن بين المخططات التي استطاع المستعمر ترجمتها على أرض الواقع كتابة اللغة الصومالية بالحروف اللاتينية، ولكن الشعب الصومالي اشتاق إلى ماضي عهده، وعاد إلى العروبة بشكل رسمي، وانضم إلى جامعة الدول العربية، وذلك بفضل “الإصرار العربي لتعريب الصومال آنذاك بينما كان مشروع القومية العربية في أوج قوته؛ فتم إقناع الصومال بالانضمام إلى جامعة الدول العربية، وانضمت إليها فعلا عام1974 م، وكان ذلك مكسبا سياسيا بالغا الأهمية، أنجزه مشروع التعريب بجانب الجهود الداخلية”. ومنذ ذاك الوقت تثبت اللغة العربية جدارتها في الصومال بدرجات متفاوتة، وهي بين المد والجزر، أحيانا تطغى على اللغات الأخرى غير الصومالية، وتنكمش أحيانا أخرى.
 التحديات :
o الاستعمار الغربي
رأى المستعمر الغربي أن لا طمع له من الفوز في تنفيذ أجندته الاستعمارية في ظل انتشار العربية في مستعمراته الإسلامية؛ لذلك سعى المستعمرون بكل ما أوتوا من قوة مادية ومعنوية، جاهدين في إزاحة اللغة العربية الفصحى عن الحياة الاجتماعية، والسياسية، وحتى الدينية، ونشروا بعض الإشاعات حتى ظهرت دعوة تدريس المواد الدراسية باللغة الإنجليزية.
و”تبوأت اللغات الايطالية والانجليزية والفرنسية محل العربية، وصارت تُستخدم في مجال الإدارة والتعليم والدواوين الحكومية، واقتصر دور العربية في التعليم الديني بعد أن كانت تشمل كل ذلك، بيد أنّه كان يمشي بجانب هذا المخطط لمحو العربية رفض شعبي كان مدفوعا من قبل علماء الدين والمثقفين، الأمر الذي مكّن العربية من احتفاظ مكانتها في الصومال ولو رمزيا، وأصبحت اللغة الثانية بحكم الدستور”.
ومع هذا المخطط الاستعماري الذي يهدف إلى عزل اللغة العربية عن الحياة الاجتماعية، وحصرها في المظاهر الدينية أولا ثم القضاء عليها نهائيا –ومع هذا كله- لا زالت العربية حية رغم أنف العدو تتمتع بالشعبية المطلوبة، فهي تفرض نفسها بقوة، لأسباب منها :
 أنها لغة القرآن الكريم، والشعب الصومالي شعب مسلم 100% .
 أنها غنية بمفرداتها وقواعدها المرنة .
 سهولتها والمرونة الكاملة فيها، وقدرة المتحدثين بها على التوليد والتخريج والاشتقاق.
 إنها تستمد شرفها من الاختيار الإلهي.
 أنها تمثل قمة الفصاحة والاستقامة التي لا اعوجاج فيها .
o الدور السلبي لحاملي ثقافة المستعمر
بالإضافة إلى جهود المستعمرين المذكورة آنفا أنشؤوا في الغرب جيلا من أبناء جلدتنا، ولكنهم سمَّاعون لهم، يحاربون اللغة نيابة عنهم، ويدعون إلى تدوين اللهجات المحلية، وتطويرها، لتسد مسد الفصحى. إلى جانب تشجيع كل من ينحو إلى ذاك النحو، والهدف إضعاف الفصحى، وزجها في أعماق التاريخ؛ لتصبح خبر كان. ولفك الارتباط بين العرب أنفسهم.
o كتابة اللغة الصومالية القومية بالحرف اللاتيني
طالت الحملات الغربية على اللغة الصومالية نفسها في عام 1972م؛ حيث نجحت بعد جهود جهيدة في تدوين أحرف اللغة الصومالية باللاتينية، بعد أن كانت تكتب بالعربية من قبل، وهذه كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير؛ لأنها أمالت الكفة إلى أحد طرفي الصراع الثقافي في بلد كان يعتبر عربيا حتى النخاع، وهكذا كان ما يسعى إليه أصحاب الثقافة العربية في الصومال.
o تبني اللغة الأجنبية في التدريس
فكلما زاد انتشار المدارس العربية كانت تظل العربية لغة الخطابة والمكاتبات لدى الشعب الصومالي، وإذا حصل العكس، وتبنت المواقع التعليمية لغة أجنبية كوسيلة للتعليم يزهد الناس عن تعلم اللغة العربية، ويعزفون عنها إلى اللغة الأجنبية، وهذا ما حدث بالغعل، حيث هيمنت اللغة الانجليزية على المجال التعليمي، بينما بدأت اللغة العربية تتقهر بشكل تدريجي، وتكاد تنسحب من الساحة التعليمية. هذا، بالإضافة إلى الجامعات والمدارس التابعة لدول خارجية الممولة والمخولة لنشر لغتها بكافة الوسائل الحديثة المدعمة بالحوافز التي ترتقي أحيانا إلى نقل المتفوقين فيها إلى الخارج؛ لاستكمال مسيرتهم التعليمية، وكل هذا يحدث في حين تقل فرص اللغة العربية باستثناء رغبة الشعوب الإسلامية فيها.
فالمدارس الأهلية لدراسة اللغة العربية مثل – مدرسة الشفاء لدراسة اللغة العربية، ومعهد رمضان للغات وغيرهما من المدارس والمعاهد الأهلية في مجال نشر اللغة العربية – لا تزال تكافح لأجل البقاء والصمود أمام هذا الزحف الممول.
 الخاتمة
من خلال هذه الدراسة يمكننا معرفة المراحل التي مرت بها اللغة العربية في الصومال منذ وصولها إلى البلد، ويكمن اعتبار عهد ما قبل الاستعمار وقتها الذهبي، وأنها تعرضت لصفعة قوية من قبل المستعمر الغاشم بسبب الجهود التي بذلها لنشر لغته في المستعمرات التي وقعت تحت سيطرته.
فالمستعمر الفرنسي نشر الفرنسية ، والمستعمر البريطاني أذاع الانجليزية، والإيطالي إيطاليته، ولم يبق للعربية في مكانتها التي كانت تتمتع بها قبل الاستعمار، وانحسر دورها في دور العبادة، وفي كتب ومخطوطات التاريخ؛ لكنها رغم ذلك ما لبثت أن عادت إلى الساحة الصومالية كلغة لا يستهان بها بجهود محبي اللغة العربية بمختلف توجهاتهم في الصومال، وذلك بعد أن انهارت الحكومة المركزية عام 1991، وحل محل الوزارات شركات ومنظمات ربحية غير حكومية تقدم الخدمات التي كانت تقدمها الوزارات الحكومية بمقابل رمزي أو بصورة مجانية.
ومن تلك الخدمات التعليم الذي له علاقة مباشرة بموضوعنا؛ حيث تولت هذه الخدمة منظمات ربحية وأخرى دعوية لا تجمعها المصالح ولا المآرب؛ ومشكلتها أنه لم تجد منهجا موحدا، بل مناهج مبعثرة هنا وهناك.
والذي لا يمكن تجاهله إبان تلك المنظمات والمعاهد أنها لعبت دور الحكومة، وأعادت للعربية مكانتها التي لطالما حلمت بها، وفي حينها دخلت كل بيت تقريبا؛ لأنه كان التعليم بحذافيره يدرس باللغة العربية من المراحل الأساسية إلى الثانوية، وكانت بعض الجامعات تستخدم العربية كلغة أساسية، وليست ثانوية.
ثم جاء وقت الانحطاط بعد المحاكم الإسلامية عام 2009؛ حيث تحولت أغلب المدارس من العربية إلى الانجليزية، وتركزَ التعليم بمراحله على الإنجليزية؛ مما أسفر عن عزوف كثيرين من أبناء هذا الشعب عن العربية.
وعلى الرغم من الجهود الجبارة التي يبذلها العدو لمحاربة هذه اللغة إلا أن الناطقين بها في البلد كُثُرٌ، والباحثين بها أكثر من أضعاف الباحثين باللغة الإنجليزية، وخير شاهد على ما نقوله مواقع التواصل الاجتماعية، ومعارض الكتب التي تقام سنويا في المدن الكبرى في البلد، والتي يعرض الكتاب فيها كتبهم ، ومؤلفاتهم؛ حيث يفوق عدد المشاركين فيها من أصحاب الثقافة العربية على غيرهم من أصحاب الثقافات الغربية.
الهوامش:

قضايا ساخنة

هل تستمر الدوحة في التأثير على الانتخابات الصومالية بالمال السياسي؟

المرشح البغدادي في حديث خاص للصومال الجديد

بعد أربع سنوات من الدور السلبي في الصومال: قطر تحاول تلميع صورتها

خطاب الرئيس دني .. مخاوف وأسرار

الاتفاقيات حول النفط الصومالي .. تقض مضاجع الخبراء في الصومال